الأحد 2024/12/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 5.95 مئويـة
(لما تزل تسكنك الاحلام) والنضج الجمالي
(لما تزل تسكنك الاحلام) والنضج الجمالي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

                                                                علوان السلمان

النص الشعري..نشاط لغوي..ابداعي.. يكشف عن رؤية بتوظيف التصوير والتخييل.. وقصيدة النثر.. خيار جمالي ينتج بناء شعريا متجاوزا القوالب الجاهزة بمعايير فنية مستفزة للخزانة الفكرية للمستهلك(المتلقي) من اجل الكشف عن الدلالة النفسية والفكرية والرؤية الشعرية لمنتجها).. أنها(تركز في شكلها وفي مضمونها على اتحاد المتناقضات( نثر وشعر) (حرية وصرامة) (فوضى مدمرة وفن منظم)… ومن هنا تتأتّى تناقضاتها العميقة والخطير والمثمرة.. ومن هنا يبرز توترها الدائم وديناميكيتها) على حد تعبير سوزان برنار.. لذا فهي تشكل موقع  المواجهة ـ على حد تعبير باربارة جونسون ـ بين الداخل والخارج...

وباستحضار المجموعة الشعرية(لما تزل تسكنك الاحلام) التي نسجت عوالمها النصية انامل منتجها الشاعر عبدالسادة البصري واسهم الاتحاد العام للادباء والكتاب في نشرها وانتشارها/2023..كونها تتجاوز السائد من الصور الذهنية والوزن وتفعيلاته الفراهيدية.. فصار منتجها يحدد الشكل الذي يرتضيه لقصيدته.. إما بكتابتها بسطور شعرية متوالية أو جمل شعرية قصيرة ( كتلية) من اجل ان تكون جذابة بنضجها الجمالي وتنوع اساليبها وتقنياتها..ابتداء من الايقونة العنوانية بوصفها بنية نصية لها اشتغال دلالي في النص وبناء درامي له محمولاته الثقافية والمعرفية..انه نص موازي ينخرط في دلالات المتن الشعري..

(لما تزل تسكنك../تلك القرية الغافية/عند ضفاف الشط/ بنخيلها الباسق/وتغريد البلابل /وموسيقى الماء/ بانهارها / ببيوتاتها الطينية../بزوارقها المتنوعة الاحجام والاشكال / باشجارالبمبر/ التين/العنب/ التوت/ التفاح الاخضر/ السدر.../ بصيد السمك بليالي السمر/بالسباحة في الانهار/ بدرابينها الترابية/ بمدرستك/ بدراجتك الهوائية/ بكل شيء.../ لما تزل معك دائما/ لانها تسكنك انى وليت الوجه..)/ ص8ـ ص9 ـ ص10....

فالفضاء الشعري يحمل خطابات نفسية واجتماعية.. اضافة الى اتسامه   بسمات جمالية ابداعية جاذبة مع اعتماده على مشهدية اللغة والافادة من الفنون البصرية والحقول المعرفية وهي تعكس هموم الذات كموضوع شعري.. فضلا عن غلبة السردية وتقنياتها الجمالية والاسلوبية كالتكرار الدال على التوكيد والمضفي على جسد النص موسقة مضافة..وهناك الاستفهام الذي يستدعي الجواب ليسهم في اتساع مديات النص..اضافة الى التنقيط الدال على الحذف الذي يستدعي المستهلك(المتلقي) لملء بياضاته..اضافة الى الافادة من حقول معرفية(السينما /والمونتاج/ التشكيل البصري التشكيلي..)..مع توظيف التراث الشعبي متمثلا بالاغنية والمثل والتي تكشف عن المجال الاجتماعي وهناك المكان كبؤرة ثقافية مضافة....مع اعتماد الوحدة العضوية والبنية المغلقة والنسج الفني والتكثيف والايجاز الجملي..                                                                              

(كانت ملكة الليل../ تهدي عطرها للعاشقين/ والمراكب اشواقها للامواج /والعمال يحكون عن نغم مر على اسماعهم(تخلوني بحال الصفصاف تخلوني)/ بحثوا في كل ازقة الميناء../وعلى الارصفة/ جابوا(الابلة والكندي وحطين وخمسين حوش وحي الشهداء واللوندري) /والصوت يرن صداه في آذانهم /ظل يرن...ويرن..(اكول الله على العايل..)جابت اعينهم اشجار اليوكالبتوس/و(اسكلة)الميناء وقبته /مرورا بـ (الجبيلة والمسفن)../والصوت يرن../ نغم يتبع نغما/(واجب بالروح اشريك يحبيب واجب).. ص17/ ص18 / ص19.                                                     

فالبناء الفني للنص يتجاوز القوالب الجاهزة ويعتمد تركيبا يتفرد بوحدته العضوية التي تهيمن عليه ارادة وعي المنتج التي توجه التجربة الشعرية و تجنبها الاستطرادات..فضلا عن اعتماده موسيقى تتأتى من الكثافة والتوهج وفرادة الرؤية والإيقاع الداخلي المتمثل في بعض الايقاعات الصوتية لبعض الالفاظ..

وبذلك قدم المنتج(الشاعر)نصا مفتوحا يقوم على بنية متجاوزة للقوالب الجاهزة.. مكتظة بالإيحاءات والصور الشعرية..مع تقويض القطبية  بين الشعر والنثرمن جهة وازاحة الحدود بين اللغة المكتنزة بطاقات شعرية ولغة الحياة اليومية مع الحرص على الصور الجمالية التي تناسب المشهدية البصرية..اضافة الى حضور التناص القراني(لما تزل معك دائما / لانها تسكنك أنى وليت الوجه..) ليصير بنية نصية باستلهام لغته وتراكيبه وجمله من ناحية، ومن ناحية ثانيةبحركة السرد والدراما فيه)  /ص10..وهناك التضمين كما في قوله:                                              

(على  الجسر../وقف الفتى فاردا ذراعيه/وناشرا قميصه للريح/تاركا قلبه يعزف:  

موطني..موطني../ هل اراك..هل اراك../ سالما منعما وغانما مكرما) ص74..      

    من كل هذا نستنتج أن قصيدة النثر تمردت على القيود التي وسمت القصيدة    الكلاسيكية ومن بعدها قصيدة التفعيلة وأسست جمالياتها الخاصة المنفتحة على الفنون الأخرى ..

فائدة

القضاء الشعري ينبني على انواع منها: (الجغرافي /النفسي /النصي / الدلالي ).. فالفضاء الجغرافي ميدانة الاعمال السردية..بينما تتجلى الانواع الاخرى في الشعر والسرد..

 

 

المشـاهدات 231   تاريخ الإضافـة 12/03/2024   رقم المحتوى 41689
أضف تقييـم