عزالدين المانع

دعا وزير الكهرباء الاسبق لؤي الخطيب في حديث صحفي (الى خصخصة قطاع الانتاج والتوزيع ـ بصورة تدريجية وسقف زمني مرسوم ومعايير عالمية ـ قبل انهيار المنظومة الكهربائية )!!

واشار الى ان خدمة الكهرباء ليست مجانية ، وكلفتها واجبة التسديد !!

متناسيا ان المواطنين واجهوا خلال العقدين الماضيين صعوبات بالغة ـ سيما ذوو الدخل المحدود ـ من اجل توفير اجور المولدات الاهلية بالاضافة الى تسديد القوائم الشهرية التي يسجلها قراء المقاييس .. وكان على وزارة الكهرباء ان تطفيء هذه الاجور او تتحمل اجور المولدات الناجمة عن عدم تأهيل المنظومة الوطنية التي استنزفت التخصيصات الباذخة التي رصدت في الموازنات الماضية منذ تشكيل او حكومة وطنية عقب الاحتلال وحتى الان والتي كانت تكفي لبناء اكبر واحدث منظومة شاملة في المنطقة العربية والاسيوية لو كانت بايادي امينة ونزيهة !!

ويؤكد المعنيوين بشؤون الاقتصاد ان التعجل بخصخصة المشاريع الخدمية والصناعية وربط البلاد بالسوق المفتوحة والاقتصاد الحر ، يؤدي الى نتائج سلبية وخطيرة قد تدمر الاقتصاد الوطني في وقت مازالت فيه التشريعات التي تنظم عملية التحول غائبة برغم مرور اكثر من عشرين عاما على التغيير وعدم الافادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال ، وعدم قناعة المختصين الذين ينتظرون بعين الريبة تجاه هذا الموضوع الذي سيؤدي فيما لو طبق بهذا الاسلوب الارتجالي الى تسريح الاف العاملين ، ويقضي على انفاس كل ما تبقى من (نبضات )في هذه المنظومة العليلة .. وينبغي على الجهة المعنية في الدولة ان تضع الخطط المعمقة والمدروسة بشكل واف وتقويم مخرجات هذه العملية ونتائجها اللاحقة على البلاد والمجتمع العراقي قبل ان تغامر بوضع خطواتها الاولى بهذا الاتجاه .!

ولابد من الاشارة الى بعض التجارب التي سبقتنا بهذا الشان ولم تحقق النجاح لتسرعها في التنفيذ .. فالتجربة الروسية التي طبقت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي على سبيل المثال لم تستطع ان تحقق النتائج الايجابية المرتجاة التي توقعها المسؤولون الروس .. والتجربة الاوكرانية لم تحقق هي الاخرى اهدافها لذات الاسباب .. اما التجربة البولونية التي خطط لها تدريجيا وعقلانيا وبشكل متأنِِ فقد حققت بعض النجاح وليس كله .. ولهذا فأن على وزير الكهرباء الاسبق والمسؤولين الذين ينسجمون مع وجهة نظرة الافادة من هذه التجارب الثلاث والتجارب المماثلة التي سبقتها وتقويمها واخضاعها لمناقشة الخبراء والمتخصصين ومن ثم اتخاذ الخطوة المناسبة التي تخفف من معاناة المواطنين مع هذه المحنة التي طال امدها ، وهذا بعض ما يتمناه المدركون