الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
الإيقاع بصغار الفاسدين لا يرمم الثقة
الإيقاع بصغار الفاسدين لا يرمم الثقة
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

بحسب المعلومات العامة وليس الاختصاص فان ما رشح من قضية سرقة القرن واطلاق سراح احد المتهمين الرئيسيين فيها بكفالة من اجل استحصال ما بذمته من مبالغ تصل الى اكثر من ترليون ونصف الترليون دينار فيه من التأويلات والتفسيرات امور عديدة يبقى للقاء الكلمة الفصل فيها مع ثقتنا العالية بالمؤسسة القضائية.

في كل الاحوال لا يمكن ان تكيف قضية بهذا الحجم فيها من التزوير والتلاعب والاحتيال والاضرار بالاقتصاد العراقي على انها دعوى جزائية بسيطة تنتهي باسترداد المال المسروق ، لان ذلك اغفالاً واستخفافاً بالحق العام الذي يقف وراءه الرأي العام الغاضب والمتيقن ان هناك تخادماً سياسياً سهل عملية السرقة لهذه الشركات وبهذا الحجم ، وهو يمثل الخشية الحقيقية لدى العراقيين الذين فقدوا الثقة تماماً بهذه الطبقة السياسية بعد ان تأكد لها انها لم تكن أمينة على ماله ولا على ثرواته ولهذا يعد العراقيون اي اجراء تحت عنوان مكافحة الفساد غير موضع ثقة بل هو جزء من التلاعب للتسويف ولطمس الحقائق.

لم تكن المسرحية التي ظهر بها السيد رئيس الحكومة مستعرضاً ما لا يزيد عن خمسة بالمائة من المال المسروق كافية لاقناع العراقيين بجدية محاربة الفساد ولانهم يعرفون قبل غيرهم من هم اصحاب القدح المعلى في اساطير الفساد والسرقات وهم لا يبرئون اياً من القادة السياسيين من ذمة المال العام المستباح واقتصار عمل الجهات الرقابية والمختصة بالنزاهة على صغار الفاسدين يرسل رسائل عكسية وغير ايجابية وغير قادرة على ترميم جسور الثقة بين المؤسسات والمواطن ، مما يستدعي ممن يتصدى للفساد والفاسدين ضرب الحيتان الكبيرة وعدم قطع الخيوط التي تتوصل اليها التحقيقات مع الصغار واسدال الستار على نتائجها لانها في الاعم تقترب من قلاع الكتل الكبيرة.

كبير سراق الامانات الضريبية لم يكن الا اداة وضيعة بيد لاعبين كبار تقاسموا الغنيمة ورموا به ليكون قرباناً يضحون به لضمان سلامتهم ، العراقيون بحاجة إلى ان يشاهدوا خلف قضبان العدالة من يشير اليهم الجميع لكن لا جهة تجرؤ على مساءلتهم وحسابهم.

المشـاهدات 1022   تاريخ الإضافـة 29/11/2022   رقم المحتوى 16256
أضف تقييـم