الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
ماذا لو!؟
ماذا لو!؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن إبراهيم
النـص :

انها التركيبة النمطية النشأوية للحياة .. ان يكون تقنين خاص وبرمجة لطبيعة المعايشة والتعايش بين المخلوقات ..وفق نظام معين ومعيار ذات ثوابت لابد من اتخاذها منهجا لممارسة العلاقات الإجتماعية والمجتمعية بما في ذلك التركيبة الكونية .. (من السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما المنظومة الشمسية من نجوم وكواكب واجرام ونيازك ومذنبات ..) وحركتها اللولبية ودورانها في مسارات محددة وتركيباتها العضوية ..النسب المكونة للهواء والماء والغبار ..والفسلجة الكينونية لكل مخلوق وكل كائن سواء كان فلكي او فضائي ارضي او سمائي ..انسيا كان او من الجن او ملائكيا ..وما تنطوي عليه من حالات اقتنائية وافرازاتية ..فضلا عن الحيوانات والنباتات وجميع المخلوقات ..كل هذه وتلك لابد لها من تداعيات ومعطيات ..وبالتالي من الواضح أن هذه المكونات الكونية قد وجدت لتشكل بمجموعها منظومة متكاملة مكافئة ذات عوامل وتفاعل مشترك ذاتي وبعضي .. السؤال الذي يطرح على السن البعض وخصوصا العناصر الشابة الحداثوية ..ماذا لوكانت هذه المكونات الكونية الوجودية والنسب المكوناتية لها على غير ماهي عليه ..؟ اي بعبارة أخرى ..الإنسان مثلا ..لو لم يكن على هذه الهيئة او الصورة البشرية ..يعني لو تغيرت تركيبة راسه كأن يكون وجهه إلى الخلف والخلف امام مثلا ..او ان يكون بعين واحدة ..او بإذن واحدة ..ماذا لو توقفت الكرة الأرضية عن الدوران ..او اختلفت المسافات فيما بينها وبين بقية الاجرام ماذا لو تغيرت النسب المكونة للهواء او الماء ..او التركيبة العامة للاشجار ..او ..او ..ماذا كان سيحصل ..؟ هل نمطية الحياة ستتبدل ام ماذا سيكون او ماذا سيحدث ..هل ستبقى الحياة كما هي عليه؟ اسئلة جدلية .. (شبهات و اشكالات) ..المراد منها الوصول إلى قناعة ما ..من مضامينها بناء الإنسان ..فإذا كان التطور والتكنولوجيا قد طالت كل شيء ..لماذا لم تطال هذه الأمور ..؟اي ان الخلق والخليفة ثابتة النشأة الهيكلية ..موجبة البقاء على هذه الحالة الداخلية التفاعلية ..ماهي الحكمة من جعلها من الثوابت؟ علما بأن القوانين التشريعية منها او النسب النوعية والعددية او الكمية ..لابد من إعادة النظر فيها لتتواءم مع المستجدات الظرفية والمستحدثات الزمكانية علميا وتفاعليا ..والتغيرات الجيوغرافية .. كل هذه التساؤلات والرؤى الفرضية الافتراضية ..اذا ما امعنا النظر فيها نجدها اسئلة ..قد تكون غير مجدية ..او واهية وهزيلة ..ليس لها نتاج ..اذا ما وضعت على طاولة النقاش لا تغني ولا تسمن ..بقدر ما تبعث على الحيرة التي تعي من تشوبه ..فيزداد القلق لديه ..اشبه بالذي هوفي دوامة ..لا يعلم ماهو صانع ..فهي تبعدنا عن الواقع أكثر مما تقربنا منه ..لكنها حقيقة واردة ..لا نستطيع تجاهلها ..قد تراود البعض ..وإن كان من اليقين والقناعة ان هذه الثوابت هي أفضل ما ينبغي لها أن تكون ..فما يميز الحقيقة انها حقيقة ..بناء على التجارب البيئية والمناخية والهندسة الطوبوغرافية ..ونظرا للتنسيق العالي بين مكونات الكون تفاعليا ..فكل شيء محتاج لكل شيء ..من اجل قيام عالم قائم بموجوداته ..متداخلا بحيثياته ..متخادم بكينونيته ..لذا وذاك ..لا يمكن بل من الاستحالة إيجاد بدائل ذات مقاسات انفرادية او تفردية على النحو المستقل انعزاليا ..وفق مطالب خاصة حسب ما تشتهي الأنفس ..وهنا تحضرني طريفة ..قد تصب في ذات السياق ..احد الأصدقاء كانت له طفلة ..بعمر التمهيدي ..هذه الطفلة كانت كلما ترد على حافظة الأطعمة (الثلاجة) وتفتحها ..لترى ما فيها ..فإذا رأت ما يعجبها من فاكهة او اكلة ما واشتهتها كالبرتقال مثلا ..فتقول مسمعة امها .. (المعلمة تقول كلوا برتقال) وتسمي الشيء الذي اشتهته ..كأن يكون برتقال مثلا او تفاح او ما شابه ..الأمر الذي يستدل من ذلك أن الإنسان فطري النشأة ..رهين مشتهياته وملذاته ..اذا ما حكمت عليه ظروفه او تداعت له نفسه ..يستدعى مطاوعتها فيتمني ان تصاغ الأمور وفق نمطية خاصة به ..تتناسب ومراضيه ..دون مبالاة او مراعاة منه اذا ما كانت هذه النمطية تتقاطع مع قوانين العموميات ..ثم ان هناك ثمة امر ..علينا أن لا نتغافله .. (المركزية العليا) ولابدية وحدوية الخالق ..كأمر لابد منه ..فمن اليقين وجوب استقلالية القرار للخالق وحده دون غيره ..إضافة إلى ان هذا الحراك الكوني لم يكن ليجري الا بأمره ..فإن من غير المعقول ان تنتظم كل هذه الأمور والمكونات في منظومة موحدة وتناسق معطياتي عال ..وملب لمستلزمات كل شيء من خلال كل شيء دون إدارة مركزية مما يوجب احترام كل بيانات واعدادات ما تؤول اليه العملية الكونية ..

