لغة العيون في الشعر العربي |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : حسين عبيد الفريجي العيون نوافذ النفس , ومرآة القلب , ومفتاح شخصية الانسان .. لولا العيون لما أحسسنا بالجمال على حقيقته , ولما استمتعنا ولا أحسسنا بالسحر والمتعة. فقد ورد في الأثر: رؤية الحبيب جلاء العين. ويقول أناتول فرانس: ان الحركات الرشيقة هي موسيقى العينين , والعيون تعكس دواخلنا ومشاعرنا وما يجول بأذهاننا .. انها تتكلم بلا حروف .. وبلا أصوات , كما قال الشاعر: واذا أعوز اللســان بيـــــــانٌ فعلى العين بسط تلك المعانــــي فتراها تجول بين جفـــــــونٍ تتمنى لو انها شفتـــــــــــــــــانِ ولغة العيون تعكس تغير حال العيون تبعاً لتغير المواقف والأحاسيس , لان العيون تترجم لغة القلب , وتتغير بتغير مكنوناته من الحب والبغض على حد سواء. أن العيون لتبدي في تقلبهــــــــــــا ما في الضمائر من ودٍ ومن حنقِ حنقِِ او كما قال الشاعر: العين تبدي الذي في قلب صاحبها من الشناءةِ او حبٍ اذا كانـــــــــــا ان البغيض له عين يصدّقهـــــــــا لا يستطيع لما في القلب كتمانــــــا فالعين تنطق والأفواه صامتـــــــةً حتى ترى من صميم القلب تبيانـــا او كما قال الآخر: تكلّم منا في الوجوه عيوننـــــــــــا فنحن سكوت والهوى يتكلــــــــــمُ وبعض الناس ممن يمتلكون الشفافية , والحدس , يعرفون من خلال العيون كثيراً من الحقائق ويسمى هذا بظاهرة (التلباثي) او التخاطر , او تناقل الأفكار .. وهو شعور قد يحدث عن قرب وعن بعد ايضاً بما يحدث لمن نحب ونبادله نفس المشاعر كما يقال في المثل الشعبي: (القلوب عند بعضها) و (من القلب الى القلب رسول) , والقلب في العين فابحث عنه فيها , بل ان هذا الشعور ينتقل احياناً من الانسان الى الحيوان. كما يقول الشاعر العربي: وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري ومن مصاديق تلك المعاني قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف). فنظمها بعضهم شعراً: ان القلوب لأجناد مجنــــــــــدة بأمر خالقها تجري وتأتلـــــــف فما تعارف منها فهو مؤتلـــف وما تناكر منها فهو مختلــــــف ولا يخفى ما لنظرات الساحر القوية المؤثرة وهو يطلق ذبذباته السحرية الغريبة ويسحر العيون ويبث الخوف والرهبة في نفوس الناس وقد جاء هذا المعنى في القرآن الكريم بقوله تعالى : (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم). ولا غرابة ان نتحدث عن السحر في معرض حديثنا عن الشعر .. فالشعر والسحر صنوان من قديم الزمان .. كلاهما محاولة لتجاوز الواقع , والسمو فوق هذا الواقع بل ان الشعر ذاته كان في وقت ما أداة سحرية في يد الساحر .. يتوسل بها للسيطرة على تلك القوى الغيبة غير منظورة .. بواسطة الرقى والتعاويذ التي كانت تأخذ في الغالب اشكالاً شعرية.. وحتى تحدث التعويذة أثرها يعمد الساحر الى الكلمات الشعرية المؤثرة والألفاظ الفخمة ذات السجع والرنين .. كما كان يفعل الكهان العرب في عصر الجاهلية مثلاً .. وذلك لما في الشعر ذاته من سحر كامن .. فهما متلازمان وهذا صفي الدين الحلي يحدثنا عما يقال من ابطال السحر عن طريق التختم