الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
نوافذ سنية صالح. ١٩٣٥.....١٩٨٥...
نوافذ سنية صالح. ١٩٣٥.....١٩٨٥...
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

اكرم الشيخ مقلد

     حلم لم يكتمل...وغروب سريع

هي شاعرة الحب والألم والحلم ، حلمت بمدن تستيقظ على وقع نواقيسها السحريه ، مع زقزقة عصافير بريه مفعمة بالبراءه، لكنها في الواقع ، فجعت كثيرا ، بمعظم ما حلمت به ، حتى زواجها لم يكن موفقا كل التوفيق ، رغم أنها أحبت شاعرا حد الثمالة .. هو نبي قصيدة النثر" محمد الماغوط" وغدا زوجته لاحقا

سنيه صالح.. ولدت في منطقة مضايق من مدينة حماه السورية العام ١٩٣٥ عرفها إلى محمد الماغوط في بيروت ، زوج أختها أدونيس ، فإنبثق بينهما حب سريع ، لم يكن مزاج محمد الماغوط المتغير الأهواء قادر على أن يستوعبه، وتحملت الكثير من نوباته المجنونه . ولدت سميه صالح من سلسله من الفواجع، فقد فجع والدها بوفاة فإنهما ابنهما الوحيد

محطات في حياتها:

في العام ١٩٦٠ والساحة الشعريه البيروتيه تزدحم بالكثير من الكتاب والشعراء ، في المقدمه منهم شوقي ابو شقرا، وأنسي الحاج ، وأودونيس ، في ذلك العام فازت قصيده لها" جسد السماء" بمسابقه شعريه ، نظمتها جريدة النهار البيروتيه ، إندفعت في ساحات الشعر فارسه  تصهل بكبرباء خيولها . تقول شقيقتها الكبرى (خالده سعد )في معرض حديثها عن شقيقتها الصغرى سميه صالح"إنها بدأت خارج الموروث والمألوف من بديهيات تلك الفتره" .و تقول الكاتبة والشاعرة الكويتيه سعيده مفرح" لم تكن سميه صالح مجرد شاعره تزوجها شاعر فحسب، بل كانت شاعره تزوجت العالم بأسره ، ووجدت نفسها مسؤلة عنه ، وهي لا تملك أدوات لهذا العالم الذي إقتحمته توا سوى همسات شعريه فذه ولغة فاتته وحاده ، وعين باصره للأشياء".

.ونحن نجوس في عالم سميه صالح من خلال البعض من قصائدها، تمتلكنا الدهشة المخمرة بالحزن ، كيف أنها عاشت بروح تقتحم كل ألم العالم ، ماأقسى تلك الصرخه وهي تقول :

إطلق رصاصك أيها العالم

إطلقه على جثتي

على أفكاري

إطلقه حيث تشاء

حفلت حياتها التي إنتهت إلى خمسين عاما عمرا ،  وعشرون عاما إنجازا بالكثير من المكتسبات الشعريه ومنها

١- الزمان الضيق" ديوان شعر ١٩٦٤

٢-حبر الإعدام " ديوان شعر"١٩٨٠ دار العوده

٣- ذكر الورد ١٩٨٨

وهناك الكثير من الجوائز التي فازت بها

١- جائزه جريدة النهار للعام ١٩٦٥

٢- جائزة مجلة حواء القصه القصيره للعام ١٩٦٤

٣- جائزه مجلة الحسناء للعام ١٩٦٧

ولكن أهم من ذلك كله ، هو الإيقاع الجميل الذي بثته في روح الشعر والقصائد التي قوافيها إمرأه ، وهي الدليل المضيئ أمام جمهره من الشعراء المتميزين والشعراء الفحول ، لكي يضعوهافي المكان الذي تستحقه ، والذي شغلته فعلا على الساحه الشعريه ، رغم أن عمرها ، كان بمثابة عمر فراشة تحوم حول قصيدة

