الثلاثاء 2025/5/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.76 مئويـة
نيوز بار
بدافع الأنا تكبت الحقيقة
بدافع الأنا تكبت الحقيقة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن إبراهيم
النـص :

كمؤشر موضوعي قد لا يمتلك الإنسان الجرأة الشخصية الكافية للبوح بالحقيقة اذا ما تقاطعت مع الأنا .. كونها ادراك صعب التغازل معها .. فهي واقع محفوظ .. ونقطة ضوئية اذا ما ظهرت فندت كل شيء .. وهذا ما لا يستطيع كل امرء البوح به .. فثنايا الحياة وصفحاتها سر خفي تثبط قدرة الإنسان على التمكن من النطق بالحقيقة .. لأنها عالم يفضي إلى الجهر والعلن مهما ترتب على ذلك من ردود فعل .. (قل الحق ولو على نفسك) .. فالحقيقة مرة المذاق وإن كانت إيجابية النتاج .. فهي تتعارض مع الكثير من الممارسات الغير مشروعة .. بدافع المغالطة والمكابرة .. وهذه أساليب للأسف أصبحت جزء من ثقافة الولوغ في ماهية الحقيقة والتمكن من تعتيمها بوسائل حداثوية تجعل من ظاهر الأمر ليس كباطنه ..فبقدر الوضوح تتجلى الحقيقة .. والعكس بالعكس .. فعدم الوضوح قد يتم من خلال تهويل (الأنا) بما لا يتناسب والشخصية او الواقعية.. لإخفاء الحقيقة .. الأمر الذي يجعل مبدأ الثقة مهزوز بل يكاد يكون معدوم بسبب تشوه الرابطةوفقدان الصلة .. فحقيقة الشيء يقين شأنه .. كطي السجل للكتب .. مستخلصنة ومحصنة .. والحقيقة نوعان .. المطلقة والنسبية .. فالمطلقة هي الصدق الثابت المعلومة بما لا يقبل الشك او التغيير .. فالشمس حقيقة مطلقة ثابتة .. لا يمكن لنا أن نطلق عليها بأنها قمر .. وكذا الرقمين (1+1) يساوي (2) ايضا حقيقة ثابتة .. اما النسبية فهي المعلومة الصادقة أيضا لكنها مرهونة بالظرف الزمكاني .. فهي نسبيا تتغير بتغير معطيات الظرف وتقلبات المحيط البيئية او المناخية او غيرها من العوامل المؤثرة بسببيته ..إن تضليل الحقيقة وفق رؤى غائية مشخصنة .. سواءً كانت مادية عينية اواعتبارية هي من افرازات تهويل وتضخيم (الأنا) ابتغاء لمرضات النفس والهوى في احراز مقام عال مثلاً .. والذي ما يسمى (بداء العظمة والعجب) والذي من الصعب معالجته .. لذا وكضرورة جادة نرى ان الله تعالى حرص كل الحرص على التركيز على صفة التواضع وخصوصا فيما استخلصهم من انبيائه ورسله ومواليه .. فما يقع عليه الحديث .. هو أن الحقيقة امر ينبغي الانصياع له بحكم الواقعية .. فالانسان بطبيعة كينونته هالة من المكونات والتركيبات العضوية والمشاعر والديناميكية ذات الحركة المستدامة ما دام حيا .. فهو أسير العواطف الفسيولوجية أمام عنصرين (النفس والناس) .. فهناك ضغوطات نفسية داخلية وضغوطات خارجية مجتمعية .. الأمر الذي يضعه بين التوافق او التحدي .. ولعل هذا أمر صعب .. وهو مربط الفرس .. فكما يقال (هنا تسكن العبرات) .. والمثل يقول (رمانتين بفد ايد ما تلزم) .. فإما التماشي مع ذاته او مع الناس .. وفي الغالب ما يضطر الإنسان إلى إخفاء جماح نفسه من أجل ارضاء الناس .. وبما ان الامر ليس بالهين ولا بالسهل .. (اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام) .. لذا قد يرتد عما هو عليه .. وتأخذه العزة بالنفس (الأمارة بالسوء) .. فيتعرض إلى منغصات وانفعالات نفسية قد تنعكس على سلوكه سلبا اكثر منها ايجابا .. وبالتالي فأن الحقيقة تتهجأ دورها بالارتكاز على صدق حوارها مع (الأنا) .. فإذا ما كان هاجس (الأنا) يستمد تمويل اجنداته مطابق للحقيقة اكتسبت جراتها من سموها .. وكانت (الأنا) عبيقها .. وذلك ما نادى به رسول الله صلى الله عليه وآله (أنا البني لا كذب انا بن عبد المطلب) وكانت حقيقة ثابتة مطلقة يقينا .

المشـاهدات 1174   تاريخ الإضافـة 18/02/2023   رقم المحتوى 16798
أضف تقييـم