بالعقيق ولكن .. على الرغم من ذلك .. ورغم وجود خاتم عقيق مرتسماً على فم المحبوب فإن مقلتيه تظل تنفث سحراً لا يرده شيء ولا يبطله شيء: قيل ان العقيق قد يبطل السحـــر بتختيمـــه لســـــر حقيقــــــــــــــــي وأرى مقلتيك تنفث سحـــــــــراً وعلى فيك خاتم من عقيـــــــــــــــق وهو يرى ان النظرة هي سبب الحب وأصله وأساسه: نظرة فابتسامة فســـــــــــــــلامٌ فكــلامٌ فمـوعدٌ فلقـــــــــــــــــــــــاءُ ويقول اخر مشبهاً النظرة الاولى بالشرارة الاولى التي تقدح نار الحريق وتأتي على كل شيء: الحب اول ما يكون بنظــــــرة وكذا الحريق بداؤه بشـــــــــــرارة وقد افتنَّ الشعراء في وصف لغة العيون .. فهم في كل واد يهيمون , وفي كل خوض يلعبون , فقال احدهم: نظرت اليها نظرة فتحيـــــــرت دقائق فكري في بديع صفاتهـــــــــا فأوحى اليها الطرف اني أحبهـا فأثر ذلك الوحي في وجناتهــــــــــا وقال اخر معبراً عما تنطق به العيون مفسراً قولها الصامت الناطق: اشارت بطرف العين خيفة أهلها أشارة محزون ولم تتكلم فأيقنت ان الطرف قد قال: مرحباً فأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيـــــــــــم أما أمير الشعراء أحمد شوقي فقد عبّر أبلغ تعبير عن صمت الكلام الناطق ونطق الصمت الناطق بلغة العيون فقال: وتعطلّت لغة الكلام وخاطبـــــت عينيّ في لغة الهوى عينـــــــــــاكِ ويقول في موضع آخر مبيناً اثر المقادير على الانسان عندما تضعه امام العيون الجميلة الساحرة فيداخله شعور عذب بالانتقال من حال الى حال: مقادير من جفنيك حولن حاليـــا فذقت الهوى من بعد ما كنت خاليــا وما الحب الا طاعة وتجــــاوزٌ وإن أكثروا اوصافه والمعانيـــــــــا ويبين في البيت اللاحق انه مهما كثرت الاوصاف والدواعي في شأن الحب ومعناه فما هو في الحقيقة إلا لقاء العيون وما تنطق به لغة العيون يقول: وما هو الا العين بالعين تلتقـــــي وان نوّعوا اوصافه والدواعيـــــــا وعندي الهوى موصوفه لا صفاته اذا سألوني ما الهوى قلت مابيــــــا ويقول علي بن الجهم: عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا أدري وقال اخر: وسقيم الجفون أودعه الله بذاك المقام سراً خفيــــا غلبت مقلتاه قلبي عشقــاً وضعيفان يغلبان قويـــا وقد جاء في امثال العرب : (رب عين أنمّ عن لسان). ولذلك نرى احد الشعراء يطلب الى الحبيب ألّا ينظر اليه بل ينظر الى غيره حذر الرقيب وخوف الحاسد وحفاظاً على سر الهوى بينهما فيقول: اذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا ان الهوى حيث تنظر ولئن كانت هذه الحالة مقصودة ومتكلفة فإننا نجدها عند شاعر اخر طبيعية لا تكلف فيها لأنه كان في احدى عينيه حول فهو يقول: شكرت الهي اذ بليت بحبهــــــا على نظر أغنى من النظر الشـــــــزر نظرت اليها والرقيب يخالنـــي نظرت اليه فاسترحت من العـــــــــذر وقال بعضهم: الضب تفضحه عيونـــــــــــه وتنـــم عن وجــــد شجونــــــــــــــــه ويقول جميل بثينة: لعمري ما استودعت سري وسرها سوانا حذاراً ان تشيع الضمائــــــــر ولا خاطبتها مقلتاي بنظـــــــــــرة فتعلم نجوانا العيـــون النواظـــــــــر ولكن جعلت اللحظ بيني وبينهــــا رسولاً فأدّى ما تُجــنُّ الضمائـــــــر ويقول العباس بن الأحنف: فأعرف منها الوصل في لين طرفها وأعرف منها الهجر بالنظر الشــزر ويقول ابو نؤاس قولاً هيناً ليناً لكنه ذو معنى بليغ: يزيدك وجهه حسناً اذا ما زدته نظــرا ويتساءل ابن الرومي: أهي شيء لا تسأم العين منـــــه ام لهــا كــل ســاعة تجديـــــــــــد؟ ونعم .. ان رؤية الحبيب جلاء العين كما سمعنا في الاثر .. لكن النظر اليه قد يكون مدعاة للشفاء من المرض: مرض الحبيب فعدته فمرضت من حزني عليه جاء الحبب يزورني فبرئت من نظري اليــــه ويتساءل الشريف الرضي .. وقد هامت عينه بمن يحب : كيف علمت العين ان القلب قد وقع صريع الهوى؟ هامت بك العين لم تطلب سواك هوى من علم العين ان القلب يهواك؟ فنسمع شاعراً اخر .. وكأنه يجيب الشريف الرضي – معلناً ان السمع والبصر مصدرهما القلب وحده ولا شيء غيره: فقلت: دعوا قلبي وما اختار وارتضى فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللبِّ وما تبصر العينان في موضع الهوى ولا تسمع الأذنان إلا من القلـــب وبغض النظر عن تلك العلاقة الجدلية بين العين والقلب وايهما سبق الاخر في مضمار الحب والغرام فإن لبعض الشعراء العاشقين رأياً اخر في هذا المجال نابعاً من تجربة الشاعر الشخصية التي جعلت سحر العيون سهاماً او سيوفاً تنطلق فتصيب قلب المحبوب وقد تجرحه وقد تصيبه في مقتل: اسمع ما يقوله احدهم: مهفهف القد هضيم الحشا يكاد يتقد من الليــــــن كأن في اجفانــه منتضى سيف علي يوم صفين وقول الاخر: وفتان اللواحظ بعد هجر تدانى لي واسعف بالمــــــــزار وظل نهاره يرمي بقلبي سهاماً من جفون كالشفـــــــــار فلما نام قلت لمقلتيــــــه وسحر النوم في الاجفان ساري تبارك من توفاكم بليــل ويعلم ما جرحتم بالنهـــــــــــار ودخل بعض الاعراب على تغلب النحوي فقال: انشدني يا شيخ الأدب أرق بيت قالته العرب فقال: لا أجد أرق من قول جرير: ان العيون التي في طرفها حــــورٌ قتلننا ثم لم يحيين قتلانـــــــا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن اضعف خلق الله انسانا فقال الاعرابي : هذا شِعر لاكته الناس بألسنتهم .. هات غيره .. فقال تغلب : أفدنا مما عندك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي : قول مسلم صريع الغواني: نبارز أبطال الوغى فنقدهـــــــــم ويقتلنا في السلم لحظ الكواعـــب وليست سهام الحرب تفني نفوسنا ولكن سهام فوّقت في الحواجب فقال تغلب لحضار مجلسه : اكتبوهما على الحناجر ولو بالخناجر. ومثله قول الامير الفارس الشاعر العاشق ابي فراس الحمداني: نحن قوم تذيبنا الأعين النجــــــل على اننــــا نذيــــب الحديــــــــدا واسمع ما يقوله عبدالصمد بن المعذل البصري المتوفي 240هـ , اذ يبين لنا ان سحر العيون يفعل بالمرء ما لا تفعله الرماح العوالي , وان البطل ليس هو الشجاع الذي يخوض الحرب ويتصدى لمبارزة الأقران لكن البطل حقاً من يتصدى لرشقات العيون لأنها اقوى من كل سلاح: ان العيون اذا امكنّ من رجل يفعلن بالقلب ما لا تفعل الأسلُ وليس البطل الماشي الى بطلٍ في الحرب يخمد احياناً ويشتعلُ لكنه من له قلبٌ اذا رُشِقَـــتْ فيه العيون فذاك الفارسُ البطــلُ ثم انظر الى هذه المعركة الدامية التي يخوضها الشاعر بالسيف والماء والنار وليس ثمة سيف في الحقيقة ولا نار .. لكنه سلاح المقل والعيون: ولما أبى الواشون إلا فراقنـــا وما لهم عندي وعندك اوتــــــار وشنّوا على اسماعنا كل غارةٍ وقلَّ حماتي عند ذاك وانصـاري غزوتهم من مقلتيك وأدمعـــي ومن نفسي بالسيف والماء والنار وقد تنطلق السهام من العيون من مسافات بعيدة فتصيب وتجرح من كان في بلدة اخرى رغم بعد الهدف والمرمى كما يقول الشريف: سهمٌ اصاب وراميه بذي سلمٍ من بالعراق لقد ابعدت مرمــاكِ كان طرفك يوم الجزع يخبرنا بما طوى عنك من اسماء قتلاكِ بل لو كان الهدف يصعّد في السماء لأدركته عيون المحب كما قال توبة بن حجر عن حبيبته ليلى الأخيلية: ولو ان ليلى في السماء لأصعدت بطرفي الى ليلى العيون اللوامح ألا تذكرنا هذه الأقوال الشعرية بهذه الاسلحة المتطورة والصواريخ العابرة للقارات في العصر الحديث وهي تنطلق من الارض وتخترق الفضاء صاعدة الى عنان السماء؟ وفي خضم هذه المعارك التي يخوضها الشعراء مع العيون ولغة العيون فلا تعدم ان تجد فيهم من يجنح الى السلم والاعتدال كما قيل عن ان ام العزيز وكانت من الشواعر المصونات المعروفات – عبرت عن حال المحبين الذي يشكون الفرقة والبعد والتمنع والصدود فتقول: قد تركت نظرات المحب في اعماقها اثراً اوجعها .. وهي كذلك تركت نظراتها في خديه اثراً.. فكلاهما اصاب الاخر فليس أحدهما معتدياً ولا جانياً فهما متعادلان .. فلم الصدود اذاً؟ تقول: لحاظكم تجرحنا في الحشـــا ولحظنا يجرحكم في الخدود جرحٌ بجرح فاجعلوا هذا بذا فما الذي اوجب هذا الصدود؟ وقال احدهم في المعنى ذاته: أدميت باللحظات وجنتهـــا فاقتص ناظرها من القلـــب أما ادب المتصوفة فلم يغفل هو ايضاً عن ذكر العيون ولغة العيون فهذه ميمونة - الزاهدة المتصوفة – تقول في شعرها في المكاشفة: قلوب العارفين لها عيونٌ ترى ما لا يراه الناظرونا واخر ينظر الى حبيبته الغالية فيخيل اليه من سحرها انه يطير في آفاق السماء الجميلة فيقول: تحملني عيناك يا غالية الى سماء حلوة صافية ونجد ابا الطيب المتنبي يطالب محبوبته بالغرامة والتعويض العادل لأنها اتلفت قلبه بالنظرة الاولى فعليها ان تعالج هذا التلف بنظرة ثانية .. فمن اتلف شيئاً فجزاؤه الغرامة .. ومن هنا يستوقفها فيقول: قفي تغرم الاولى من اللحظ مهجتي بثانية والمتلف شيء غارمــــه بينما نجد شاعراً اخر صرعته النظرة الاولى وقد هزته نخوة العشق وجعلته يتمنى النظرة الثانية ولو كان فيها حتفه وهلاكه: يا قاتلي باللحظ اول مرة اجهز بثانية على المقتول وشاعر يشكو ما ناله من الم الجراح بفعل سهام العين التي اودت بقلبه فهو يتمنى على الحبيبة ان تسعفه بنظرة اخرى .. فأما الشفاء وأما الهلاك: أيا لك نظرة اودت بقلبــــي وغادر سهمها جسمي جريحـا فليت اميرتي جادت بأخرى فكانت بعض ما ينكأ الجروحا فأما ان يكون بها شفائــــي وأما ان اموت فأستريحــــــــا ويقول بشارة الخوري – وهو من الشعر المغنى - : جفنه علّم الغــــــــــزلْ ومن العلم ما قتــــلْ هاتها من يد الرضـــــا جرعة تبعث الجنون كيف يشكو من الظمــأ من له هذه العيــون قل لمن لام في الهوى هكذا الحسن قد أمــر ان عشقنا فعذرنـــــــا ان في وجهنا نظــــر واخر جالس مع الحبيبة تحت ضوء القمر هو ينظر اليها ..