السبت 2024/7/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 42.95 مئويـة
في الصميم نحن الاوائل ولكن !!
في الصميم نحن الاوائل ولكن !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

كنا نفاخر شعوب العالم ولوقت قريب بأننا اصحاب الحرف الاول والحضارة الاولى والقانون الاول والعجلة الاولى وغيرها الكثير ،وكنا كذلك نفتخر بأننا الشعب الاكثر ذكاء بين  اقطار امتنا العربية ونحن البلد الوحيد الخالي من المخدرات تجارة وتعاطيا وكثير مما كنا نفاخر به بالأمس اصبح اليوم في خبر كان  وكان واخواتها ترفع الاول وتنصب الثاني كما قالت اول مدرسة للغة العربية في الكوفة ولحقتها اختها البصرية  .

ومما يؤسف له  حقا ان ياتي ترتيب   العراق اليوم في ذيول قوائم الصحة والتعليم ونظافة المدن لكنه اصبح الاول في تعاطي وتجارة المخدرات والفساد وهدر المال العام وابتكار الطرق الشيطانية  للالتفاف على القوانين نتيجة المحاصصة وما افرزته من كوادر امتهنت التزوير والغش والفساد وعدم الولاء  للوطن والشعب فباتت الفوارق الطبقية واضحة والمسافة بينها بعيدة وشاسعة  ونظرة سريعة الى بيانات وزارة العدل نرى حجم المأساة التي يعيشها المجتمع اليوم فقد اوضحت اخر احصائية لوزارة العدل ان الطلاق اصبح ظاهرة يومية وان هناك 6 حالات طلاق في الساعة الواحدة  اي ان 172 حالة طلاق يوميا تقع في عموم البلاد  وما ينتج عن الطلاق من تمزيق لنسيج الاسر وضياع الاطفال فينتج عنها الكثير من المتسربين من الدراسة واولاد الشوارع وتزداد الامية ومعدل الجريمة بين الاحداث والمراهقين  .

نعم لقد كنا الاول واصبحنا الاوائل ايضا ولكن شتان بين اوائل الامس واليوم فهل نبقى نردد محاسن موتانا ام تقول كما قال الاولون (إن الفتى من قال ها انذا ليس الفتى من قال كان ابي)مع كل التقدير والاحترام لما قدمه الذين سبقونا في عملية بناء الوطن ولكن لابد من محاربة الآفات والكوارث التي تعيق عملية إعادة بناء الانسان في البداية لأنه هو الاساس  لان بناء الانسان  يبدأ من الاسرة  ومن ثم المدرسة وان ننقي قيم المجتمع مما لحق بها من كل  دخيل وطارىء  خلال الفترة التي  اعقبت احتلال العراق لانها  كانت وفق خطط مرسومة لتدمير وطن اسمه العراق  ومحوه من الخارطة وإيجاد بلد هجين لا يمت بصلة لعراق الحضارة الانسانية الذي كان الاول في الوجود وكنا به الاوائل في كل ماهو رائع وجميل.

المشـاهدات 303   تاريخ الإضافـة 24/05/2023   رقم المحتوى 21913
أضف تقييـم