في كل مجتمعات العالم يكتسب الفرد سلوكه وثقافته وعاداته وتقاليده من المحيط الذي يعيش فيه ....كلما كان الواقع متطور وتسوده علاقات الود وثقافة التسامح والاحترام والمحبة والرقي بالتأكيد ينعكس هذا الوضع على ثقافة الإنسان وعلاقاته الانسانية والاجتماعية الطيبة مع الآخرين ....وعكسها تترك أثرها على تصرفات وسلوك الإنسان فنراه يتصف بالانانية وحب الذات والجهل والتخلف ....نحن في العراق مررنا بظروف اجتماعية وسياسية وأقتصادية قاهرة وصعبة خلفت لنا نزاعات عشائرية والقتل العشوائي والسعي وراء توفير مصادر العيش بطرق غير مشروعة تمتاز بالخداع والغش والكذب من قبل الكثيرين ....وهذه الحالة هي امتداد ونتاج للوضع ما قبل ٢٠٠٣ وبسبب ظروف الحصار والحروب التي عانى منها شعبنا والتي تركت أثرها في ضعف العلاقات الاجتماعية وما نتج غياب التعاون والمحبة بين الناس.. ....مجتمعنا  يمتاز بالطيبة والكرم والايثار وهذا ما تربينا عليه منذ الصغر ....حتى كنا نتقاسم  الافراح والاحزان مع الجيران ونقدم كل صفات الكرم وانواع الجود والايثار للضيف وللجار.... ولا يهدأ لنا بال . ونحن نرى جيراننا  في ضائقة وعوز وبحاجة الى تقديم المساعدة فنسارع لمد يد العون والخدمة  بكل طيبة خاطر وبروح ودية وكرم فياض . نتذكر هذه العادات والتقاليد ونصاب بالحسرة والالم والاسى لما وصلنا إليه الآن من انانية وغش وخداع واستغلال الاخرين ....هذه الصفات المشينة دخيلة وطارئة على مجتمعنا ..... كنا قديماّ نتعاون  في كل شي ولا يعرف أحدنا الآخر من اي طائفة  أو مذهب أو دين أو قومية حتى إذا غاب أحد منا لاي سبب كان أو إذا أصابه مكروه نسأل عليه ولا يهدأ لنا بال حتى نعرف أين هو وماذا حل به ....كانت المحبة والالفة والاخوة الصادقة هي السائدة ... الان الصوره اختلفت وللاسف يستغل البعض الفرص للإيقاع بالجار أو الصديق والتشفي به ويمارس  النصب والاحتيال والقسوة والاجرام وبوحشية عليه من قبل أصحاب النفوس الضعيفة وهم كثر... وبسبب خلاف وشجار بسيط تقوم الدنيا ولا تقعد وتبدأ قرقعة السلاح وإطلاق النار بدون واعز من ضمير ولاأعتبار للجيره  والمواطنة ....هذه هي العادات التي اكتسبت جراء الوضع الاجتماعي الجديد الذي افرزته العلاقات الاجتماعية بعد ٢٠٠٣ فهل نحن واعون لمخاطر هذا السلوك القبيح والمشوه والطارئ على عاداتنا وتقاليدنا الانسانية الطيبة.....