وهي تنظر الى القمر.. فيستعير عيونها التي ترى القمر فيراها قمراً حقيقة ..وهي تنظر بعينه التي راتها قمراً: كلانا ناظر قمراً ولكن رأيت بعينيها ورأت بعيني اما الشاعر الشيخ محمد رضا الشبيبي فقد اختار لغة الانسجام والتفاهم طريقاً الى الود والمحبة فعبر ابلغ تعبير عن لغة العيون: تفاهمتا عيني وعينك لحظـــــة وأدركتا ان القلوب شواهــــد مشت نظرة بيني وبينك وانبرى الى القلب مدلولاً من القلب رائد كان الذي حاولت ثم وحاولـــت من الحب معنى بيننا متــــــوارد اذا لم يكن للعين لحن ومنطـــق فمن اين قالوا: للدموع فرائــــد؟ ويذكر لنا المتنبي امرأة عيناها تفتن , ووجهها ثقيل , اذا استنشق الشيخ روائحها عاد اليه شبابه فتصابى يقول: وفتانة العينين قتالة الهوى اذا نفحت شيخاً روائحها شَبّا ودونك هذه الحكاية الطريفة من حكايات مجنون ليلى فقد رووا في اخباره انه كان في الفلاة فأحس بالجوع فنصب شباكه فوقعت فيها ظبية فأخذ ينظر اليها ويتأملها ويطيل النظر الى عينيها فداخلته رقة عليها لشبهها بليلى , فما كان منه الا ان حلّها واطلقها وأنشأ يقول: أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني لك اليوم من وحشية لصديق اقول وقد اطلقتها من وثاقهـا لأنت لليلى لو عرفت عتـيق فعيناك عيناها وجيدك جيدها ولكن عظم الساق منك دقيق ولما اسرعت في العدو جعل يقول: اذهبي في كلاءة الرحمـن انت مني في ذمة وأمـــــــان لا تخافي من مساس بسوء ما تغنى الحمام في الاغصان ترهبيني والجيد منك لليلى والحشا والبغام والعينــــــــانِ وان شئت فاعجب لأمر ذلك الامبراطور الذي عاد يوماً من الحرب متوجاً بتاج النصر .. مكللاً بأكاليل الغار .. فاستقبلته الجموع البشرية المتراصة تحييه وتهتف باسمه .. وقد بلغ بها الحماس حداً لا يوصف .. وكان القائد يقف الى يمين الامبراطور فسأل مليكه قائلاً: هل رأيت في حياتك مثل هذا المنظر البهيج يا مولاي؟ فأجابه الامبراطور: بل رأيت اروع وأجمل منه يا صديقي. وعاد القائد يسأل : وأين رأيت اجمل من هذا المشهد الخالد؟ فقال الامبراطور مبتسماً .. وجدت ذلك كله في نظرات حبيبتي. أفيكون سلطان العيون اقوى من سلطان الملوك والأمراء؟ ذلك ما اقر به بعض ملوك العرب وهو يقف امام سلطان الهوى ضعيفاً عاجزاً ويعلن: ملك الثلاث الآنسات عناني وحللن من قلبي بكل مكـان مالي تطاوعني البرية كلهــا وأطيعهن وهن في عصياني؟ ما ذاك الا ان سلطان الهوى وبه قوين اعز من سلطانــي.
|
المشـاهدات 4664 تاريخ الإضافـة 08/07/2023 رقم المحتوى 25010 |
عقيل علي،،بين ضياع الخمرة ووهم الشعر؟!! |
الإشاعة والمجتمع في الشعر العربي |
ضبط حاويتين مخالفتين لشروط وضوابط الاستيراد في منفذ ميناء أم قصر الشمالي بالبصرة في محافظتين.. إصابة شابين نتيجة العبث ببندقية واندلاع نزاع عشائري عنيف |
إشكالية التجنيس ودلالات المفارقة في رواية (هذيان محموم) القصيرة جداً |
من اللغة إلى الدلالة :خالد علي مصطفى ومنهجه النقدي!؟ |