جملة فضاء السرد لسلوى وندمائها (*) | ||||||||||||||||||||||||
فنارات | ||||||||||||||||||||||||
أضيف بواسـطة addustor | ||||||||||||||||||||||||
الكاتب | ||||||||||||||||||||||||
النـص : اسماعيل ابراهيم عبد الجزء الأول لرواية "بلا شطآن " شاطئان لا يحظيان بالماء والناس المناسبين . شواطئ (سلوى جراح)(**) تتجه بالحنين نحو الماضي الذي تجاوزه العمر , نحو الحاضر الذي سيوحشه وجود مستقبل لا يبشر بحاضر زاهٍ. تُرى أ تتحمل شطآن الروائية هذه الأزمان , بخليطها المعتم؟ لِمَ اختارت الكاتبة القيم الأخلاقية كبطانة لأي اشتغال روائي في عملها الرصين (بلا شطآن؟). ومما يؤثر للكاتبة (سلوى جراح) انها تجعل الأمكنة بصرية متحركة بحسب مزاج الفاعل للحدث , فضلاً عن انها تُضخِّم دور الفاعل هذا , ثم تضائل دوره بموجب متطلبات (الفعل) . أي ان الحدث هو الذي على وفقه تتألف حال الشخوص وأفعالهم كوقائع نفسية قيمية. ان الكاتبة لا تلجأ الى التقنيات المعقدة انما تُثَوّر الموجودات والوقائع , تؤالف بينها لتصير تاريخاً اجتماعياً سياسياً أخلاقياً , يوازن ما بين التاريخ الشخصي لها ولأصحابها وصاحباتها , فيختلط الفردي بالموضوعي , تتوالى عليهم وعليهن التغيرات الإنسانية بين تسلط الحكام والتقاليد القاسية من جهة , والتضحيات والتسامح الودود من جهة ثانية كخُلق قويمة لناس سليمي الفطرة والثقافة , ولا يكون البوح الفردي ولا تعدد الأهداف مقصودين لذاتهم , انما ثمة قضية تتحرك بين أُفق التغيرات , تلك هي الهجرة . ثمة هجرة واسعة كبيرة كارثية من فلسطين الى بلدان العالم كلها , وثمة هجرة ـ على قلة عدد ضحاياها ـ خطيرة جداُ تمثل حاضراً مميتاً متجدد الألم والنفي لم ولن يخمد أثره , تلك هي هجرة العراقيين بسبب الحروب والموت والاضطهاد السياسي , إذ أن أكثر الأنظمة السياسية الحاكمة عسكرية دكتاتورية او دكتاتورية مدنية أقسى من الحكومات العسكرية. ضمن هذا الجو أُقيمت خيمة سلوى جراح للأدب الروائي الحديث , وربما لأدب روائي ما بعد حداثي : "صاغ مصطلح ما بعد الحداثة الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ليوتار (1924- 1998) في كتابة الوضع ما بعد الحداثي لعام 1979، وعبّر ليوتار فيه عن نقده للحداثة وسقوط الأيديولوجيات الكبرى أو "السرديات الكبرى"([1]). الحق ان ما بعد الحداثة ليس برنامجاً وليس تقنية , انما مرحلة يُشكُّ كثيراً بجدواها , لذا سنتخذ من توزيع البطولة على شخصيات متعددة منهجاً لفهم القيم المتحركة لهذه المرحلة . ان الكاتبة التي امتهنت الاعلام وعملت بمؤسسة اعلامية كبرى هي الاذاعة البريطانية (BBC) لم تتوج خبرتها الاعلامية بهذه الرواية انما ـ على ما نخمن ـ أخذت بفكرة توزيع البطولة على عديد من الشخصيات التي لا سطوة ولا مركزية لأفعالها , لأنها تدرك أهمية التلاؤم مع الفكر العالمي " لما بعد الحداثة " , ولو من طرف شبه خفي , فني أدبي بحت , يضمر في جوانبه قيمة تشتت المصادر وتعدد الأصوات في الروائية الواحدة. * نود ان نؤكد بأن الكاتبة ـ دون ان تتقصد كثيراً ـ قد أسهمت بكسر حاجز الايديولوجيات والسرديات الكبرى , عبر ثلاث قضايا عامة جداً , هي (الهجرة , الاضطهاد , الحرب). وقبل الخوض بتفاصيل عملنا نتساءل , ما القيمة الاخلاقية الأهم التي تبنتها الكاتبة على مدى فعلها الروائي من البدء حتى المنتهى برواية "بلا شطآن"؟ تُرى أأنها تتوافق مع القول المشترك بين ديكارت واسبينوزا في : " إن السعي للفهم هو الأساس الأول والوحيد للفضيلة" ([2]). ولأجل ان نحقق فهم الفضيلة في الرواية سنضع هذا المحور أولاً ثم نتجه لأحوال أُخرى لاحقاً . اولاً : فضيلة "سلوى ـ اسبينوزا" نرى ان الفضيلة قضية متجددة ولن يستغنيَ عنها الإنسان يوماً ما , لكن فهمها يتطور بتطور حاجات ومفاهيم وأخلاق كل مرحلة , ولكل جغرافية , للمجموعات البشرية , والأدب عِرضة للتطور بفهمه لقضية الفضيلة . وقد يكون الشرق العربي والمغرب العربي مازالوا يرون الفضيلة ببصيرة أخلاقية . وهم يتفقون ـ نفسياً ومعتقدياً ـ بأنها فطرة الخير والنظام المعرفي الصحيح للعمل النافع . لنهتدِ ببعض السطور من الرواية , نُقَيّم ـ عبرها ـ تلك المتوافقات : [كل شيء كما تعرفه لم يتغير . الأثاث في مكانه المعتاد والستارة تنسدل على النافذة الكبيرة . الكرسي الوثير المريح الذي يواجه النافذة في مكانه المعتاد , ومع ذلك يبدو غريباً كأنها لا تعرفه ولم تختر له مكانه في البيت . كل ما حولها تعلوه غربة لم تعهدها تشعرها بالضياع , الضياع في بيتها , بين كل ما اعتادت من أشيائها التي عايشتها من سنين ... أحياناً تجد نفسها تستعذب فكرة الوحدة ... ان تكون في عزلة ... حياتها لن تعود الى سابق عهدها , لأنها هي لم تعد كما كانت . كل ما فيها تغير واختلف واتخذ شكلاً آخر. كل ما فيها لم يعد كما كان , وكثير مما كان لم يعد فيها]([3]). لقد حاولتُ معرفة هوية الراوية , وقد خمنتها بأنها بلقيس , إذ انها راوية خارجية عليمة , وهي أقرب الى تفاصيل حياة جمانة المقصودة بالمقطع الفائت . ويتكرر ذات الحال من جانب الروي في الصفحات الأخيرة للرواية , وهو ما يوحي بأن الرواية كلها مذكرات لبلقيس , فعند الدخول في فضائل الرواية سنجد أن أول فضائل التقصي المعرفي والخلقي هو معرفتنا بأن بلقيس هي الراوية التي تكتب وتدون كل شيء على عكس جمانة التي لم تدون اي شيء من أحداث حياتها . يمكننا كذلك التعرف على فضائل أُخرى تتوافق مع مبدأ الأخلاق عند اسبينوزا . من هذه المبادئ : 1 ـ فهم الرواية بكونها رسالة أخلاقية تصلح لأزمان الحيف البشري كلها . 2 ـ فهم طبيعة الروي في الاشتغال الروائي يجعل القارئ يفهم بأنه أمام رواية نسوية , تكتبها امرأة , ترويها امرأة , توازن بين وظيفة الأُنثى والضمير الإنساني للرجل والمرأة. 3 ـ ان فهم طبيعة الشخصية المكلومة بالغربة والفقدان يتعاضد مع الفهم العام لجميع من فقدوا رفاقهم ورفيقاتهم , ممن كوّنوا العالم الثنائي المتضامن , وهم المجتمع ذاته المنقسم الى مظلومين وظالمين , وليس الى رجال ونساء!. 4 ـ حيرة الإنسان والمجتمع ستكون كبيرة , تغيّر الفهم والجمال والدفء الإنساني حتى لو توفر البيت وحاجاته النفيسة الجميلة النافعة. 