قصة قصيرة انتهى مفعول الأمكنة |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب عبد الزهرة خالد |
النـص : قبل أن أشدّ أربطةَ الخطى وأرتدي طاقيةَ الوقتِ المتينة التي تغطي شعاعَ الشمسِ الني ساني المتحمس في تسويةِ أموره مع محاصيلِ الحقول ، تنحني السنابلُ لذلك الحديد المزمجرِ بوجهِ استحالةِ الثابتِ إلى جنسٍ من البشر ، ذكراً كان أو أنثى ، ليداعبوا خاصرةَ الغيثِ باستمالتها ألا ترقص في مقبرةِ الدهور . لم يكنْ صوتُ عربةِ بيعِ الغاز هو السبب في فتحِ نافذةِ القيلولة التي أغلقتها وجبةٌ دسمةٌ من الغداء . قد تجذبُ انتباه الشرفة وسوسة الملاعق وسط أقداحِ الشاي المنعشة للذاكرةِ في جوٍ عصيبٍ تشوبهُ احتمالاتُ البقاء . سقطت الأحاديثُ من المنضدةِ المكتظةِ بالتكهناتِ من دونِ لسان . كان من بين الساقطين ( ماذا لو ) وأكملت السؤال ماذا لو انتهى مفعول محتويات العالم ؟ رأيتُ الأجوبةَ تخرُّ على جوانبِ الاحتمالات متعمقة في الصورِ والأشباح ، تسأل الأفواهُ الزوايا المتساوية عن اللقمةِ الأخيرةِ في حلقِ الأنبياءِ وتشتكي من بؤسِ النقاء. تظهرُ على جدارِ غرفتي جبالٌ سالت كالسيلِ الجارفِ لم يبقَ للقمةِ مجالٌ ولا للسفوحِ شفاعةٌ لقد خانتها الصخورُ وقفزات الماعز ونايات الرعاة ، فرّت من أبدانِها الأشجار واعتلت على دكتِها الأقدامُ الخاليةُ من آثارِ المسيرِ نحوَ المصير أما قشورُ اللّوزِ فباتت متاعا للقفارِ . على اليمينِ نظرتُ إلى البحرِ ينزعُ ضفتيه وتهاوت الأشرعة من الساريات ، عاليها سافلها الذي لم يظهر منه إلا الأصدافُ وطحالبٌ شاحبةٌ تشفطُ المياه وتبصقُ بوجهِ حارسِ الفنار ، يستهوي صفيرَ النوارسِ ملتقطًا الهياكل بلا معاناةٍ بينما المحارات منشغلةٌ في ترتيبِ التجاويف وسط دويّ في الجوهرِ والمغزى أخذ الحيطة من تماسيح الجوعِ أو حتى حيتان الجور . مما أدهشني جداً أني وجدتُ ظلّي يزاحم الرِّعاءَ حول خزائنِ المجاري وتقفُ النسوان على مقربةٍ من الحافة ، الجرارُ على الأكتافِ ويتقافزُ الرجالُ لنيلِ شمةٍ أو شهيق كالنفسِ الأخيرِ منّ سيكار قبل أن يسحقه كعبُ الحذاء ، ما ور... |
المشـاهدات 896 تاريخ الإضافـة 11/04/2021 رقم المحتوى 10663 |