هل حمايات المسؤولين فوق القانون؟! ولماذا هذا الاستهتار من قبل الكثير منهم بحياة الناس وكرامتهم؟!![]() |
| هل حمايات المسؤولين فوق القانون؟! ولماذا هذا الاستهتار من قبل الكثير منهم بحياة الناس وكرامتهم؟! |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب أ.م.د. صدام العبيدي |
| النـص :
على الرغم استقرار الوضع الأمني في العراق وانخفاض معدلات الإرهاب أو اختفاءها تماماً لا يزال المسؤول لديه عدد كبير من الحمايات والمرافقين له في حله وترحاله، فالأعداد الكبيرة التي ترافق المسؤول خلال زياراته وتنقلاته إلى الأماكن المختلفة سواء أكان بزيارة رسمية أو في الزيارات الخاصة العائلية والاجتماعية وهذا الأمر لم يعد مقبولاً في ضوء الوضع الأمني المستقر الذي يتمتع به العراق، فالناس تتساءل ما هي الضرورة التي تستوجب بأن تكون أعداد الحمايات للمسؤولين بهذا العدد الكبير؟! فهذه الأعداد الكبيرة من الحمايات فضلاً عن أنها تكلف خزينة الدولة نفقات وأموال هائلة ميزانية الدولة أولى بها خصوصاً مع العجز الذي تعاني منه أصلاً هذه الميزانية، ولا يقف الأمر عند الجانب المالي وهو ليس بالأمر الهين وإنما يتعلق الأمر بتصرف أفراد الحمايات هذه فالكثير منهم يتصرف للأسف الشديد تصرفات غير مسؤولة من خلال التجاوز والتطاول على المواطنين في الطرق والشوارع والأماكن العامة أثناء تواجدهم مع المسؤول، فالتصرف بفضاضة مع الناس أمر أصبح شائعاً جداً فكم من حادثة اعتداء وتجاوز على حياة الناس وكرامتهم قد حصلت من قبل هؤلاء تجاه الناس بحجة تأمين الحماية للمسؤول، حتى صار أفراد هذه الحمايات وكأنهم فوق القانون ولا يجوز مساءلتهم عن تصرفاتهم وأفعالهم، إن التصرفات غير المسؤولة من قبل أفراد الحمايات هذه يتسبب بزيادة الفجوة بين المسؤول والمواطن وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة بينهما، بل يزيد من حقد وكراهية المواطن تجاه المسؤول وحمايته وزيادة الفجوة بينهما وهذا الأمر لا يخدم الدولة ولا يحقق مصلحة البلد، فالدول المتقدمة تسعى جاهدة إلى زيادة الثقة والتعاون بين المسؤول والمواطن لأن التعاون بين المواطنين والمسؤول هو أساس كل نجاح، فكلما كان المسؤول يتصرف وكأنه واحد من الناس لا يتميز عنهم، تزداد الثقة من قبل المواطن بسيادة القانون وشيوع العدالة، وانعدام التمايز الطبقي والاجتماعي، فعدم تميز المسؤول عن الناس في خروجه ودخوله وحل وترحاله وعدم تميزه في زياراته وتنقلاته تخلق حالة من التقارب بين المواطن والمسؤول وتجعله يثق بعمل المسؤول وقدرته على أداء المهام والأعمال المكلف بها، هذا الأمر النفسي لا يُستهان به، وعلى العكس من ذلك تماماً كلما أحاط المسؤول نفسه بعدد كبير من الحمايات التي تضع حاجزاً بينه وبين الناس، كلما كان لهذا الأمر آثار سلبية تتمثل بعزل المسؤول عن الطبقات الاجتماعية، والعيش في حياة مغلقة منعزلة عن الناس وواقعهم، وجعل المواطن يشعر بوجود التمايز الطبقي بينه وبين المسؤول الذي وضع نفسه بمكانه خاصة تميزه عن غيره من الشرائح الاجتماعية، لهذا نجد أن المسؤولين في الدولة المتقدمة يعون هذه الحقيقة لذلك تجد الكثير منهم من يتجول بغير حمايات وينتقل بلا مواكب، وفي ترثنا الإسلامي نماذج ناصعة أقرب إلى المثالية تدل بشكل واضح على أن المسؤول كان لا يتميز عن غيره من الناس في هيئته وجلوسه وخروجه وتنقله. إن خروج المسؤول وتنقله في مدينته من غير حماية وأحد من الأمور التي تقربه من الناس وتعيد أواصر العلاقة والثقة بينه وبينهم، ومن يعمل بهذا الشيء سيكسب قطعاً حب الناس وثقتهم، أما من أحاط نفسه بهذه الهالة من الحمايات وتلك الأعداد الكبيرة منهم مع ما يحملوه من أسلحة واجهزة مناداة يحيطون بالمسؤول من كل جانب سيخلقون فجوة بينه وبين الناس وسيتسببون بفقدان الثقة بينهما، والمسؤول الذي هذا حاله لا يمكن له أن يكسب قلوب الناس وثقتهم.
|
| المشـاهدات 51 تاريخ الإضافـة 08/11/2025 رقم المحتوى 68101 |
توقيـت بغداد









