النـص :
جمال: صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النفس سرورا ورضا, وتمثل الحسن والبهاء.جمال إسم تردد في مجتمعاتنا , والعديد من الذين نعرفهم إسمهم “جمال” , ويمكن تقدير أعمارهم من الإسم , لأن إسم “جمال عبد الناصر” كان طاغيا في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين , ولهذا تجد كثرة إسم “جمال” , وهذا شأن مجتمعاتنا على مر العصور , فالأسماء تعبر عن حضور المتنفذين والمشاهير.كلمة جمال منتشرة في دول الأمة , والتعبير عنها لا وجود له إلا فيما ندر.فهل فكّرنا بجمال مدننا؟هل يخطر على بالنا الجمال بمعانيه؟هل عرفنا الجمال في نشأتنا وتربيتنا وتعليمنا؟وعبارة “تسر الناظرين” موجودة في القرآن , ومنها ربما جاءت “سرّ من رأى”!!الغفلة الجمالية (إعفال الجمال بمعانيه) تعترينا , فمدننا لا تضاهي مدن الدنيا بجمالها ورونقها وعمارتها المعاصرة , وكأن لدينا ميل عجيب للهدم والتخريب , والتمترس بالأنقاض.زرت مدينتي قبل عقد من الزمان فوجدتها خرائب بائسة , لا تسر الناظر إليها , والمتجول فيها , وتساءلت لماذا قتلت جمالها؟وعلى هذا المنوال تتحول مدننا الحضارية إلى أنقاض , تنعق فيها الغربان , ويتوطنها الفقدان والحرمان.الجمال قوة وعافية حضارية , والدول التي لا تعتني بعمرانها وتؤسس لمنظومة جمالية معاصرة , تكون من الخاسرين المنضوين تحت أقدام الجائرين.في مجتمعاتنا نحصر الجمال بالمرأة , وتردك عبر وسائل التواصل العديد من الصور التي تتحدث عن الجمال الإنثوي , وكأننا لا نعرف سواه!!الجمال تربية إنسانية , وتأكيد عملي على مقام الإنسان في المكان , فهل من يقظة جمالية , يا أمة إن الله جميل يحب الجمال؟وأين زخرف الأرض وزينتها؟و”ليس الجمال هو الجمال بذاته…الحسن يوجد حين يوجد رائي”!!
|