عبدالله نوري الياس ..

 في سوق المدينة

 لا شيء

 يثير حفيظتي في التجوال ..

مثل كل نهار

يحمحم بحرارته وأحزانه

فقط اسمع أصوات

الباعة المتجولين

تنهك خط الأستواء

بجحيمها الأسود

وكأن القيامة

 ستنتهي هنا

فوق هذه الساحات

 المتأكلة بالعيوب

والعبوسيين والبوهيميين

ينزلقون سريعا كعادتهم

حاملين على أكتافهم العظمية

الدبشي المحلي

وأكياس الباذنجان

والطماطم والخيار

ورائحة الحاويات الشائطة

خلف زجاج المحلات

 تنتظر من يمشط لحاها

وأسرارها  في الأكياس

والحفاظات

 بمقاسات مختلفة

وجوه لمراهقين

يتسكعون بأفراط

 خلف النوادي الليلية

عيون ((جوثوجرثومية))

تتلصص

حتى على الجدران

كل الثرثرات

 تتكسر أمام حزنك

 وجهك وردة منهكة

من الأفتراضات 

حين تترك هذه

الحنجرات

تموت وحيدة بلا أنفاس

المدينة بالوعة كبيرة

تبتلع الأطارات والمجانين

وأنت لا تملك فكرة

 للكذب والأخطاء

في ترتيب الحواس

المقهى ليس ببعيد

أنا وصديقي

الذي يصارع المحن

يبحث عن منزل للأيجار

نتناول الشاي المحروق 

في هذا الجو القائظ

وعيني تبحث عن صورة

تتوهج المكان

الأفواه تتموج بالطسات

وحتى الطسات

 تتموج بالأفواه  

عن تجاعيد الأرصفة والتجاوزات

 في الغرف الحكومية

عفوا الأدارية

يتناول العميان

 وجبة الأفطار

 أناقة وثقوب وفتحات

وحلوى وقهوة ونساء

 وصمت طويل

 وسجائر لا تفارق

الشفاه

 جسد مخمور بالحفلات

يلاطفه رذاذ السبلت

منعش منعش منعش

ونبض يغفو بطمأنينة

لا وقت لترويض

الحماقات المشبوهة

لا وقت لأبتسامة فاشلة

قلبي في أنذار

لا يستوعب غير هذا الأصرار

وهذه المفترسات

  لا ينجو منها

حتى الهواء