نفذت محافظة النجف الأشرف قبل أيام حملة حازمة وشاملة ، وبأشراف ومتابعة ميدانية مباشرة من قبل المحافظ ، وبعزيمة شبابية . واعية ، لحماية هوية هذه المدينة المقدسة ، ورفع العديد من التجاوزات والعشوائيات التي انتشرت خلال الأعوام الأخيرة حول جسد هذه المدينة المقدسة كوباء الجدري ، وراح يسكنها نازحون من المحافظات المحاذية، ويمارس فيها البعض نشاطات محرمة وترويج للمخدرات والممنوعات التي تسيء الى سمعة وقدسية هذه المدينة العريقة، وملاذ العلماء ورجال الدين ...

وقد تواصلت هذه الحملة بالرغم من ردود الأفعال المنحازة والمتعاطفة مع هؤلاء ( الحواسم ) دون أن يُدرك المتعاطفون مخاطر انتشار هذه البؤر والوباءات التي راحت تدنس هذه الحاضنة المقدسة لمرقد الأمام أبي الحسنين عليه السلام .

وبعيداً عن كبار الفاسدين والمتجاوزين الذين تسللوا إلى مقاعد السلطة وتقاسموا مواردها الغزيرة، وما زالوا يمتصون اثداء البلاد علنا ويحتكرون عطاءها ويوفرون الحماية للمتجاوزين الصغار، الذين مزقوا جلباب المدن وراحوا . يعيثون بتصاميمها الأساسية وينخرُونَ بناها التحتية كالقوارض وحشرات الأرضة، ويشوهون سماتها الحضارية والتراثية والآثارية بعيداً عن الرقيب ، وفي ظروف فوضوية أفرزها المحتلون عقب توغل قواتهم عبر الحدود .. ولا يزال (الحواسم ) يجتاحون المناطق الخضراء والتراثية والآثارية وهياكل العقارات غير المنجزة ، ولا ؟ يستندون الأي أساس قانوني سوى (شريعة الغاب ) .. وان بقاء هذه الأورام الخبيثة من المشاكل جائمة على أنفاس التصاميم الأساسية تخلق المزيد من المشاكل الاجتماعية وتصيب التخطيط الحضري بالاندثار .. فهل من  مبادرات مماثلة وجريئة. ينفذها المعنيون فى المحافظات - وعلى غرار ما أقدمت عليه الأرادة النجفية - ويكشفوا عن حالة حقيقة هؤلاء الذين راحوا يستنزفون عافية . المدن المقدسة والعريقة ، بلا حياء ؟!