الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
ملاحظات سريعة حول مؤتمر السرد
ملاحظات سريعة حول مؤتمر السرد
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

محمد الكاظم

لا أدرى ان كان الحديث عن مؤتمر السرد مناسباً في مثل هذه الظروف والتحديات العصيبة التي تمر بالعالم العربي والاسلامي. لكن أرى ان من المهم تدوين بعض الملاحظات السريعة حتى لا تضيع هذه المناسبة في صخب الاحداث المتلاحقة.

* أود تهنئة القائمين على مؤتمر السرد على نجاحه وتحقيق أهدافه بجمع عدد كبير من كتاب الرواية والقصة القصيرة والنقاد والأكاديميين المختصين بفنون السرد وإتاحة الفرصة لهم للحوار والنقاش في تسع جلسات كان بعض ما طرح فيها مهماً للغاية.

* رأيتُ وجوها جديدة، واطّلعتُ على اعمال جديدة، ورأيت بعض المشاركين يرتقون منصة اتحاد الادباء والكتاب لأول مرة، ورأيت تنوعاً في المشاركة على صعيد التجارب والاجيال والتوزيع المناطقي والخلفيات الفكرية.

* هناك مساهمات شبابية ثرية، وهناك حضور (بشكل او بآخر) لأسماء مهمة في الثقافة العراقية كعبد الخالق الركابي، واحمد خلف، وفاضل ثامر، وشجاع العاني، وشوقي كريم، وغيرهم من اساتذتنا الكبار

* لست مضطراً لمجاملة أحد، لكنني أستطيع القول بوضوح انني لاحظت شيئاً من التنظيم العالي الذي تفتقده فعالياتنا في العادة، حيث كانت اعمال هذا المؤتمر تسير بانسيابية واضحة والجلسات تسير بتخطيط جيد دون عثرات او ارتباك تنظيمي، وهذا عائد الى الخبرة المتراكمة في إدارة الفعاليات.

* إدارة الاتحاد وامانته العامة كانت حريصة على التواجد ومتابعة كل الفعاليات بدقة، كما ان كوادر الاتحاد الإدارية والإعلامية واللوجستية بذلت جهداً استثنائياً واضحاً لإنجاح المؤتمر، وهم يستحقون الشكر الجزيل لجهودهم.

* جهود إدارة نادي السرد (خضير فليح الزيدي، رياض داخل، حسين محمد شريف) كانت واضحة وتستحق الإشادة. فقد أنفقوا ساعات طويلة منذ أسابيع وهم يعدون لهذا المؤتمر الذي ظهر بصورة مُرضِية.

* من الناحية اللوجستية كانت أجواء المؤتمر مريحة ولا تشوبها شائبة في ضوء الإمكانيات التي نعرفها.

* لاحظت ان نوعية المدعوين اقتصرت على المختصين بالسرد (كتاب رواية، كتاب قصة قصيرة، نقاد مهتمون بالسرد، أساتذة جامعات مختصون بالسرد) وهذا ما اعطى المؤتمر صبغة مهنية عالية.

* افتقدتُ عدداً من الأسماء المهمة في السرد العراقي وتمنيت حضورها. ولا اعرف سبب عدم وجودها.

 

* كانت المشاركات منقسمة الى (جلسة افتتاح احتفائية، جلسات نقدية، شهادات إبداعية). بالطبع تباينت نوعية المشاركات من حيث الجودة وهذا يعود طبعاً لخيارات المشارك نفسه. فبعضها كان اسقاط فرض، والبعض كان معداً بعناية ودقة.

 

* كالعادة كانت الدراسات النقدية تتركز حول الرواية أكثر من القصة القصيرة وفنون السرد الأخرى كأدب الرحلات، والسرد الشعبي وغيرها. (كانت هناك جلسة للرسائل، وجلسة أخرى للسيرة)

 

* دوّنتُ ملاحظات حول المحاور النقدية سأكتبها قبل المؤتمر المُقبل لعلها تكون نافعة لمن يدير المؤتمر. فلا فائدة من طرحها الآن.

 

* لم يكن المؤتمر بعيداً عن هموم الأمة حيث واكب مؤتمر السرد الحدث الذي هز العالم العربي والإسلامي وهو استشهاد السيد (حسن.....nsr-allah) حيث وقف المشاركون وقفة استنكار وإدانة للهجوم الغادر الذي استهدف الشهيد الكبير، ثم أعلن اتحاد الادباء ببيان رسمي ادانته للعدوان الآثم على لبنان. وكانت تلك الوقفة أول موقف عراقي وعربي (حسب متابعتي) يدين العدوان. لأن ذلك العدوان الغادر حصل وقت انعقاد جلسات المؤتمر فسارع الاتحاد لاعلان موقفه.

 

* لم انتبه لمن شارك في تلك الوقفة، لكن بعد ان نشرت الصور وجدت فيها كتّاباً وأكاديميين ذوي توجه إسلامي، وكان هناك شيوعيون، وهناك قوميون، وهناك ليبراليون، وهناك من ليس له توجه سياسي معروف. كان الجميع يشعر بثقل تلك اللحظة، وبهول الجريمة التي أقدم عليها الكيان الغاصب لذلك ادانوا العدوان بمختلف انتماءاتهم وأعلنوا دعمهم للشعبين اللبناني والفلسطيني. وكان هناك بيان ادانة آخر أعلنه امين عام الاتحاد الشاعر عمر السراي في حفل توزيع جائزة الرواية العربية الذي أقيم في كربلاء. أعلن فيه استنكار ادباء العراق للعدوان على لبنان.

 

* اكتفت ادارة الاتحاد بالجلسات النقدية للمؤتمر ورأت ان تلغي بعض الفقرات الختامية الموسيقية احتراماً للظروف. وهذه كياسة كبيرة وحسن تقدير للوضع العام.

 

* على هامش المؤتمر أود تثبيت التالي:

 

1. أود شكر القائمين على المؤتمر الذي أرى انه ناجح بكل المقاييس. واشكر الجنود المجهولين الكثر الذين ساهموا في نجاحه.

2. أدعو لاهتمام أكبر بفن القصة القصيرة التي يواجه كُتابها هجرة نحو الرواية، واقترح إقامة فعاليات وجوائز تختص بفن القصة القصيرة حصراً.

3. أقترح إطلاق اسم الاديب العراقي الكبير (جمعة اللامي) على الدورة المقبلة من المؤتمر. لما يمثله اللامي من أهمية في السرد العراقي.

4. اقترح التنسيق مع مؤسسات الدولة الأخرى (وزارة الخارجية، وزارة التعليم العالي، وزارة التربية) من اجل اقتناء إصدارات الادباء العراقيين من اجل الترويج لهم في الجامعات والمدارس والملحقيات الثقافية في الخارج و(خصوصاً مطبوعات اتحاد الادباء والكتاب، ودار الشؤون الثقافية العامة، واتحاد الناشرين العراقيين).

5. أتمنى متابعة التوصيات التي طرحت خلال نقاشات المؤتمر.

تقييمي الشخصي: ان هذه الدورة من انجح الدورات حتى الآن، مع تفهمي واحترامي لبعض الملاحظات التي يطرحها بعض الأصدقاء الذي يبدون بعض النقد رغبة منهم في الارتقاء بعمل الاتحاد.

مع تمنياتي للجميع بخالص التوفيق.

 

 

المشـاهدات 40   تاريخ الإضافـة 06/10/2024   رقم المحتوى 54459
أضف تقييـم