
![]() |
غزة تتصبب مسك شهيد توقد ميلادا للنصر قصة قصيرة : ..((صــــورة )).. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : وسيلة أمين سامي / اليمن
وقفت تنتظره وسط الحشود والشوق يئن في شرايين الانتظار يكاد يرديها، والخوف بأوصاب الرجا يجس نبضها الملتاع . إنتصف المساء ، توارى القمر خلف وهاد الغيوم . الريح تعبث بثوبها الطويل بملل . بدأت مواكب استقبال الأسرى المحررين . طفقت تتأمل الوجوه علها ترى حبيبها الذي حجبه الأسر عنها خمسة عشر عاما . تعالت الزغاريد فتزينت الأجواء بفرحة اللقاء . أخذت تمني النفس بمرأى أسيرها ، مدلهة من أخمص الجوى حتى ذؤابة الوله ، ،تغالب زفرات دموعها ، تراود همسات رطاب أريقت في شغافها . طال انتظارها .. لم تر وجهه بين الوجوه . أخرجت من حقيبة يدها صورة التقطت لهما قبل اعتقاله في حديقة منزلهما وبجانبهما ابنهما ذو السبعة أعوام . الذي صار أثرا بعد عين بمن فيه في قصف غاشم . في حالة من متلازمة العشق والفراق أخذت تسري نفسها بتلك الصورة ، سُلب منها الكلام لتتحدث الصورة تُسمعها ضجيج تفاصيلها . سمعت طرق الأحباب على باب المنزل ووقع خطاهم و( لمة ) يتخلل الدفء ساعاتها ..وعلى حين تماه فَنِيت روحها في تجليات الصورة مغسولة برائحة الزيتون والزعتر .
تعالت قهقهات صغيرهما جَوُابة مرافئ الروح وأشرق مرحه ليداعب نبض القلب .. ( ماما ) كم كان ذاك النداء يغسل أوجاع العمر لكنه رحل دون عودة. لتحسو وجع القهر الأجاج . احتضنت الصورة . عادت نظراتها تحدق في الطريق علها تراه . إستأثر بها اليأس ، حتى كاد يغشى عليها أيقنت أنها لن ترى (زياد) . وإذ به يظهر بين الجموع ..يقترب شيئا فشيئا بملامحه السمراء ..وقامته الفارعة ناداها : ـ (داليا ) . إلتقيا .. إشتم غدائر صمتها ، ذاق نواضر لوعتها .
قفز قلبها فرحا بقدر انتظار خمسة عشر عاما ورغبة عارمة تجتاح كيانها بأن تلقي برأسها المتعب في أحضانه لتتنفس أخيرا فرحا وأمانا . بدا شاحبا ، عمره الهارب في أقبية الأسر قد خط خصلات كرباته على مفرقه . لكنه مازال صامدا ..شامخا كما عهدته ارتمت في حضنه وأجهشت بالبكاء . أرته الصورة وقالت بأسى : ـ كل مافيها أصبح أثرا بعد عين..ليتنا نستطيع إيقاف الزمن كما تفعل الصورة . ـ (لا عليك كله فدا الوطن ) نحن نفعل أكثر مما تفعل الصورة نحن سنعيد لذاك الزمن روحه وألقه . ابتسم ابتسامته الحانية . نثرت عليه الورد والملح بطلا ودعته بهما واستقبلته
|
المشـاهدات 273 تاريخ الإضافـة 14/06/2024 رقم المحتوى 47811 |