الجمعة 2024/11/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 17.95 مئويـة
عن، وحول المهرجانات السينمائية
عن، وحول المهرجانات السينمائية
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

صلاح سرميني/باريس

عندما تقترح فيلمك القصير على مهرجانٍ ما، هل من مصلحتك الإشارة في رسالتك بأن فيلمك شارك في 10 مهرجاناتٍ، أو 20 مهرجان؟

هذه المعلومة ليست من مصلحتك، ويمكن أن تضرّك، كيف؟

عندما تذكر هذه المعلومة، وكأنك تقول لإدارة المهرجان

ـ أنا فيلمي تحفة، روعة، ما فيش منو، دا حتى اشترك في 20 مهرجان.

ومن جهةٍ أخرى، معظم المهرجانات الكبيرة ترغب بعرض أفلامٍ للمرة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة.

وحكاية أن الفيلم عُرض في 20 مهرجانٍ تنطلي على المهرجانات الصغيرة، وحتى هذه المهرجانات، ربما تقول إداراتها :

ـ طيب خلاص اتعرض فيلمك في 20 مهرجان، وجاي هنا تعمل إيه، بتغرينا يعني؟

من جهةٍ ثالثة، إذا وصلني فيلم من مخرج ما، وقرأت هذه المعلومة بأن الفيلم عُرض في 20 مهرجان، سوف أعتقد بأن المخرج يُغريني، علماً بأن الفيلم إذا عُرض في 100 مهرجان لن يلفت انتباهي إلاّ الفيلم نفسه.

إذاً، لا داعي لوسيلة الإغراء هذه، بإمكانك تسجيل هذه المعلومات في الملف التقنيّ للفيلم، وليس في رسالتك إلى أيّ مهرجان.

كما أن المهرجانات الكبيرة تعرف الفرق بين مهرجان كان، وبرلين.......ومهرجان محمدين، وعطيات في كوكب المريخ، دعّ فيلمكَ يتحدث عن نفسه.

 

ما هو الدافع من الاشتراك في مهرجانٍ لم يسمع به أحد؟

 

من قال لنا بأن هذا المهرجان، أو ذاك لم يسمع به أحد؟

إذا كنت أنت، أو هو، أو أنا، لا نعرفه، فهي مشكلتنا، وليست مشكلة المهرجان، أو المهرجانات.

هناك في العالم آلاف المهرجانات لا نعرفها، ولم نسمع عنها، في فرنسا وحدها هناك حوالي 350/400 مهرجان فعليّ، وفي بعض الأحيان، وعلى الرغم من إقامتي الطويلة في هذا البلد، أكتشف مهرجاناً جديداً لا أعرفه سابقاً.

على سبيل المثال، في شهر سبتمبر الماضي انعقدت دورة جديدة لمهرجان تخصصيّ بعنوان: مهرجان سينما الغرابة، من يعرفه في بلادنا؟

إذاً، هناك من يعرف، وهناك من لا يعرف، ويتوّجب على من لا يعرف أن يعرف.

ولكن، ماهي أهمية هذه المهرجانات التي لا يعرفها أحد؟

لكلّ مهرجانٍ أهميته على المستوى المحلي، والوطني، والدولي، ولكلّ مهرجانٍ أهمية تختلف عن المهرجانات الأخرى، ولكلّ مهرجان هدف يختلف عن أهداف المهرجانات الأخرى...

والمهرجانات لم تتأسّس، وتنتشر، وتزدهر كي تمنح جوائز فقط، لقد تأسّست كي تساهم ـ على الأقلّ ـ في نشر السينما، وترويجها، وعشرات أهدافٍ أخرى يمكن أن تكون موضوعاً لكتاب.

الدافع إذاً هو أن المهرجانات هي المنصات الجماهيرية الوحيدة لعرض الأفلام القصيرة التي لا تجد لها مكاناً للعرض في صالات السينما، ونسبياً في القنوات التلفزيونية.

بدون المهرجانات السينمائية، سوف تموت الأفلام القصيرة، علماً بأنها البذور الأساسية للسينما.

تخيل أن تموت هذه البذور، هذا يعني موت السينما.

الجائزة التي يحصل عليها فيلم ما من مهرجانٍ كبيرٍ مثل كان، وبرلين، ...إلخ تعني جودة الفيلم حتماً، وهذه الجودة نسبية تختلف من شخصٍ إلى آخر.

والدليل بأننا بعد كلّ مهرجانٍ كبيرٍ نقرأ كتاباتٍ لصحفيين، ونقاد تستنكر حصول هذا الفيلم، أو ذاك على جائزة.

ولكن، وعلى الرغم من التباين في ردود الأفعال، مع، أو ضدّ، فقد حصل الفيلم على جائزة من كان، أو برلين...، وهي غصباً عني، وعنك، وعن كلّ الصحفيين، والنقاد، وأيّ شخص كان، جائزة مهمة سوف تفتح كلّ الأبواب للمخرج، والفيلم، ومشاريعه القادمة.

