السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
أيها الإعلامييون .. أقتدوا بوائل الدحدوح !
أيها الإعلامييون .. أقتدوا بوائل الدحدوح !
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبدالهادي البابي
النـص :

رغم كل ماأصابه من مصائب وآلام وأحزان...عاد وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة إلى عمله رغم كل ماتعرض له هذا الإعلامي العربي الشجاع من مصائب ورزايا وفواجع لو أصابت أي أحد منا للزم بيته أو هام على وجهه من شدة الفجيعة ..لم يثنه عن واجبه المقدس سلسلة من الفواجع الرهيبة التي نزلت على رأسه أولها:  أستشهاد 12 من أفراد عائلته (زوجته وأولاده وبناته وحفيدته ) في قصف أسرائيلي على منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة حيث أبيدت أسرته بالكامل .. ولكن وائل الدحدوح فاجأ الجميع وفي اليوم الثاني لمصرع أفراد عائلته وهو يتجول في مخيم جباليا وينقل أحداث الحرب هناك وآثار القصف الصهيوني على منازل الفلسطينيين ويتحدث بلهجة إعلامية قوية باعثاً القوة والشجاعة في نفوس أبناء وطنه وشعبه المقاوم الصامد لرفع معنوياتهم في مواجهة آلة الحرب الوحشية . ثم تعرض لإصابة خطيرة في صدره ورأسه ..وفي نفس اليوم خرج من المستشفى وراح يغطي الأحداث أولاً بأول غير مكترث بكل هذا الهول من حوله .. ثم تعرض هو وزميله المصور سامر أبو دقه لقصف إسرائيلي في خانيونس حيث أستشهد المصور سامر - رحمه الله - وأصيب وائل بجراح خطيرة في صدره وذراعه اليمنى ..وظن الجميع أن وائلاً قد أنتهى أمره ولايمكن له أن يستمر أكثر من ذلك .. ولكنه وفي اليوم التالي خرج وائل الدحدوح وهو يغطى الأخبار والوقائع وسط الركام في دير البلح وجباليا وخانيونس ويبعث التقارير أول بأول بكل أناقة وشجاعة وبطولة .. وآخر المصائب التي عصفت بوائل الدحدوح أستشهاد ولده (حمزة) الذي يعمل صحفياً هو الآخر في قناة الجزيرة ..وعند دفنه رثاه بهذه الكلمات (عند الله أحتسبك يابعضي) ..!! وائل الدحدوح ..نوع نادر من الإعلاميين العرب الذين كشفت عنهم هذه الحرب المجنونة التي يشنها الكيان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني بكل وحشية وخسة ..وأظهرت معدن هذا الإعلامي الذي لم يتخفى ولم يطلب الراحة أو الإجازة من العمل رغم أن ماأصابه يجعله محقاً في كل مايتخذه من قرارات لترك العمل أو طلب السلامة في أي بلد آخر كما فعل الكثير من الصحفيين والإعلامين الذين تركوا أعمالهم بمجرد تعرضهم لتهديد بسيط أو جرح عابر أو مزاج غير مستقر فتركوا العمل وأتخذوا ذلك حجة لهم بالإبتعاد عن مواطن الخطر! لكن وائل الدحدوح لإنه ينتمي الى أرض غزة بقي فيها يعيش بين أهلها يواسيهم بنفسه كما واسى عوائلهم وأطفالهم وبناتهم بعائلته وأطفاله وأحفاده ..ثم واسى شهدائهم وجرحاهم بدمائه وأصاباته المتكررة ..ثم واساهم بجوعهم وعطشهم وقلقلهم وهو يدور ويغطي ويقضي الساعات والأيام دون طعام أو راحة يلتقط فيها أنفاسه..وأخيراً واساهم بولده وفلذة كبده الشهيد حمزة .. وائل الدحدوح ..أيها الزميل الشريف الأصيل : نرفع لك القبعة ونسأل الله أن يكتب لك ولشعب غزة الحبيبة السلامة والحفظ إن شاء الله تعالى .

 

المشـاهدات 326   تاريخ الإضافـة 08/01/2024   رقم المحتوى 37135
أضف تقييـم