الجمعة 2024/12/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 13.95 مئويـة
نيوز بار
جدلية العدالة والديمقراطية
جدلية العدالة والديمقراطية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الخطيب
النـص :

هناك معادلة ملتبسة بين الديمقراطية والعدالة ،

نظرياً يجب ان تحقق العدالة ، لانها " حكم الشعب " عملياً لا تحقق العدالة ، لانها "حكم النخب "

لذلك يدور نقاش  حول « هل الديمقراطية بشكلها المطروح تحقق العدالة الاجتماعية  »  ؟

نقاش كبير حول ماهية الديمقراطية ، ومرتكزاتها الأساسية 

فهل علينا  فك الارتباط بين العدالة والديمقراطية ، باعتبار ان الديمقراطية وسيلة لبناء المؤسسات التي تمثل اتجاهات الأغلبية.

والعدالة تعني التوازن والمساواة وحماية المصالح الشخصية ، وهي مفهوم اخلاقي. هذا الجدل الحاد   دار بين الاشتراكيين والليبراليين حول العدالة والديمقراطية ، فقد عاب الليبراليون على الاشتراكيين غياب الديمقراطية والتعددية السياسية، وحرية الرأي  ، فيما إنتقد الاشتراكيون غياب العدالة والقيم الأخلاقية، وسيطرت القيم المادية في المجتمعات الليبرالية.

بنظرة مثالية مجردة و تنظيرية  بحته ، لابد للديمقراطية ان  تحقق قيم العدالة ، لكن بنظرة واقعية نرى ان هناك مسافة بعيدة بين الديمقراطية و تحقيق قيم العدالة، فدخول المال السياسي ، والنزعات الدينية  والعرقية والقومية ، والإعلام  كعوامل فعالة في حرف  مسار الديمقراطية افسد الديمقراطية ، واصبحت مجرد شعار مفرغ من محتواه الحقيقي.

فمادام من يمتلك المال والاعلام  قادر على شراء الأصوات والحصول على اكبر عدد من المقاعد التي تضمن له السطوة ، فهنا تصبح الديموقراطية مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة  .

حتى في اعرق الديموقراطيات في العالم لم  تتحق العدالة بشكلها الواقعي .

ونحن على اعتاب الانتخابات الأمريكية التي يتباهى العالم  بديموقراطيتها  واعتبرها الفيلسوف الأمريكي الياباني الأصل   "  فرانسيس فوكوياما" افضل نظام حكم وصل اليه العالم ، إلا انها في حقيقتها مجرد لعبة لأصحاب السطوة والمال ، والمصالح ..

فالحديث يجري في الولايات المتحدة بين المرشحين حول ايها يدعم " إسرائيل" أكثر ،  ويزايد الاثنان على قوة الدعم لكيان محتل  !!!

أين هي قيم العدالة ؟؟؟؟

حينما  يصف  ترامب  مرشحة الحزب الديمقراطي  بالـ " العاهرة والبرستيوت" وهي ترد عليه بانه داعر ومغتصب للنساء .

أين الاخلاق في الديمقراطية المطبقة. 

ولكن لابد من طرح سؤال :

هل الديمقراطية حكم النخب أم حكم الشعب ؟

بالتأكيد هي الحكم النخب ، فايدة كانت أم صالحة وعلى الأغلب فاسدة .

الشعب لا  تعنيه الديمقراطية، سواء كان في امريكا ، أو في بريطانيا

وهذا ينطبق على اغلب شعوب الشرق الأوسط ، التي خدعة. بكذبة الديمقراطية، ما تريده الشعوب   من الانظمة السياسية ان تحقق ادنى قيم للعدالة ، وتوفير الحياة الكريمة .

الشعوب تريد  فرص عمل وصحة وتعليم وسكن  وأمن ، والحاجات الضرورية للحياة .

الشعوب لا يعنيها نظام الحكم سواء كان ديمقراطي، او دكتاتوري مستنير  ، أم نصف ديمقراطي ، رئاسي أم برلماني.

لذلك الشعوب تلهث وراء  من يوفر تلك الاحتياجات.

المشـاهدات 181   تاريخ الإضافـة 03/11/2024   رقم المحتوى 55301
أضف تقييـم