إن مساعدة المتعففين والأسر الفقيرة وضحايا الكوارث ، وتقديم الدعم المتيسر والمواد الغذائية اليهم، ومساعدتهم مادياً من قبل الآخرين والميسورين تدل على عظمة هذا الوطن وروعة مواطنيه الذين يمارسون التكافل الاجتماعي الجميل فيما بينهم ، وهم الأجدر دائماً بالقيام بمثل هذه المبادرات الأنسانية والتكافلية والخيرية .. في وقت قد يكون فيه المعنيون في الدولة غافلين عن تقديم مثل هذه الخدمات الطارئة للمحتاجين لها فعلا الا بعد مناشدات واجراءات روتينية معقدة . وهناك من يمر فيبادر فوراً بالمشاركة بعمليات الأغاثة الفورية للمنكوبين او يقدم المؤونة المتوفرة لديه في الوقت المناسب أو يوزع بعض المفردات التموينية في المناطق المنكوبة دون أن يكشف عنده أسمه أو هويته، وبدون تطبيل أو تزمير كما يفعل المرشحون للانتخابات المحلية للدعاية لهم .ومع كل التداعيات والسلبيات والظروف الناجمة عن العمليات الأرهابية التي حدثت عقب دخول القوات المحتلة والعصابات الداعشية للبلاد فأن هذه الحالات التكافلية والأنسانية والنخوات العفوية تبقى مشرقة، وسمة من سمات مجتمعنا العراقي بكل طوائفه وقومياته التي تتجاهلها أحياناً بعض وسائل الإعلام المشبوهة ولا تشير اليها إلا نادراً .. وسيبقى العراقيون هكذا أبداً بوجوههم الناصعة و تآزرهم العفوي وتكاتفهم برغم كل المحن والنوائب التي قد يتعرضون لها من قبل بعض الوافدين عبر منافذنا الحدودية ، الذين لا يريدون للعراق والعراقيين سوى الدمار والتمزيق والخراب ...

اوس عز الدين