الثلاثاء 2024/4/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
عيون المدينة ألبطالة (( آفةٌ موقوتة )) ،، وعلاجٌ مفقود
عيون المدينة ألبطالة (( آفةٌ موقوتة )) ،، وعلاجٌ مفقود
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عزالدين المانع
النـص :

 ألبطالةُ محنةٌ حقيقية , وآفةٌ موقوتة تحول دون نمو وتطور الاقتصاد الوطني وتَحُدُّ من برامج التنمية في البلاد .. وما زالت تُشكّل أبرز مشاكل العصر وأخطرها , وتُفرز تبعات سلبية وآثار مُدمّرة للمُجتمع واستشراء ظواهر الحرمان والتسول والإنحراف والجريمة مع ما يرافقها من أمراض نفسية واجتماعية خطيرة , كانتشار حالات الإدمان الكحولي وتعاطي المخدرات والمتاجرة بالممنوعات وكل ما يتمخض عنها من سلوكيات شاذة تلحق الأضرار الفادحة بالنفوس وتلقي أعباء ثقيلة على الأجهزة الأمنية والقضائية , وتخلف ضُغوطاً على الإقتصاد وهدراً لطاقات كبيرة مؤهلة للعمل والإنتاج ..

ومن غير المُمكن أن تسير عجلة التنمية الإقتصادية بشكل صحيح ما لم توضع الحُلول المُعمّقة والمدروسة لمشكلة البطالة , كونها أكبر عقبة تحول بين الإقتصاد والتنمية .. وهي تعني بالتالي _ وفق المنظور الاقتصادي _ عجز جُزء كبير من القوى العاملة عن الحصول على عمل مُلائم برغم توفُر الرغبة والقُدرة على الإنتاج ..

ومن المُمكن تحديد أنواع البطالة وفق أهميتها وخُطورتها , ببطالة دائمة , وبطالة مؤقتة , وبطالة مُقنّعة .. وهذه الأنواع الثلاثة كانت سائدة ومألوفة في العراق قبل الاحتلال والسقوط .. ولكنّها كانت مضغوطة بفعل امتصاصها وزجّها في الخدمة العسكرية للمُشاركة في المعارك التي خاضها النظام السابق آنذاك .. وبعد تلاشي الحال السابق وما رافق عملية الاحتلال والسقوط من فوضى وتدمير للمُنشآت الصناعية والإنتاجية , وحل الجيش وتسريح المُقاتلين وقوات الأمن ومُنتسبي الوزارات والمؤسّسات المُنحلّة , تصاعدت نسبة العاطلين في العراق إلى أضعاف ما كانوا عليه قبل عام 2003 .. ( وزاد الطّين بلّة ) تدفُق العمالة الأجنبية بشكل عشوائي لتستحوذ على فُرص العمل المُتاحة , حتى بات العاطلون العراقيون لُقمة سائغة للمُتربّصين لهُم من الإرهابيّين والدواعش وتُجار المُخدّرات والأعضاء البشرية والممنوعات المُحرّمة وعدم تشريع الضوابُط القانونية المُشدّدة التي تَحول دون تدفُق العمالة الأجنبية عبر المنافذ الحُدودية للإستحواذ على مُعظم الفُرص المُتاحة التي يُمكن أن تنتشل بعض العاطلين العراقيين لكونهم أحق بخيرات هذا البلد التي راحت تستنزفُها جُيوب الفاسدين ..

ولا بُد من الإشارة أخيراً إلى أهميّة دور التخطيط في مجال حل مُعضلة البطالة بشرط أن يكون القائمون بهذه المُهمّة من ذوي الإختصاص والإلمام بجميع أنواع الأنظمة الاقتصادية في العالم , ليُخففوا من هذه ( الآفة الموقوتة ) التي لم يضع المعنيون في الدولة علاجاً حقيقياً لها حتى الآن ..

المشـاهدات 1464   تاريخ الإضافـة 17/01/2022   رقم المحتوى 13305
أضف تقييـم