الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
فوق المعلق شبح الجلبي يلاحق الفاسدين!؟
فوق المعلق شبح الجلبي يلاحق الفاسدين!؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

مات أحمد الجلبي ميتة غامضة ، قبل تسع سنوات من الآن ،  ولم تنطوي صفحات من حياته الشائكة التي خلفت عشرات الاسئلة التي اجاب على بعضها أثناء حياته في كتاب ( سهام الليل ) وبعدها مات في ليلة غريبة ، ليسدل الستار عن حياة اشهر سياسي معارض للنظام السابق ، وظل يتوخى ان يكون شيئا يستحق نضاله في إسقاط النظام السابق الذي ناصبه العداء لأسباب شتى ،

  وأحمد الجلبي رجل إشكالي في حياته حتى موته ترك اسئلة كثيرة لم يجب عنها الكثيرون من اتباعه والموالين له ، وأعوانه ، أهمها تفريزه المالي الخطير الذي قدمه للبرلمان في العام 2015 ورسالته للجنة النزاهة النيابية التي يكشف فيها اكبر عملية فساد في تاريخ البلاد   بفقدان عشرات المليارات من ميزانية الدولة خلال الفترة من ( 2006- 2015 ) وكان وقع الأرقام مدويا وقتها ، لكنه مرّ مرور الكرام على مسامع مئات النواب والسياسين الذين كانوا يصلون خلف الجلبي ( أبو التحرير ) كما يسميه  رفيق عمره وأقاربه الدكتور إياد علاوي ، زميله في كلية بغداد ، والأكثر قربا لحياته وتوجهاته ،

لم يعد الجلبي غير إرثا منسيا يقلب مواجعه نفرا من اتباعه الذين يعرفون تفاصيل مهمته من أمثال انتقاص فمبر والشيخ رحيم المالكي ، الذين يكررون اسئلة الراحل الجلبي الذي أخذته سكرة الموت قبيل ان يتلقى اجابات زملاءه نواب اللجنة المالية والنزاهة عن سؤاله المحرج والمدوي ( أين اختفت المليارات ) وأظن الجلبي كان يعرف بذكائه وفطنته أين اختفت عشرات المليارات ، لكنه كان يتبع الأساليب الديمقراطية ، لمعرفة سر الاختفاء وآليته كونه إنسان مالي واقتصادي له باع في هذه المسألة ، وتورطوا بوضعه في المكان المناسب فهو يعرف محركات الاقتصاد والسياسة وتدفق المال واسرار البنوك التي اختفت فيها ومنها ثروات كان العراق بأمس الحاجة ليبني آلاف المدارس وعشرات المصانع والمعامل ، وينفق على المستشفيات والمزارع ويصلح الأرض ويبني السدود لولا ، اختفاء ولا أقول سرقة تلك الأموال التي تدفقت على البلاد من عائدات النفط ،،

مات الجلبي وهو يحمل معه سره الخطير ، ويجهل رفاق رحلته كيف توفى وكيف توصل لحقيقة الأموال المختفية والمهربة خارج البلاد من دون وجه شرعي ولا بطرق قانونية ،مات الجلبي وهو يرى كيف تطاله يد الفساد وتتحكم في حياته وهو الذي ظنّ ان له القدح المعلى في الحكم وسلطة القرار ؟

لكنه لم يتمكن من انتزاع اعترافات من الفاسدين وهم يقرون بفسادهم و لم يتمكن من الحفاظ على سلامته كما يرجح برأي شخصي السيد انتقاص قمر شريكه في المشروع ، ورفيق رحلته التي انتهت فجاة وتركت وراءها عشرات الاسئلة الحائرة . والتقارير المالية التي تكشف حجم ونوع الفساد ألن في الاقتصاد العراقي الريعي المتورط بأكثر من ستة مليون موظف ، يعيشون في اكبر بطالة مقنعة في التاريخ ، لكن السؤال الأهم :

إلا يستحق تقرير المرحوم أحمد الجلبي متابعة برلمانية وفق دعوة رفيق عمره وسكرتيره السيد  انتفاض قنبر ؟ كما أورد ليلة امس دلك .

المشـاهدات 52   تاريخ الإضافـة 15/10/2024   رقم المحتوى 54654
أضف تقييـم