النـص : لم التق السيدة الفنانة سناء عبد الرحمن ، إلا مرة او مرتين في حياتي ، برغم ان والدها قريب من بلدتي ، وأمها من سوق الشيوخ ، وكنت أتردد على الأكاديمية والمعهد كوني مدير إعلام وعلاقات جامعة بغداد ، ومرت الكثير من المياه امامي في الصحافة والسياسة ، وكانت سناء موضع ثقتي وتقديري ، لاني اعرف كيف نشأت وكيف عانت ، وصمدت لتكون فنانة أصيلة من بيئة خضراء ، ترعرت وسط عالم مدهش مثقف ، حتى زواجها من الصديق جلال كامل ، عن حب وقناعة ، لمرآة مدهشة ، تتشرف بها الحركة الفنية والثقافية في العراق المليئة ، بالدغل والرياء والأكاذيب والبلاوي ، لكن سناء شرفت هذه الحركة بصدقها وعفويتها وإيمانها بان الانسان الحقيقي ،يظل صورة ناصعة في كل العصور ، وأقل ما يمكن ان يؤديه ان يكون شاهدا ً على عصره ، واخيراً تظهر سناء شاهد على العصر لتكشف حجم ونوع الأكاذيب والادعاءات التي روجها زملاؤها عن حقبة ملتبسة عاشتها شاهدة على عصر صعب ملتبس محترب محاصر ، تعبث فيه السلطات والأعوان والكذابون والمتملقون النهازون للفرص والمقتنصون لأموال المكارم ، وهم معروفون عملوا في تاريخ قريب لا يتحمل النزيف ولا النفاق ، وليسوا إلا مضطرون او يراءون انفقوا وجوهم وسمعتهم حين منحتهم الدولة استحقاقات لا يستحقونها من شقق وبيوت وأموال ، او لعلهم يستحقون ما منحوا لانهم أدوا ادوارا ً بكفاءة او فوق العادة ، بعضهم كان يطلب كل مرة ، ولا يشبع من الذي منح ، وهم يعرفون انفسهم ويعرفهم زملاؤهم ، من مخرجين وممثلين ، لا نريد فتح ملفات تعرفها السيدة الفاضلة سناء اكثر منا لكنها تحفظت عن فضح زملاءها المغالين ، لتعبر عن نبلها ومهنيتها ، وعفوها عند المقدرة ، لتظل ميسورة الحال بما يكفل كرامتها وسمعة اسرتها ، التي لا تقدر بثمن .
لماذا الكذب والرياء لدى بعض الفنانين الذين عرفناهم ، عن تشويه تاريخهم ، وهم لا يحتاجون لذلك لان كل حقبة لها ظروفها وتحدياتها ، ولا احد يلومهم ، لان الجميع كان يناضل من اجل العيش واستمرار الحياة ، باي وسيلة ، وتحت ظروف الخوف والقسوة ، وهذا معروف لدى الجميع ولا احد يزايد عليه ، وقلت ذلك لحلقات وأشخاص كانوا في موضع المسوولية الجديدة ، ممن وصفتهم سناء عبد الرحمن بانهم قبضوا ثمن النضال وأضحوا مرفهين ولم يعيشوا ظروف الحصار والخوف ، وتعلموا في الخارج لغة ودراسة ، في وقت كان على العراقي في الداخل الحصول على رغيف الخبز المطحون بالنشارة ، والبحث عن اقلام الرصاص ، ليعلم أولاده ، كلكم عشتم تلك الحقبة اللعينة الملتبسة ، فكانت سناء خير شاهد على حال زملائها وشعبها ، ترتقي لتكون فنانة الشعب ، بلا تزيف او رياء ،،
تحية لك أيتها الانسانة العراقية الجنوبية الناصعة وانت تقولين الحقيقة التي عجز الكثير من الرجال عن قولها .
|