الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
نيوز بار
الله بالخير البغدادي .. الذي شغف بسحر الفرات الاوسط ..! عادل العرداوي
الله بالخير البغدادي .. الذي شغف بسحر الفرات الاوسط ..! عادل العرداوي
ديرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

..والبغدادي الذي اقصده في هذه السطور العجلى هو فقيد الادب والثقافة العراقية الراحل ( ابو شهرزاد ) باسم عبد الحميد حمودي الذي غادرنا الى دار البقاء قبل اسابيع قليلة ليلتحق بزوجته الراحلة قبله ( ام شهرزاد) الذي ظل يذكرها صباح مساء بعد رحيلها بعين الوفاء والحزن واللوعة رحل ليستقر معها اخيراً هناك مرة اخرى في مقبرة كربلاء التي اختارها له ولزوجته مستقراً لهما عند رب غفور رحيم كريم ...

منذ ستينات القرن الماضي وانا اقرأ اسم باسم عبد الحميد حمودي كثيراً وبشكل متواصل اقرأه في رواق الثقافة العراقية قاصاً وباحثاً وناقداً ومؤلفاً غزير العطاء ..

كان في حينها الراحل حمودي مقيم في منطقة الفرات الاوسط وتحديدا ً في ناحية ( الدغارة) التابعة لمحافظة الديوانية حيث كان فيها مدرساً ومن ثم اصبح مديراً لمتوسطتها لسنوات طويلة حتى كنا نتصور انه من ابناء الديوانية ولم نعرف انه بالاصل من قلب بغداد ومن عائلة كرخية معروفة ..

وزد على هذا فان والده المربي المرحوم عبد الحميد حمودي قد تولى مهمات تدريسية وادارية لحقب زمنية طويلة في مدارس مدن الفرات الاوسط التي من بينها الديوانية والسماوة والشامية وابوصخير والدغارة وغيرها من مدارس مدن العراق الاخرى ،حيث كان الموظف الحكومي انذاك يصطحب عائلته معه في حله وترحاله ، وهذا ماحصل مع اسرة المرحوم حمودي ( ابو باسم) ..

وفقيدنا الصديق باسم انغمس في الاجواء الادبية لمدن الفرات الاوسط انغماساً شديداً حتى انه الف واصدر كتاباً قيماً عن اعراف القضاء العشائري الذي كان سائداً في الريف العراقي قبل ثورة 14/ تموز / 1958 ، الفه يوم كان في الدغارة واستمد مادته من مجالس ومضائف ريف الفرات الاوسط ومن مشايخ القبائل والمحكمين ( الفريضة) واهل الرأي والوجاهة من السادة الاشراف وغيرهم وقد اصبح هذا الكتاب مرجعاً مهماً ..

في ثمانينات القرن المنصرم نقلت خدمات باسم حمودي من وزارة التربية الى وزارة الثقافة لينغمس في عملها ونشاطاتها الثقافية المختلفة ، وليصبح بعد فترة محرراً رئيسياً في معظم مجلاتها الشهيرة وليتولى مناصب قيادية فيها ومنها توليه مهمة رئيس تحرير مجلة ( التراث الشعبي) التي تعد اليوم من اقدم المجلات العراقية التي تواصل صدورها منذ عام / 1963 ولحد الان ، حيث بقي فيها لمدة اكثر من ( 10) سنوات متواصلة واظهر في هذه الفترة وقبلها اهتماماً واضحاً بالمأثور الشعبي العراقي والعربي ، وعد من اعلام ورموز التراث الشعبي العراقي وهو كذلك ...

اصدر خلال رحلته الطويلة عشرات الكتب النقدية والنصوص القصصية وعن تاريخ شارع الرشيد وغيرها من العناوين والموضوعات الثقافية والتراثية التي لايتسع المجال لتعدادها ، كما ان باسم عبد الحميد قد عمل في الصحافة العراقية منذ منتصف خمسينات القرن الماضي اي عندما كان طالباً في دار المعلمين العالية ببغداد وظل يعمل فيها لسنوات طوال التي كان من اخرها تحريره لصفحات معنية بالثقافة الشعبية في جريدتي ( المدى)و( الصباح) قبل سنوات قليلة وكنا ممن ينشر فيها..

لقد خسرت عائلة التراث الشعبي العراقي علماً من اعلامها وقلماً سيالاً ترك ورائه بصمة لاتمحى واثار ساطعة مشرقة زينت رفوف المكتبة العراقية والعربية واصبحت مرجعاً يعتد به من قبل الباحثين وعشاق الثقافة فلروح باسم عبد الحميد السلام والرحمة ...

 

المشـاهدات 146   تاريخ الإضافـة 22/06/2024   رقم المحتوى 48088
أضف تقييـم