5 ـ ان العزلة هي الخيار المطروح الأخير للفرد والمجموع , ان وصلوا الى لا وجود لحلّ يستعيد الحب والسلام للناس , بسبب الحروب المتجددة برفقة الجهل والسلطات المجرمة. * إذاً الرواية هذه تحظى بثلاث أفضية أساسية , هي (الفهم والتنوير ومسايرة التوجه الفلسفي) الفكري العالمي السائد الآن , وربما للأعوام العشرين القادمة!. ثانياً : المدونة الروائية والتغيير ان التدوين الروائي , مهما تغيرت وظائفه , ومهما تغيرت أساليبه , ومهما اختلفت جغرافية منتجيه , لن يحيد عن أثره كعامل تغيير في الوعي والسلوك . وان لأية رواية ناتجاً أساسياً وآخر عرضياً , لم يفكر به مُنْشِئِه . لنتحقق من الحالين . أ ـ في التغير لنقرأ : [كم كانت تحب " شجرة الحياة " السجادة الكبيرة التي تحتل الجدار الرئيسي في صالون بيتهم في بغداد . لوحة كبيرة منسوجة بخيوط الحرير ترمز للحياة وتفرعها كتفرع الشجرة] ـ الرواية , ص13 ان هذا المقطع يحفّز على القول : 1ـ ان السجاد والبيت ببغداد , والمَعْنيّة بالقول , هم من بغداد , والراوية تحكي عنهم وعن بغداد كما لو انهم ببغداد قبل عدة أيام!. 2ـ ان الرؤية الفنية هي وعي تخطى الجغرافية والسياسة , ولم تمنع الخلافات الكبيرة والحرب الطويلة بين العراق وايران , من ان تتغنى الراوية بفن النسج والأصالة للصناعية الإيرانية!. 3ـ ان القيمة المعنوية الأساسية لفن الرواية ان يسهل عيش الحياة بتعويضهم عما يفقدون بسعادة متعة الوجود ومتعة التذوق , ومتعة الامتداد الحياتي بين الآباء والأبناء , وربما الى الأحفاد , مثلما هي " شجرة الحياة " السجادة الكبيرة التي تحتل الجدار الرئيسي في صالون بيتهم. 4ـ نعتقد ان التغيير الذي تبشر به الروائية برواية (بلا شطآن) يستند الى : ـ ان الهجرة حل مناسب حين يتعذر العيش بالبلد الذي ينتمي إليه الفرد . ـ ان الهجرة الحل قد لا تعوّض عن الوطن بدليل هذا الحنين والالتصاق بذكريات الوجود الجغرافي لجمانة ومحل زوجها : [كان محله ـ تقصد محل رضا الكاتب زوج جمانة ـ في شارع السعدون من أهم محلات بيع السجاد في بغداد , تعلوه لافتة كبيرة " الكاتب للسجاد "] ـ الرواية , ص13. ـ ان الحياة ببغداد حياة سعادة مثالية برغم ان المعنية تعيش بلندن مدينة الانفتاح والعيش الرغيد . ـ البيت هو الوطن , والوطن بيت للناس الأصدقاء والأقرباء صادقي الوفاء والحب : ["شجرة الحياة " تحتل الجدار الرئيسي في صالون بيتهم في بغداد , لوحة كبيرة منسوجة بخيوط الحرير ترمز للحياة وتفرعها كتفرع الشجرة] ـ الرواية , ص13. 5ـ ان الوعي الحقيقي ينبغي له ان يُبنى على معلومات حقيقية كمثل قول الراوية : [وكان ذوّاقاً في اختيار ما يقتنيه من السجاد الفاخر , سجاد يحمل أسماء مدن إيرانية : قُم , كرمان , تبريز , كاشان . سجاد من الصوف والحرير , بعضه لوحات فنية تعلق على الجدران] ـ الرواية , ص13. ب ـ ناتجا الرواية هما ناتجان للوعي , الأول أساسي والثاني عرضي , وللتعرف عليهما سنتجه قبالة المقطع الآتي : [حين تركتْ البيت الكبير في بغداد ظلتْ أياماً تبكي . كانت دموعها تنهمر , هكذا دون سبب محدد . تحس ملمس الأشياء التي تركتها وراءها , غطاء فراشها والأسطح المرمرية لخزانات المطبخ , وملمس الخشب الذي يغلف بعض الجدران , وتملأ أنفها رائحة الغرف والنباتات المنزلية التي تحبها . كان بيتاً كبيراً ... كم أحزنها ما تركتْ . لكن رضا كان موجوداً معها في وحشتها واشتياقها لما تفتقد . كان بجانبها يملأ عالمها , وكان الأولاد حولها يملؤون حياتها بفرحهم وهمومهم الصغيرة ومتطلباتهم الكثيرة . انشغلت بهم واستكانت معه وبه وانقضت السنون] ـ الرواية , ص14. تُرى بأي مقياس يمكن التحقق من الناتج القيمي لما هو أساسي , وما هو عرضي؟ بظني ان العبارة التي لها أكثر من قيمة للفضيلة , او أكثر من قيمة ذوقية , هي الأساسية ودون ذلك هي عَرَضية. لنستقرئ ذلك عبر خمس عبارات قيمية يتضمنها الجدول الآتي :
