الإثنين 2024/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
قيد الانطفاء تصوير واقعي مؤرخن بأسلوب مفعم بمسوح التخييل والشاعرية
قيد الانطفاء تصوير واقعي مؤرخن بأسلوب مفعم بمسوح التخييل والشاعرية
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

من يقرأ رواية "قيد انطفاء" يقف على معالم التجريب المعتدل، والتشكيل اللغوي الشيق على نحو يتدفق في صورة موجات لا مرئية تخترق حواس المتلقي وتستقر في أعماق كيانه وكأنها لمسات سحرية تشع في كل اتجاه، فتتحسس الروح فيوض الجمال والدفء وهي تُأخذ العقل والقلب معا في رحلة استكشافية غاية في الإمتاع، لتنقاد الجوارح وراء سطورها.

ورواية "قيد انطفاء" تقوم على تشكيلات لغويةتشع معزوفات إيقاعية ترتفع وتنخفض حسب حساسية الموقف وريتم اللحظة، عاكسة بلاغات متنوعةفي كلمات وجمل تتراوح بين بلاغة المضامين والسمات والتشكيل، وشعرية اللغة، وخصوصية الأسلوب التصويري، وتنوع الإيقاع،...الخ.

ولا شك أن خصوصية نص "قيد انطفاء" تجعل القارئ يعيش أجواء تلك القصص المتوالدة من بعضها بعضا ومن صلب القصة المركزية، وذلك عبر تحفيز أداة التخييل، فينتقل عبر مسارات الحكي متمثلا إياها وفق ورودها.

والقاصة "آمال شتيوي" يتمتع أسلوبها بالزخم الشاعري والإيقاع الموسيقي المتلون على نحو يربك بصر القارئ قبل عقله، إذ وهو يقرأ فقر روايتها يستمتع بتلك اللغة الشعرية الإيحائية المفعمة بالتكثيف تارة وبالبسط تارة أخرى. ليلامس صداها أعماق الذات منأول كلمة في الرواية إلى آخرها.   

هذا وتعكس ثنائية الإيقاعين الشعري والسردي خصوصية السمة الشاعرية في تقاطعات وتشابكات متماهية ومشفوعة بلمسات ابتكارية ممزوجة بمسحات تخييلية وفلسفية، حكيت معها تفاصيل القصة الرئيسة والقصص الجزئية بلغة شعرية متينة التركيب، وأسلوب سلس، وتحكم في المروي التاريخي، ما يكشف عن عمق النضج الفنيو أصالة التجربة لدى الروائية.

         والروائية مثلما أولت التعبير اللغوي عناية بالغة في المتن النصي حرصت أيضًا على جعل العنونة بمستوى التشكيل العام من حيث الدرامية والرمزية والشعرية، ذلك أنها تدرك أن لكل تجربة لغتها وأسلوبها وتقنياتها وكذا سماتها ومقاصدها، ومن يتقن لعبة الكتابة ويعي مسالكها، مع تمتعه بخيال شاعري منفتح، وذخيرة معرفية، وتمكنا من التاريخ مثلما هو حال الروائية لا شك سينتج نصًا يفوق مستوى التطلعات بدرجات.                                         بقلم الدكتور: موسى بن حداد: جامعة باتنة-1-

المشـاهدات 128   تاريخ الإضافـة 22/03/2024   رقم المحتوى 42341
أضف تقييـم