من العوامل الاساسية التي لها وقع كبير في تطور وتقدم اي بلد هو بروز النزعة الوطنية وطغيان حب الوطن لدى افراد ذلك البلد ....تأتي عندما يشعر المواطن بألاطمأنان والامن...وتمتد جسور الثقة والتفاني والتضحية ....وتتطور اواصرالمحبة والتعاون بين المواطن وحكومته والاخلاص لوطنه ....وهذا ما هو مألوف وشائع لدى  الكثير من الدول المتقدمة في العالم....والتي تدار انظمتها السياسية سواء من خلال الحكومات الرأسمالية او الاشتراكية او الليبرالية ....وجميع الخدمات من صحة وتعليم وسكن وضمان صحي وحرية التي توفرها الدولة لم تأتي من طبيعة النظام وشكله او من خلال تركيبتة السياسية وليست هبة او مكرمة منها.....انما هو نتاج جهود ونضال وكفاح المنظمات والجمعيات والاتحادات المهنية والاجتماعية والمدنية والاحزاب التقدمية في تلك البلدان.....وتستجيب الحكومات مرغمة لمطاليبهم .....ومن هنا ينتج التلاقح والتعاضد والتعاون بين الشعب والحكومة .....وتبرز ملامح هذا التعاون من خلال اخلاص وتفاني المواطن في عمله ...وفي علاقته مع حكومته .....لانها عملية تبادل مصالح ....لكن نلاحظ في عراقنا القطيعة والتباعد بين المواطن وحكومته .....بحيث يصل الى حالة الكراهية والعداء ..........بسبب اهمال الحكومات الفاسدة لحقوق المواطن وطلباته وحاجاته الاساسية..وعدم توفير الخدمة الانسانية له ....ويعتبر المسؤول في بلدنا الوظيفة والسلطة غنيمة وفرصة ثمينة لجني الربح والثروة بطرق غير قانونية وغير الشرعية .....على حساب جوع ونقص الخدمات الظرورية والحياتية التي من المفروض توفرها للمواطن ....ناهيك عن ضعف وتشتت القوى السياسية الوطنية والقوى المدنية في اجبار الحكومة والضغط عليهابكل الوسائل القانونية والسلمية لتوفير الخدمات ...واعطائهم حقوقهم التي نص عليها القانون والدستور العراقي ......ولهذا يتطلب توحيد الجهود لكل القوى الخيرة صاحبة المصلحة في التغير من احزاب وطنية ومنظمات وجمعيات ونقابات واتحادات للضغط على الحكومات الفاسدة لتستجيب لحقوقهم .....وتوفير الخدمات ...وكل متطلبات الحياة العصرية التي تنعم بها شعوب العالم المتقدم ....ليعيش المواطن في بلده بأمن واستقرار وسلام ...