ان القيم التي شكلت العدد الأكبر لمحتوى الجدول اعلاه تعود للعبارات جميعاً عدا عبارة (تملأ أنفها رائحة الغرف والنباتات المنزلية التي تحبها) , لهذا ستكون : ـ ان القيم الأساسية يتحقق وجودها بالعبارات الأربع التي تم تبويبها في الجدول أعلاه , عدا العبارة الثالثة (تملأ أنفها رائحة الغرف والنباتات المنزلية التي تحبها) كونها عرضية. ـ العبارات التي تمثل جملاً اسمية وجملاً فعلية وأشباه جمل التي لم يتضمنها الجدول , تعدُّ قيماًعرضية. ثالثاً : مسرودة ما بعد المادية في بدء المشوار هذا نود الركون الى مبدأ التجدد القيمي والتقني في العالم الصناعي الجديد , كونه وجهاً سيتحكم بالنشاط الإنساني عامة , المادي فيه وغير المادي منه , وحتى ستخضع لتقنياته الفنون جميعها , العملية والفكرية. فمثلاً " تتعلق كتابات ليوتارد بشكل كبير بالدور الذي تلعبه السردية في الثقافة البشرية ، وعلى وجه التحديد كيف تغير هذا الدور بسبب تركنا لعصر الحداثة ودخولنا لوضع ما بعد التصنيع"([4]). نضع مشوارنا هذا ضمن منظومة ما بعد التصنيع العالمية , ونرى انها ستكتسب ثلاث مراحل هي : أ ـ تعدد غايات اللا معنى تتسم هذه المرحلة بتأهل اللغة لتصير قيمة بذاتها , سواء كانت لغة علوم أو لغة أدب او لغة ثقافة او لغة معارف او لغة فنون . نقصد ان هذا الاتجاه سيجعل المعنى شبيهاً بظل اللغة , فتفقد الموجودات احادية تعبيرها . لننظر في الآتي : [أخذتْ حبة الباقلاء , تأملتها , كانت تظن ان العالم سينهار حين مات علاوي , كانت تظن ان الدنيا لن تعود الدنيا التي تعرفها , وان الشمس لن تشرق , ولن يهطل المطر ولن يطل الربيع ولن تزهر الاشجار. لكنها سرعان ما أدركت ان كل شيء حولها سيظل على حاله وأفعاله] ـ الرواية , ص89 ان الملفت في هذا المقطع وجود لا معنى واضح جداً للمقول , كأنه مقصود لذاته , فالمرأة الراوية هي بلقيس سادن الرواية كلها , بدأت لغتها الحسية بالباقلاء التي لا قيمة ولا معنى لها لو أُخذت بمفردها , إذ ما الرابط بين الباقلاء وعلاوي ابنها الشهيد , وبين ابنها علاوي وحال الدنيا , وبين حال الدنيا وموجودات الطبيعة!. وفي هذا نؤكد ان اللا معنى (ظل لغة) , على أساس أن جوهر اللغة هو (التعبير المعقول) وليس (التجسيد الأُحادي) للمعنى . وفي المقطع أعلاه , مجسدات لا تعطي ولا تغطي أي وظيفة مادية لوجودها , بل أنها رموز متعدد لآليات مختلفة , تبتغي ان تكون اللغة مقصودة لذاتها دون الذهاب لأي تجسيد مادي أُحادي .. ان المقطع أعلاه يتحمل اللا معنى بمعنى جديد على الوظيفة النمطية للعبارة , مثلاً : ـ أخذتْ حبة الباقلاء , تأملتها : العبارة لا معنى لها , وان كانت ذات سياق لغوي متكامل الإداء نحوياً , لكن ـ بالتأويل ـ يمكن أن نخرج بعضاً من (ظلال معنى) لذات العبارة , من مثل : تأمل الباقلاء يحيل الى الاضطراب السلوكي . وتغني محتوى القلق , وفقدان المعرفة للأشياء المعروفة جداً , جداً . وقد يتسق تفكير المتأملة لحبة الباقلاء مع لقطة ماضية (ما) لأكلة باقلاء يحبها علاوي . * يلاحظ ان المعاني الفائتة لا علاقة لها بالمجسد اللغوي الأول لنبتة باقلاء الزراعة , إنما هي تعبير (لظلال معنى) يتجاوز المادي والجسدي والتعبير أُحادي الاداء!. ـ كانت تظن ان العالم سينهار حين مات علاوي : هذه العبارة لا معنى لها , فما العالم , وكيف ينهار , ولماذا ينهار ؟ . هذا كله ليس له وقع على الموجودات الحقيقية , لذا ستؤخذ العبارة بظل معناها , بل بـ (ظل معنى اللغة) , وبموجبه يكون النسق اللغوي معبراً عن : (افتراض المشاركة الوجدانية للناس كلهم بالحزن على الفقيد الشهيد علاوي , وافتراض الراوية بلقيس , ان العالم المادي هو الآخر ستتحطم موجوداته وتتشوه كلياً . هذا ما تتخيله , وقد تتخيل العالم الأرضي سيرحل كله مع رحيل ولدها الى السماء!. * النتيجة هنا هي ان اللا معنى بالتجسيد تحول الى (ظل لغة) يسهم بتشكيل غايات لها خصوصية الأدب ووجدانية النفس والتعبير المقنع عن عمق الاحساس الانساني بكارثة الفقدان . هذا يعنى ان اللا معنى هو معنى لغايات وليس لمجسدات. ـ سرعان ما أدركت ان كل شيء حولها سيظل على حاله وأفعاله : هذه العبارة تصرح بشكل مباشر عن اللا جدوى واللا معنى من اي تصرف لن يغير ما يقع من أحداث , والراوية في هذا تعطينا اللا معنى الأدبي غير المؤهل للتأويل . أقصد أن اللا معنى هنا تعبير أحادي لا يعتدُّ به كلغة فهم جديدة . وحين نأخذ القول بفرضية (ظل اللغة) , سيكون معبراً عن عديد من الأحوال , منها : (وصل الجزع ببلقيس الأُم الراوية حد اهمالها لكل ما يضعها في الماضي) أو (انها تتقصد تصنع اللامبالاة لتنسى) , أو (انها تحاول ترميم نفسها لتديم حياتها وحيوات عائلتها الآخرين). هذا التواصل يقترب كثيراً من فرائض طل المعنى للفقرتين السابقتين. ** ان المتبقي من المقطع ـ كمكونات لمتون لغوية تندرج كلها بذات حال الفقرات التي تم توضيح رؤانا لها بموجب فرضية (ظل اللغة). *** ان كلامنا بالذهاب الى تلك التفريعات ما كان يمكننا قوله لولا دخول الفكر العالمي لمرحلة ما بعد التصنيع المادي المحدود , على قلة عدد الدول والأقاليم المندمجة بشؤونه تمدناً واقتصاداً.
[1] ما بعد الحداثة , جريدة الجزيرة الالكترونية , عمران عبد الله , 4/10/2020 * يقصد بالندماء : هم الشخوص الأفراد الذين رافقوا الروائية برحلتها الحياتية والفنية , هم جمانة وبلقيس وكوثر , هم اسبينوزا وليوتار و مارثا نوسباوم. (**) سلوى جراح كاتبة واعلامية فلسطينية الولادة عراقية النشأة , تولد 1946 [2] ويكبيديا , علماء ما بعد الحداثة , في 16/2/2023 [3] سلوى جراح , رواية بلا شطآن , دار المدى , بغداد ,2012 , ص7 , ص8 [4] ويكبيديا , علماء ما بعد الحداثة , في 16/2/2023
| ||||||||||||||||||||||||
المشـاهدات 284 تاريخ الإضافـة 10/09/2024 رقم المحتوى 53172 |
السوداني يضع في حقيبته جملة ملفات بينها استراتيجية جديدة بغداد تستعد لاستقبال الشيباني عقب زيارة السوداني لطهران |
((أحلام الأرض)) في متحف المستقبل.. فضاءات الفن تكرس الاستدامة |
الامين العام لوزارة الدفاع يبحث مع قائد بعثة الناتو تعزيز التعاون في التدريب والتسليح وتبادل الخبرات وزير الداخلية يبحث مع قائد بعثة الناتو في العراق جملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك |
احلام الارض في متحف المستقبل.. فضاءات الفن تكرس الاستدامة |
حاتم الصكر قارئاً قصيدة النثر العراقية الفضاء النظري والإجراء الشعري |