امجد زين العابدين

في ظل التراجع الكبير والواضح لرياضاتنا، وذلك بناءً على النتائج المتواضعة وغير المقنعة التي خرجت بها مشاركتنا الأخيرة في الدورتين العربية والاسيوية التي استضافتها كل من الجزائر والصين في وقت سابق من هذه السنة، بات من الواضح ان الكثير من النتائج والإنجازات التي تعلنها العديد من المؤسسات الرياضية يفتقر الى الدقة او يحاول تسويق انجاز غير حقيقي او غير واقعي.

فمن الواضح، ان عدم وجود منظومة او الية متابعة وتدقيق ثابتة وواضحة لعمل المنظومة الرياضية والأموال التي يقوم بصرفها القائمين على مختلف المؤسسات الرياضية، دفعت بعضهم الى اللجوء الى اساليب ملتوية ومبتكرة، وذلك لإيهام الجمهور بان هناك إنجازات كبيرة ومتميزة، تتطلب الحصول على الدعم الإضافي من أموال الموازنة العامة للدولة او حتى من أموال المتبرعين من القطاع الخاص.

لكن الذي لم يخطر على بال هؤلاء النفر القليل ولم يكن ضمن حساباتهم، بان العالم أصبح اليوم، وبفضل تطورات الثورة التكنولوجية، (قرية صغيرة) مرتبطة ومتواصلة فيما بينها، فبضغطة زر صغير لاي جهاز الكتروني، يمكن الوصول الى المعلومات الدقيقة بيسر وسهولة كبيرين، الامر الذي يمكن من خلاله الوصول الى حقيقة ما يدعيه أصحاب الإنجازات والبطولات الوهمية، وبطلان ما يدعونه من أوهام.

ومن خلال التجربة ومتابعة هذا الصنف من الابطال الوهميين، الذين يعملون وفق ترتيبات واستراتيجيات ثابتة، فبعضهم لعبته غير معترف بها رسمياً او غير متواجدة على خريطة الرياضة العالمية، لكنه يتواجد في اغلب وسائل الاعلام كبطل قومي استطاع تحقيق الإنجازات العالمية الكبيرة، واخرون وبالاستعانة والتعاون مع بعض الشخصيات الرياضية الإقليمية والدولية التي ارتضت لنفسها تلقي الهدايا والرشى، استطاعوا تنظيم يعض البطولات (وبمشاركة فرق ضعيفة بعدد أصابع اليد الواحدة) وذلك لضمان الحصول على أحد المراكز المتقدمة، وغيرها الكثير من الطرق الملتوية التي يحاولون من خلالها تسويق انفسهم الى الرأي العام.

واستناداً على ما سبق، فان تبذير المال العام على بعض المشاركات الوهمية وغير المجدية وتحقيق الإنجازات والبطولات الزائفة فيها، يتطلب وقفة جادة من قبل بعض الجهات الرقابية او تلك المعنية بمراقبة عمل القطاع الرياضي، فضلاً عن الدور المهم للأعلام الرياضي باتجاهاته كافة، لان هذه الأموال هي ملك الرياضيين الحقيقيين وليست ملكاً لأصحاب الإنجازات والبطولات الوهمية.

والسلام ختام