السبت 2024/12/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 11.95 مئويـة
في الصميم أحذروا فحيح الأفاعي !!
في الصميم أحذروا فحيح الأفاعي !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

عانى الشعب العراقي الكثير من الطائفية وتجار الدين  وخاصة في عامي 2005 و2006 فقد مرت أيام تلك السنتين  مثقلة بدماء الأبرياء وبكاء الامهات والارامل  والأيتام من كل أطياف العراقيين ولا أعتقد إن هناك بيتا عراقيا لم تأخذ منه الطائفية المقيتة شهيدا او مختطفا او مهجرا او مصابا بعوق  ولكن بوقفة أبناء العراق الغيارى تم طي تلك الصفحات المؤلمة من تاريخ العراق والتي هي بالاساس دخيلة عليهم  والتي كانت  من نتائج الاحتلال الامريكي  للعراق فقد عمدت الادارة الامريكية الى  عاملين الاول  بث الاشاعات والثاني إحداث الفتنة لتلهي الشعب وتحرف انتباهه عن الاحتلال  وجرائم قواته ضد أبناء الشعب كما في سجن أبي غريب حيث أقترفت أبشع جرائم التعذيب ضد المعتقلين العراقيين.

واليوم فإن المتابع للشأن العام العراقي يجد أن أفاعي وثعابين الطائفية المقيتة أخذت تطل برؤوسها ثانية وتبث فحيحها  لتأجيج  الفتنة من جديد وكأنما أنهار دماء العراقيين لم تشفي غليل دعاة الطائفية ومروجيها فنرى اليوم الكثير من قنوات الفتنة الطائفية وقد علا صوتها مرة أخرى لإدخال الشعب في آتون حرب جديدة يدفع ثمنها ابناؤه البسطاء والذين تضللهم منابر السوء بالسموم  والاكاذيب  وإني أطالب الجهات الدينية من كل المذاهب والاديان أن تقف وقفة مخلصة ومسؤولة لحماية العراقيين من فحيح أفاعي وثعابين الطائفيين الذين يطلون على الناس من خلال الفضائيات  وقنوات اليوتيوب وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي  ومنابر الكذب  لان هؤلاء لا يتكلموا من فراغ وإنما هناك جهات خارجية تحركهم لأهداف معروفة  كما ادعو لوضع ضوابط تدين وتجرم من يؤجج الفتنة الطائفية ويسعى الى تمزيق وحدة الشعب العراقي ونسيجه الاجتماعي  مجددا  بنقلهم إختلاف الراي الفقهي من مكانه الطبيعي  في  قاعات الدروس الفقهية الى الشارع في الوقت الذي العراق أحوج ما يكون فيه الى وحدة الصف  ضد الاخطار المحدقة بنا خاصة إن العراق اليوم أصبح وسط ساحات المعارك الملتهبة  ومرشح ان يكون هو أحد ساحاتها الساخنة لا سامح الله.

فلنحصن  انفسنا وعوائلنا ضد سموم أفاعي وثعابين الطائفية وأن يتحمل مثقفوا الوطن على إختلاف أطيافهم المسؤولية الوطنية  والاخلاقية في نشر ثقافة المواطنة  وجعلها فوق كل أعتبار  ففي ذلك تطبيق للعدالة الانسانية التي دعا اليها الامام علي عليه السلام بقوله (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نضير لك في الخلق) وهذا  لعمري منهج لحياة الاخوة المشتركة لأبناء البلد الواحد بغض النظر عن الدين والمذهب والطائفة والعرق .

وأخيرا أقول لقد صدق عنترة بن شداد حين قال

(إن الأفاعي و إن لانت ملامسها    عند  التقلب في أنيابها العطب).

المشـاهدات 118   تاريخ الإضافـة 09/10/2024   رقم المحتوى 54583
أضف تقييـم