في المُقابل، هناك مهرجاناتٌ كثيرةٌ، وكثيرةُ جداً تمنح جوائز، وشهادات تكريم، واستحقاقٍ، وكلّ ما يخطر على البال، وخاصة تلك التي نجدها في مواقع التسجيل التي لا تتطلب أكثر من كبسة زرّ، وفي معظم الأحيان رسوم تسجيل أصبحت موضوعاً لنقاشٍ، وتساؤلاتٍ بعد أن بدأ بعض النابهين استخدامها لأغراضٍ نفعية بعيدة كلّ البُعد عن جوهر المهرجان، وهو المنفعة العامة بدون أهدافٍ ربحية.

هذه الجوائز تعني الكثير لمن حصل عليها، ولكنها لا تعني شيئاً لمن يعرف مستوى الفيلم، ومستوى المهرجان.

أما لماذا تمنح بعض المهرجانات جوائز لأفلام (نختلف على مستواها النوعيّ)؟

الأسباب أيضاً كثيرة، وتختلف من مهرجانٍ إلى آخر، وتتعلق بسياسة كلّ مهرجان، وآلياته.

الأهمّ في هذا الموضوع ليس الجائزة التي حصل عليها الفيلم، ولكن الفيلم نفسه.

ومن المفيد بأن لا ننسى، جوائز معظم المهرجانات: درع، تمثال، شهادة ورقية، وشعار إلكتروني.

وهنيئاً لكلّ من يحصل عليها.

عندما ينظمّ ناشطُ سينمائيٌّ/أو عددٌ من النُشطاء مهرجاناً تحت عنوانٍ معين/تيمة معينة، فإن أبسط الضرورات التي يجب أن تتحقق، هي الالتزام بالتيمة نفسها.

عنوان المهرجان، وتيمته الرئيسية هي الهدف من تنظيم أيّ مهرجان، وتسليط الأضواء على التيمة في كلّ معانيها، وجوانبها.

اختيار تيمة لمهرجانٍ ما، وحشو برنامجه بأفلام لا علاقة لها بالتيمة، هي قمة العبث بأهداف المهرجانات التي تفرض على الفاعلين في الوسط السينمائي التنبيه لها، والتحذير من تكريسها كظاهرة تُبعد مهرجانات بلدانهم عن غاياتها الجوهرية.

مثال :

دعونا نفترض بأن نُشطاء يريدون تنظيم مهرجان ما بعنوان :

المهرجان الدولي لأفلام السلام.

هنا مفهوم "السلام" بكلّ معانيه، هي التيمة الرئيسية للمهرجان، ويتوّجب على منظمي المهرجان الالتزام به، والامتناع عن حشوّ البرنامج/المسابقة بأفلام لا علاقة لها بالتيمة.

 

ما هو دور المدير الفني في مهرجانٍ سينمائيّ؟

 

نظرياً، المدير الفني لمهرجانٍ سينمائي، هو الشخص المسؤول تماماً عن الجانب الفنيّ للمهرجان:

ـ طبيعة المهرجان، وتحديد أقسامه، ومسابقاته، وبرامجه الرئيسية، والمُوازية، والإشراف الكامل على البرمجة، وتحديد آليات الاختيار بما فيها الندوات، والسوق، وورشات العمل.

ـ الإشراف على مبرمجي، ومستشاري كلّ الأقسام، واختيار لجان التحكيم، والإعلاميين، والصحفيين، والنقاد، ودعوات الضيوف...إلخ.

بمعنى، المدير الفنيّ هو المسؤول عن كلّ شيءٍ في المهرجان، من أصغر التفاصيل وحتى أكثرها تعقيداً.

أمثلة من مهمات المدير الفنيّ (مثلاً في مهرجان فرنسي):

ـ إنشاء مسابقة محلية خاصة بمخرجي القاطنين في المدينة التي ينعقد فيها المهرجان.

ـ إنشاء مسابقة وطنية خاصة بالمخرجين الفرنسيين، والمقيمين في فرنسا.

ـ إنشاء مسابقة أوروبية خاصة بالأوروبيين، والقاطنين فيها.

ـ إنشاء مسابقة دولية خاصة بالمخرجين من كلّ أنحاء العالم.

وعلى عكس الإنشاء/التأسيس، المدير الفنيّ هو الذي يقرر إلغاء مسابقة، وتعويضها بمسابقةٍ أخرى، أو إدخال برنامج، أو مسابقة للأفلام التجريبية، أو أيّ نوع من أنواع السينما، أو يختار تيمة تخصصية، أو يوجّه المهرجان نحو نوع معين من الأفلام، أو يقرر تنظيم برنامج للسينما الهندية، أو تكريم هذه السينما، أو هذا المخرج.

ولكن، هل يقرر، ويعمل لوحده؟  لا، بالطبع

المشـاهدات 305   تاريخ الإضافـة 15/05/2024   رقم المحتوى 45886
أضف تقييـم