نافذتنا التي نطل بها على سنيه صالح هي الاعمال الشعريه الكامله لها ، يبدو لنا كم هو الجهد الذي بذلته هذه الشاعره الانسانه والإنسانة الشاعره ، وهي تقدم لنا دليلا على إقتحامها نحو الساحه الثقافيه ، رغم قصر الحياة التي عاشتها . لحظة تتحدث عن منجزها، تقول بتواضع تام " ليس لي اي طموح من اي نوع كان ، انا أعجز من  أن أغير العالم ، أو أجمله ، أو أهدمه . أحس إني كمن يتكلم في الحلم " . ولكنا نقول لسنيه صالح : كيف لا تجملين العالم ، وتجعلهيه أكثر وسامة ، وأن ترمي عليه كل الصباحات .وانت تقولبن...

أيتها اللؤلؤه

 نمت في جوف عصفور 

 إستمعي إلى ضجيج الأحشاء

 وهدير الدماء ،

 حجبتك طويلا

ريثما ينهي التاريخ حزنه

ريثما ينهي المحاربون

العظماء حربهم

والجلادون جلد ضحاياهم

ريثما يأتي عصر من نور

فيخرج واحدنا من جوف الأرض

أنتم معي أن هذه ليست محض كلمات تطلقها سنيه صالح ، إنها إطلاقات لا تصيب منا مقتلا ،  بل تمنحنا حلم الابديه

سنيه صالح لا تركن فوق الرف :

الشيئ المؤسف إن البعض حاول أنت يركن سنيه صالح على الرف ، لكن مثل سنيه صالح لا تركن أبدا ، فهي شاعره وقاصة واديبة، جعلت الادب النسوي يفتخر ، بل يتيه دلالا بها ، فلو إمتد بها العمر لاغنت المدرسه التي ارتادتها بالكثير من المنجز .. ولكن هي الأقدار ، رغم ذلك كله ، فإن الكثير من النقاد قد وضعوها في المكان الذي تستحقه بجداره ، حتى وصفت بأنها  بمنجزها الابداعي قد أنثت العالم .

في مقال للكاتبة السورية سلوى عباس بجريدة البعث السورية ، تحدثنا عن منجز سنيه صالح فتقول " هي إمرأة الدهشة والحلم ، تلك الطفله التي رياض الورق تسكب عليه عالمها ، سنيه صالح الياسمينه التي إنتظرت عبثا تحت المصباح ، فخطفها الموت مبكرا . هل تسمحوا لنا أن نشارك سنيه صالح فجيعتها وهي تجابه الحياة ، تلك الحياة التي سحبت أقسام سلاحها نحوها . ليس أمامها سوى الهروب ، لكنها  لا تهرب من الهروب ، فقد هربت من طفولتها كثيرا  ومرة من زواج فاشل  ، أحست بذلك كله .. فكانت قصيدتها الاختناق..

كلما إنتهيت نحوك صارت

طرقي غبارا

خطوه واحده وتختفي

إنتحبي بشدة يا أمي

وبأعلى ما تستطيعين

لا فضاء إلا حناجرنا

فأين هو الهواء العظيم

يحمل الصوت المتألم

ثم عودي يا طفوليتي

البكر والمريره

يا براري أوسع من الخيال___

تخفي من الرعب

أكثر مما تحتمل المرتجف

قولي للعالم كله

وانت تبحثين عن قبورهم

في الضباب

وحدها تجعلهم يصمتون

طوال الليل

والآن عودي إلى موتك

أيتها المرأه الرائعه

 

ونحن نودع سنيه صالح  ، من الجميل أن تكون قصيدة محمد الماغوط في وداعها ، هي وداعنا جميعا

 

أيها الانف المحدب الجميل

كسنبله تحت طائر

أيها الفم الرقيق  بمواعيد

الخونة والابطال

يابذرة الحروب المقبلة

لم إستعجلتي الرحيل

والرقاد إلى الابد

باسمه مطمئنه

من اقرب نقطه إلى آل البيت

مولية ظهرك لكل ثورات العالم

 

  بقلم...اكرم الشيخ مقلد

 

المشـاهدات 250   تاريخ الإضافـة 27/05/2023   رقم المحتوى 22096
أضف تقييـم