اقول لعل خوارزمية البناء الكوني بهذه الكيفية وبهذه الطريقة العجيبة التكاملية تلزم الإنسان ..وخصوصا العنصر الشاب الحداثوي ..باعتباره طلائعيا مستهدفا لانه من المعول عليهم غائيا ..وطليعة المجتمع الحيوي واستقطابه براكماتيا امر بديهي استغلاليا ..ان يحصن نفسه ايديولوجيا كقيمة بشرة وثروة مجتمعية تلاقحية ..وان يكون محيطا بعلم الوجود (نوعا او نسبيا) فماهية الحقيقة هي اخلاق وفضيلة وقيمة ..والحياة واقع جميل ..والشباب ضرورة كركن من أركان الحياة ..لديه طموحات يصوغها حسب رؤاه الخاصة ..وبالتالي فمن الخطورة بمكان ان تخضع ثوابت الأمور التبديل وفق رؤاهم القاصرة والقصيرة البعد ..ونظرياتهم الحداثوية ..فملكة الجماح النفسي أكبرمن ان تكبح لديهم ..لما يسيطر على اذهانهم وطباعهم شمخرة الهوى ..كما أكد الكثير من العلماء ان التقنية العلمية السلوكية والتي تسمى (استحثاث الذات) تساعد على كبح النفس والصمود امام اوامرها ..الأمر الذي إذا ما حصل استجابة لهذه الأوامر فإنه من المؤكد سيخالجهم طموح افاقي مخيلاتي ..يذهب بهم إلى الخروج على قوانين الطبيعة فيقعوا في المهالك وما لا يحمد عقباه ..لذا ينبغي الاستعلاء والاستقواء على هكذا أوامر سيئة باستحضار السيرة العليائية للصالح من الناس وانتهاج نهجهم بغية العبور إلى بر الأمان ..

 

 

 

 

المشـاهدات 210   تاريخ الإضافـة 11/02/2024   رقم المحتوى 39432
أضف تقييـم