الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
ظاهرة غناء عازفي آلة الأورغن
ظاهرة غناء عازفي آلة الأورغن
فن
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

قاسم ماجد

 

في بداية حقبة التسعينيات برزت ظاهرة جديدة في الساحة الفنية هي ظاهرة المغنين ( عازفين ألاورگن) بعدما إنفصلوا عن فرقهم الخليجية  التي بدأوا مشوارهم  معها  في فترة الثمانينيات.

 وبسبب التطور الذي طرأ على آلة  الاورگن   شجع هؤلاء العازفين على التجرأ على الغناء   لتقديم  أنفسهم  مطربين بأغاني انفرادية. ومع إنطلاق ستديوهات التسجيل الأهلية وانطلاق تلفزيون الشباب في تلك الفترة الذي سمح  ببث الأغاني بدون رقابة بعدما  كُسِرَ حاجز اللجان التي كان يخضع لها المطربون ونصوص الأغاني التي تراقب جودة  اللحن وصوت المطرب اضافة الى يجب أن  تسجل الاغاني بمصاحبه   فرقة موسيقية متكاملة يصل  عددها أحيانا إلى عشرة عازفين لذا أصبح الباب مفتوحاً لهم .

وبرز  أكثر من مغني  في تلك الفترة وقد    سار على هذا النهج  الكثير من العازفين  الذين اصبحوا فيما بعد مطربون يشار لهم ، وإمتدت هذه الظاهرة  إلى يومنا هذا، وبعد أن التطور  الذي  حصل في عالم التسجيل    أصبح   عازف الأورغن هو العازف و المهندس والملحن والموزع  والمطرب في آن ٍواحد .

أمّا  عن أغانياتهم فيمكن القول آنها كانت  بسيطة من حيث الجمل وخفيفة لاتحتاج إلى  صوت  غنائي  كبير لذا  أصبحت العملية سهلة مع وجود التقنية الحديثة  التي ساعدت هذه الأصوات على تعديل اصواتهم من خلال نظام جديد  يُعرف  ( الاتتيون) وهو   نظام لتحسين الصوت  يعمل على تعديل مسار الصوت ويمنع خروجه عن التون وعن الوزن (الإيقاع )

  لذلك أصبحت العملية سهلة صار من خلالها أولئكَ العازفون ينافسون المطربين الحقيقين   ،،، لكن مع كل الذي قُدِّمَ  لهم ،  ظلت اغنياتهم بسيطة و محدودة بسبب انهم  يدركون أن اصواتهم  ضعيفة و لا تستطيع أداء الأغاني  الدسمة من حيث اللحن  والأوزان الثقيلة  لأن هذا النوع من الغناء يتطلب  أصواتاً  صالحة   متدربة  وذات مواصفات خاصة من حيث مساحة  الصوت  وجمالياته،  لذلك إقتصر عملهم  فقط في الحفلات  البسيطة  بدليل  انك   لم تشاهد احداً من هؤلاء يغني على  مسرح   مع الفرق الموسيقية  الكبيرة بدون آلة الاوركن   لأن الغناء ( اللايف) المباشر يفضح كل العيوب لأنه  يحتاج الى أصوات متمكنة   و قوية  قادرة على  قول الجمل الصعبة والأوزان الثقيلة التي  تأسس عليها الغناء الشرقي. وأخيراً.. لم يستطع أحد من هؤلاء  أن يكّون له إرثاً لمنجز حقيقي يُدرج  في خانة المطربين الكبار  الذين تركوا بصمة في الغناء  أمثال ناظم الغزالي و وديع الصافي وصباح فخري وأم كلثوم والقائمة تطول.

المشـاهدات 269   تاريخ الإضافـة 16/04/2023   رقم المحتوى 19130
أضف تقييـم