الثلاثاء 2024/10/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 13.95 مئويـة
ابيض/اسود حروب الاغتيال!!
ابيض/اسود حروب الاغتيال!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مازن صاحب
النـص :

كلما سقط شهيد ينهض الف شهيد حي.. هكذا تواصل خطاب لاشيء يعلو صوت المعركة.. منذ حرب 1948 حتى ارتقاء السنوار شهيدا حيا بروح متجددة العواطف للأمة العربية والإسلامية.

السؤال..  وماذا عن حروب صهيونية لاغتيال الإنسان والاوطان ؟؟

استعراض صفحات الصراع الصهيوني مع الأمة العربية والإسلامية يظهر ان حرب الاغتيال الأولى كانت في اتفاقات سايكس بيكو.. لإدارة ارث الدولة العثمانية ومنه وعد بلفور.. وتلك الحالة القاصرة للجامعة العربية كنموذج لإدارة الامن القومي العربي.. لاسيما بعد نكسة حزيران وما انتهت اليه المبادرة العربية لحل الدولتين بعد اتفاقات اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني.

في تلك الصفحات كانت حرب اغتيال الشخصية العربية المناضلة في أولوية الامن القطري على منظور الأمن القومي حتى تلاشت في حرب إيران ومن بعدها حرب الكويت ليأتي سقوط جدار برلين مؤكدا نظرية الأكاديمي الأمريكي فوكوياما عن نهاية تاريخ الصراع ين الشيوعية الرأسمالية الليبرالية.. ومن ثم حاولت مراكز التفكير وبيوت الخبرة الدولية والاقليمية أبرزها مصرية بتمويل دول خليجية لطرح نماذج جديدة من التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل موافقته على حل الدولتين الذي سبق لهذه الدول رفضه فيما يرفضه اليوم هدا الكيان الاستيطاني... وتحاول الدبلوماسية السعودية هذه الأيام ترويج حل الدولتين الاجتماعات الأخيرة مع دول الاتحاد الأوروبي.

في المقابل ارتفع مد الإسلام السياسي في الربيع العربي.. لكل من خطيه... الاخوان المسلمين وفق منظور البيعة والتقليد لولاية الفقيه في إعادة تصدير متجدد للثورة الإيرانية.. وحيث نجح كليهما في تحريك الشارع الشعبي.. وظفت مخرجاته من قبل الموساد الصهيوني.. عبر منصات التواصل الاجتماعي في واحدة من ابشع طرق الحرب النفسية التي قامت بها وحدة المستعربين 8200 لبث الفرقه الطائفية والقومية لتقسيم المقسم وتكرار اغتيال شخصية الانسان والاوطان ... بحيث بات ((الإرهاب الأخضر)) كما سبق وان وصف مخاطر الإسلام في كتاب الرئيس نيكسون المبكر.. ثم أحداث الحادي عشر من أيلول.. واحتلال العراق وكلما حصل فيه من صراع اختلطت فيه المفاهيم.. وتشابكت الرايات بعناوين مقدسة توظف من على منصات وحدة 8200 الصهيونية.. ويتفاعل معها كثرة من الذين يطلقون عليهم مسميات (خبراء ومحلليين).

ولعل اكثر الخطط الصهيونية لتفتيت العراق منذ اطروحة الفيدراليات الكردية والشيعية والسنية. حتى صدور كتاب (محو العراق) ومشروعه في احلال مجتمعات متحاربة طائفيا وقوميا.. في ابشع توظيف لتحويل الديمقراطية التي جاءت على ظهر دبابة الاحتلال الأمريكي  إلى مفاسد المحاصصة والمكونات.. لإدارة حرب اغتيال المواطنة الفاعلة في الانتماء لعراق واحد وطن الجميع.

في هذا السياق من مواجهة حروب الاغتيال في المشروع الصهيوني... يتكرر السؤال كيف يمكن المواجهة عراقيا..؟؟

تقفز الاجابة باتجاه محور المقاومة الإسلامية.. فيما تقع خارج الإطار الدستوري للدولة حتى بكل ما فيه من هشاشة... فلا المتصدين لقيادة العملية السياسية قادرين على الاندماج بمحور المقاومة.. والأكثرية منهم يتمسكون بامتيازات مفاسد المحاصصة من خلال اعدادات العملية السياسية تحت الاحتلال الأمريكي... أما وضع رجل في خندق المقاومة الإسلامية وارجل أخرى في خنادق مفاسد المحاصصة.. فتلك افضل الفرص التطوعية للاندماج بالمشروع الصهيوني.. فمن يريد زبد الدنيا يزيد له الخنوع امام هذا المشروع. ومن يريد ثواب( الوطن) فيترك بهرج مواكب القصور التي سكنها الظالمون!!

وفق هذا الاستشراف... سيظهر مشروع متجدد لعراق واحد وطن الجميع  يمتلك روح الشباب في التغيير المنشود والثبات على المواقف التي تبدأ في التحرر من الاحتلال بمختلف صنوفه ونماذجه... وملامح هذا العهد مبشره ان شاء الله.. يد تمسك البندقية  في جيش واحد موحد بمختلف صنوفه.. ويد تبني الإنسان العراقي في مواطنة فاعلة تصطف امام صناديق الاقتراع لبلورة عقد اجتماعي دستوري جديد.. فمن دون إعادة بناء الإنسان. تتواصل حروب الاغتيال.. حتى وان سقط شهيد اليوم لينهض شهداء احياء .. القضية تختصر في انسان مقتدر على أفعال المعرفة الحضارية الحديثة.. وإنجاز أهداف تنمية مستدامة.. بدلا من استهلاك ريع النفط في مفاسد المحاصصة...  ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

المشـاهدات 475   تاريخ الإضافـة 20/10/2024   رقم المحتوى 54716
أضف تقييـم