بغداد ـ الدستور

أحيا ملايين الزائرين ذكرى أربعينية الإمام الحسين وآل بيته وأصحابه عليهم السلام في كربلاء المقدسة.ولم يمنع الطقس الحار مشاهد الولاء والعهد والعشق لأبي الأحرار عليه السلام، في مشاركة الملايين بالزيارة وزحفهم متحدين ارتفاع درجات الحرارة التي تصل الى 50 مْ وسط استنفار أمني وخدمي وصحي.وغصت كربلاء بالحشود في مشاهد قل نظيرها بل ربما تنفرد بها المدينة النمقدسة على مستوى العالم نظراً للأعداد الهائلة الوافدة لها منذ أكثر من 20 يوماً سواء من داخل العراق أم خارجه.وتقول احصائيات رسمية ان أكثر من 3.3 مليون زائر عربي وأجنبي شاركوا في زيارة هذا العام.ومثل كل عام تكررت مشاهد الخدمة وتنوعت افكارها وابتكاراتها في توفير أعلى سبل الراحة للزائرين وسط تهافت المواكب الحسينية في تقديم ما لديها من مأكل ومشرب وملبس ومبيت وغيرها من الخدمات التي لا تعد ولا تحصى طلباً للأجر والثواب.وأعلنت العتبة العباسية المقدسة، ان عدد زائري الأربعين هذا العام بلغ 21 مليوناً و280 ألفاً و525 زائراً.وأحيت جموع الزائرين زيارة ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة.فيما أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني عن نجاح الخطط الأمنية والخدمية الخاصة بالزيارة الأربعينية، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في محافظة كربلاء.وثمّن السوداني جهود اللجنة الأمنية العليا برئاسة وزير الداخلية، وجميع الضبّاط والمنتسبين في تأمين انسيابية الزيارة، التي امتدت على مساحات شاسعة وآلاف الكيلومترات من الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة، وكذلك جهود المؤسسات الخدمية والإدارية المحلية في المحافظات، وتشكيلات الوزارات المختلفة، إذ اشتركت أكثر من 53 وزارة وهيئة، فضلاً عن الحكومات المحلية والمحافظين ومجالس المحافظات.وعبر السوداني عن شكره لمحافظ كربلاء وأعضاء مجلس المحافظة، لجهودهم المستمرة التي تكاملت مع جهود الوزارات والمحافظات، مقدماً شكره للزائرين والمواكب الحسينية والفعاليات الاجتماعية، للتعاون والتشارك مع الأجهزة الأمنية والخدمية، كما شكر العتبات الحسينية، والعباسية، والكاظمية، والعسكرية، لما قدمت من دور مهم، مشيداً بدور الإعلام الوطني في هذه الزيارة التي تمثل فرصة لإعادة شحذ همة كل الفرق الخدمية ومراجعة العمل، والارتقاء في تقديم الخدمة للمواطن في الزيارات القادمة.ومن أجل وضع بنى تحتية متكاملة، تيسّر من أداء الزيارة، أعلن رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر عن 37 مشروعاً خدمياً متنوعاً ستتم المباشرة بها من قبل اللجنة العليا للزيارات المليونية، ورصد لها أكثر من (3.5) تريليون دينار، موزعة على موازنة الوزارات والمحافظات، وتتضمن إنشاء وتأهيل طرق حلقية وتقاطعات ومجسرات وجسور للمشاة وساحات، وإنشاء مجمعات للمياه ومدن للزائرين، ومجاميع خدمية، وستجري المباشرة بها بعد أسابيع.وأش إلى أنه، ومنذ انتهاء الزيارة الأربعينية للعام الماضي، شرع العمل في تأهيل المعابر الحدودية في زرباطية والمنذرية والشيب، وإنشاء ساحات تبادل كبيرة لتسهيل نقل الزائرين، ومشاريع تتعلق بتأهيل الطرق الرابطة بين كربلاء والمحافظات الأخرى، كما قطعت الحكومة شوطاً في مشروع ميترو كربلاء-النجف، فيما وصل مشروع مطار كربلاء الدولي إلى مراحل متقدمة وسيفتتح العام المقبل.وأكد ان الحكومة بادرت إلى تأسيس اللجنة العليا للزيارات المليونية، لتكون المنظم والمشرف الدائم على هذا الجهد الكبير، مبيناً أنّ هذه المناسبة لم تعد عقائدية فقط، إنما هي ملحمة وطنية شهدت تواجد أبناء شعبنا من كلّ الأديان والمذاهب في أكثر من 50 موكباً يقدم الخدمة للزائرين.فيما أكدت قيادة العمليات المشتركة أن آلية التفويج العكسي تشهد انسيابية عالية غير مسبوقة.وذكرت القيادة في بيان،ان" نائب قائد العمليات الفريق أول الركن قيس المحمداوي يواصل متابعته الحثيثة لجميع مفردات خطة زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) حيث تفقد عدداً من محاور هذه الزيارة ومناطق الاركاب لخطة التفويج العكسي ، واطلع على آلية التفويج العكسي التي تشهد انسيابية عالية غير مسبوقة".واشاد المحمداوي ، بـ"العمل الكبير والمتميز للقطعات الأمنية المختلفة التي تؤدي ادورا وطنية مشرفة وبتعاون وثيق واحترام وتفهم كبيرين من الحشود المليونية التي توجهت صوب محافظة كربلاء ".وأضاف البيان ،ان المحمداوي شدد خلال لقائه مع عدد من القادة والآمرين والمنتسبين على "أهمية استمرار الجهود خاصة خلال الساعات المقبلة التي ستشكل اعلى ذروات المغادرة للزوار بعد ان أنهوا مراسم زيارتهم".فيما وجه رئيس اركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي، باستمرار حالة الانذار والجهوزية لكافة قطعات الهيئة لحين انتهاء التفويج العكسي للزوار.وأكد المحمداوي في التوجيه على ضرورة استمرار حالة الانذار والجهوزية لكافة قطعات هيئة الحشد الشعبي المشاركة في خطة زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) لحين انتهاء التفويج العكسي بالكامل لجميع الزوار وبالخصوص في محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وضمان انسيابية الحركة.كما وجه رئيس الاركان الجهد الخدمي والهندسي للحشد الشعبي باستمرار جهوده في دعم الدوائر البلدية ورفع المخلفات والنفايات وعودة الحياة الى طبيعتها.