
![]() |
فوق المعلق نعوش ونعوت |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : اخطر ما يفسد الصحافة والإعلام ، كثرة النعوت والتوصيفات السلبية او الإيجابية المفرطة معاً ، التي تدور حول الأشخاص والأحداث والاراء ً، اتابع على منصات اليوتيوب والسوشيال ميديا ، والمنصات الرقمية ، اراء صحفيين وكتاب ومفكرين ودعاة وقادة راي ، وهم يفسدون قناعات المتلقين بكثرة النعوت التي يسبغونها على اشخاص ( فكرات ) موضوعاتهم حين يستعرضون التاريخ ويوصفون الجغرافيا ، ويكيلون الشتائم والتوصيفات المشينة دون رادع ، لأشخاص يتحدثون عما فعلوا في تاريخ البلاد و ينكلون في العباد من اعوانهم و خصومهم ، وانقلبوا على أصحابهم ورفاق دربهم لانهم في حالة هوس السلطة ، ورغبة الاستحواذ والانتقام ، وان كانوا يستحقون كل التوصيفات والشتم ، والتقريع ، لكن هذا يفسد موضوعية الكاتب وجمال رؤيته وأناقة قلمه حين ينجرف بسياق الغلو ويضيع دقة معلوماته و حسناته بين سطور رؤيتهم المعلنة بحرقة واكتراث لقناعات حقدهم عليهم ، وهذا لايجوز أبدا ً في موضوعية الكتابة ودقة التعبير وجمالياته ، في محاولة مقصودة او غير مقصودة لتخديش وتشويه جماليات التلقي وسلاسة الفهم و عندما يراعي الكاتب مفرداته وصوره ويقدمها بمنطقية واعتدال ،، وبالقدر نفسه يفسد الكثير من كتاب الرأي والمؤرخين وساردي فصول التاريخ ، وهم نخبة من المرسلين للرسائل التي تعاين باهتمام الجمهور ، حين يكيلون المديح والإطراء ويسبغون الأوصاف على الظواهر والأفراد الذين يتحدثون عنهم او يصفون ادوارهم وكأنهم فتح الفتوحات وانجزوا المعجزات ، بغير وجه حق او مبالغة ليست في مكانها ، مما يجعل المتلقي يستهجن ما يقولون بخفة وإسفاف ، وتوصيفات مجانية ، فكلا الحالتين مفسدة للروية ومنقصة في المعرفة ومثلبة في أوزان التقيمات التي يغالي خلالها افراد ظننا انهم موضوعيين وزانين الأمور والأحداث مقيمين ما حدث بعناية وحياد ،،لكن كل ذلك يسقط من اول سطر يذمون فيه الآخرين الذين يقعون تحت معاينتهم او يمتدحونهم بغير حق ،، السؤال الاهم ؛ من المسؤول عن كل هذه الظاهرة التي تضعنا في صلب الفوضى والحنق والنقمة على الكتاب والمفكرين اللعانّين او المداحين بغير حق !؟ من المسؤول عن وقف هذه الظاهرة المستشرية العجيبة ، التي أتاح لها الفضاء المفتوح في السوشيال ميديا ، والإرسال الحر عبر منصات تصل للعالم كله دون حدود او حراس بوابات، يوقفون هذا الهدر والمجانبة في التقيمات او التوصيفات بعد ان تراجعت الوسائل وتقدمت الوسائط واختفى حراس البوابة الاعلامية ، وظلت البوابات مشرعة دون حسيب او رقيب او حتى ضمير يلجم سفه الكتاب والمتحدثين (الشقاوات ) الذين لايبالون بعقول الناس ولا بقيمة معرفتهم للأحداث ، لابد ان تعاود المؤسسة الاعلامية والقانونية تقيم ما يحدث وما ينشر، وتضع معاير للكتابة ، ولوائح للنشر و تقيم للآراء من ابعاد ليست قانونية فحسب بل اخلاقية وتضع معاير للنشر والبث وأخلاقياته والا ستعيش عصور الفوضى الشاملة ، والحروب الكلامية المجانية ويصعد منسوب الغلو وترويج الأكاذيب التي تهدم بنية المجتمع وأخلاقياته معا ً. |
المشـاهدات 359 تاريخ الإضافـة 09/07/2024 رقم المحتوى 49185 |