الأربعاء 2025/1/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
الدول المُضحكة!!
الدول المُضحكة!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صادق السامرائي
النـص :

هي الدول التي يتسنم السلطات فيها الذين حُقنت رؤوسهم بما يضر ولا ينفع , والملعوب بأدمغتهم , وتحقق برمجتهم بأساليب نفسية إنفعالية , تتسبب بإعماء بصائرهم وشدهم نحو سلوكيات جائرة.فلا يرون الواقع ويعيشون داخل متاريس وقواقع سميكة تمنع تواصلهم مع نهر الحياة.وأكثرهم صم بكم عمي لا يفقهون , ومعضلتهم رؤاهم القاصرة السوداء , التي تأخذهم إلى دروب العدوان والآثام , والتنعم بالخطايا والعثرات.وبهذا تكون الدول التي جيئ بهم ليمسكوا بمصيرها , مضحكة , بلا دستور ولا قانون , ولا هيبة ولا مؤسسات , وما فيها سيخضع لإرادة مَن يدّعي ما يدّعيه ويُحسب على أنه من العارفين.خصوصا عندما تكون الطائفية عقيدة , ولها مرجعية ما تراه هو الدستور والقانون.وفي الحقيقة يتحول المسؤول إلى حاكم مطلق الصلاحيات , ومن وراء حجاب , أو يُراد له أن يكون كذلك , لكي تدوم الدولة المُضحكة.وهذه الدولة يندفع لإفتراسها مَن عنده مخالب وأنياب , فيتزاحمون على حماها , ويتدخلون بشؤونها , وكل مفترس يرى عليه أن يقبض على جزء منها , فتتكون فيها كيانات مفترسة تابعة لأسيادها المتوحشة.وفي زمن التواصلات العدوانية السريعة , صارت هذه الدول لقمة سائغة بأفواه الطامعين.فهل تقوم قائمة للدول المُضكة؟الجواب كلا , خصوصا عندما تكون المؤسسات طائفية ومأمورة بمَن كلمته هي العليا , فهو القائد المطلق , ففي ذلك تأمين لدوام الغنائم والإستحواذ على الثروات بإسم الدين , الذي ينتشر بفتاوى الجاهلين , المندسين القائمين على مشاريع صناعة الفتن وتدمير الدين بالدين.ومن المؤلم أن تكون الدول بما فيها من مكنونات حضارية قابعة خانعة بأحضان الدول الطارئة , التي تنشب مخالبها في بدنها وتمزقها بأنيابها , وهي كالحَمل الوديع , لا تواجه وتتحدى وتعلن أنها ذات كرامة وعليها أن تقرر مصيرها بنفسها , لا أن تتدحرج في ملاعب المتوحشين , الذين يسجلون أهداف مصالحهم في شباك ضعفها وتصاغرها النفسي , وتقوقعها في أوعية التبعية والخسران , وتحسب آكليها هم الأعلى ومن حقهم جعلها ثريدا في أواني أطماعهم وشراهتهم العمياء.فهل ستتواصل بدور المضحكة؟!!

المشـاهدات 74   تاريخ الإضافـة 03/09/2024   رقم المحتوى 52672
أضف تقييـم