الحظ بحسب قول و ادعاء احد المفكرين " هو  أعجوبة حية ، و بغض النظر عن رفض أو قبول هذا الزعم ، فيما نرى من يرى فيه محاولات اقحام الحظ في النظام الكوني ، لعله أمر يستدعي الكثير من عوامل القناعة و دواعي القبول ، أعرف جيدا و أعي بأن ما أروم و أنوي بخصوص الممثلة - سابقا - و مقدمة البرامج الاعلامية الشهيرة - لاحقا- أوبرا  نيفري التي عانت الأمرين في طفولتها و على مر مراحل صباها و مراهقتها، التي  ذاقت ما أذاقت خلالها  من مر و علقم العذاب

 و سخط الاغتصاب والتشرد و الفقر المدقع الماحق و المرفق بكل أنواع و اشكال الحرمان و فقدان الأمن و الامان ، قبل ان يضحك لها الحظ و يحلق بها عاليا في سموات الشهرة و ذيوع الصيت  في عوالم المال و الأعمال حتى غدت هذه المرأة الملونة السمراء البدينة بعض الشيء من أغنى  نساء العالم ،،،، دور ثانوي صغيرة  بحجم حبة خردل في فيلم هوليودي كبير بحجم جبل ، كان هو الخطوة الاولي في طريق أوبرا، التي نقلت الكثيرة من القنوات العالمية مراسيم حفل  اعتزالها كنجمة اعلامية بارعة و قديرة في مجال برامجها التلفزيونية الشهيرة ، جاء حفل  الاعتزال هذا ، و الذي  جرى في ملعب رياضي في قلب  شيكاغو بعد ان غص بجمهور يفوق التوقع و الخيال من حيث كونها اعلامية فحسب، و بمجرد ان أعتلت النجمة السمراء المنصة المنصوبة في وسط الملعب ، و مع بدء اولى فعاليات الحقل تقدم نحو

خمسة و ستين ألفاً  شخص كانت أوبرا قد تكفلت بهم عبر مؤسستها الخيرية قبل ربع قرن، دون ان تكون قد تابعت أحوالهم و حقيقة ما وصولوا اليه. بعد اتمام تبني مشاريعهم وتحقيق احلامهم و تطلعاتهم ، جاؤا جميعهم  ليقدموا الشكر و الامتنان والعرفان لها، فما بين  منح دراسية و حالات  انسانية تتجلى في زيجات شباب من عاشقين و عاشقات حقيقيين  و بمعدلات احصائية- سنوية وغيرها من شواغل احتماعية باهرة  و نادرة تروم السعي  للاسهام في خلق حياة كريمة و حرة بلا أدنى  منّة و من غير ان يعرف أحد  او يشعر ، لقد صوعقتاوبراة و ذهلت وهي تشهد ذلك  المشهد الذي انطوى على جلب المحتفين بها ممن نالتهم عنايتها و اغداقاتها بمطربة برعت تغني بنشوة غارقة بفرح غامر و و شعاع بهجة ، وعلى أثر ذلك تدفق قرابة أربعمائة وخمسون طالباً ينبون عن ذلك الجمع توافدوا يسيرون حاملين شموعافي بهاء منظر باذخ  الدلالة و الروعة ، مشيرين بأضواء شموعهم

الى  أوبرا التي أنارت حياتهم وغيرت احولهم، وبعد ذلك

تحدث من بينهم خمسة من علماء في مختلف الاختصاصات  هم بمثابة  نخبة مقترحة لهذا الجمع الكبير ، بعد ان أصبحوا أساتذة  في جامعة هارفارد فضلا عن باحثين و قادة مجتمع في مجالاتهم كانوا قد تبرعوا بثلاثمائة ألف دولار لمؤسستها الخيرية ، سيطول الحديث و يعرض حول  مهابة هذا الاحتفال ، الى جنب ما قامت به هذه المرأة المحايدة في تقديم فضائل كرمها على نحو يتجاوز اي تميز عرقي أو لوني ، طائفي او مللي  والى ما غير ذلك في عموم مدن و ولايات ماما امريكا ، لست ممن يميل و يغرف من سواقي المقارنة و التقريع و التفريق أو...أو...أو... وصولا لحقيقة معروفة مفادها الكرم بمختلف مناسيبه و حواسيبه ؛ شجاعة ،  ولكني من دعاة التذكير  دائما ؛ من ان الذكرى تنفع المؤمنين..

hasanhameed2000@yahoo.com