السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
لماذا وما تحمله بين طياتها قراءة في نص (لماذا) للشاعر هلال الشيخ علي
لماذا وما تحمله بين طياتها قراءة في نص (لماذا) للشاعر هلال الشيخ علي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

حمزة فيصل المردان

*لأيّ نص مجموعة من الثيمات ينطلق منها القاريء ليتتبع مرويات الكاتب لاستجماعها في وحدّة نصيّة علائقة بمكان ما وزمان منفلت ، ولكي يقنعنا كاتبه بان الذي سوف نخوض في غمار سطوره نص ذات غرضية اختمرت من مخيال متّقد بجمر الاحداث التي لا تنفكّ الّا باحداث فجوة ما في رمكانية اختارها الحدث وتدخلت بها ظروف خاصة قاهرة ، سببت تصدّع ،حالة مفردة او جمعيّة…

بهذه المفردات الضاجة بحزمة من الاسئلة يفاجأنا الشاعر الرائد الكبير( هلال الشيخ علي )… بنصه الرائع…( لماذا )…

فلماذا التي هي لحد الان عذراء تحيلنا الى معرفة لماذا يجهز الشاعر على قارئه بما ذكره في نصه ومنها مالم يذكره لكن للقاريء عينه الثاقبة بتتبع الصور وصولا الى مركزية النص وهي ضمن عدّة مراكز يقصدها للايضاح تارة وتارة لشدّه الى غرضية النص المبيّتة سلفا…

يقول في مفتتحه…

( هكذا وجدتني

حين حدقت..

فيّ….)…..

ويقصد عندما تداركه الحلم واصبح يافعا يدرك ما يدور من حوله وجد اسمه وقد فرض عليه ولم يطرح عليه السؤال ساعة اطلاقه عليه..ولكنه لم يكن جزافا…فاسم هلال يعني مرحلة من مراحل ظهور القمر اذا اختير بعناية فائقة فلماذا يرفضه.. هل كان يريد ان يسمي نفسه مثلا عنترة او عامر او ثامر او سعيد او غريب او فرحان او محمد او علي او حسينين …………الخ

واكيد ليست له الحرية ساعتها وامر قد قضي وافرغ الجميع منه عندما سماه الاب او الام او احد الاجداد…

ويقول…

(….ولغة لم اخترها

ومكانا لم اختره

ابا وامّا لم اخترهما

ودنيا لم اخترها

ومذهبا لم اختره….)…

وايضا لم يختر شكله ولا بيئته…واي دنيا يريد غير هذه هل هنالك دنيا لا نعرفها هو بعرفها وتترآى له كشاعر يمتلك خيالا خصبا…والمذهب مغرغ منه لانه يتبع مذهب اسلافه ويعد خارجا عن الملة لو غيره…واكيد هذا الكلام لاشراك القارئ ليس الا…

وللغة يتعلمها من الاشخاص الاكبر منه سنّا..والام اختارها والده بصفة القرابة او الاعجاب وعكس ما يقال قسمه ونصيب وانا ضد كلمة قسمة ونصيب..

وهنا مركز مهم من مراكز النص التي تتجمع عنده حروف لماذا بكل طاقتها لسبه حرية الاختيار وهو اكبر التختيارات خطورة

(….وربا…..)…

ولانّنا لا نستطيع ان نختار ربنا ولا اي شيء اخر والسبب نحن صغار يقودنا الوالد والوالدة وباشارات منها الى اي مكان يقصدانه دون اخذ رأينا في شكل الخطوة. وعنوان الطريق واي لون نرتديه من الثياب ربما سوداء وربما بيضاء وربما حمراء وربما مقلّمة كما كان سائدا في العراق في فترة الستينيات والسبعينيات وحتى بداية الثمانينيات من القرن المنصرم..وحتى الان تستطيع ان تختار ابنك او ابتك قبل ان تشرع بطلب الحمل من زوجتك دون تدخل الجنين في كل تلك الترتيبات التي عمد اليها الابوين…

ولكن هل طاعة ولات الامر تؤرقه الى هذا الحد ولماذا وهل نحن مجبرون علق التقليد الاعمى…

ويتحم نصه بشيء من التأسّي والرفض لشيء ادركه في كبره لكنه فرض عليه فرضا ولا يستطيع التنصل منه.. .

وهي صرخة للرفض مبطنة بحروف لماذا الصارخة بوجه كل ماورثه من ابويه وعدّه ظلما…

حيث يقول…

(…فقط علموني

طاعة امي وابي

وطاعة ولي الامر

ولا ادري لماذا…)…

ومن علمه طاعة امه وابيه غير امه وابيه وجده لابيه وجدته

وجده لامه وجدته وهذا الوجه الاليم لم يزل واقعا مفروضا بحكم طبيعتنا البشرية…

المشـاهدات 733   تاريخ الإضافـة 16/03/2020   رقم المحتوى 5400
أضف تقييـم