الهوية الإنسانية في رواية (أولادُ حارتِنا) |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : شاكر مجيد الشاهين ( حكاية حارتنا) او( حكايات حارتنا) يرويها كلّ كما يسمعها في قهوة حيّة،أو كما نُقِلَت اليه خلال الأجيال،( من مقدمة افتتاحية الرواية) ،حيث كانت تلك هي المصادر التي إستند الراوي عليها في كتابته لوايته التي إحتوت٣٤٦ صفحة- نشر مؤسسة هنداوي،كتب تاريخها الإجتماعي ،رائد الرواية العربية ،نجيب محفوظ،والحائز على أعلى جائزة أدبية في العالم تولد ١١ ديسمبر ١٩١١ حي الجماليةبالقاهرة. كان اول من إتخذ من الكتابة حرفة في هذه الحارة،على رغم مما جرّه ذلك عليه من تحقير وسخرية،كما يقول هو الراوي في إفتتاحيته لروايته هذه،( فإن عملي لم يستطع أن يرفعني عن المستوى العام للمتسولين في حارتنا....فإنني لا أكتب عن نفسي ولا عن متاعبي،وما أهون متاعبي إذا قيست بمتاعب حارتنا؟ حارتنا العجيبة ذات الأحداث العجيبة ،كيف وُجِدَت؟ وماذا كان من أمرها؟ ومن هم أولاد حارتنا؟) ( اولادُ حارتِنا) رواية إجتماعية الخطاب الأدبي - الروائي وآيديولوجية البناء السردي الذي لا يبارح الواقع المعاش ،مهما كان هذا الواقع ،فالراوي نجيب ينقله بتفاعل مع طبيعة إحداثياته،ساكبا عليه مشاعره الذاتية وآماله الكبيرة متأملا الفرص الكفيلة بنقله ،بإبداله الى الأفضل،رغم الترسبات الفكرية المبيدة لكل تطلّع في كسب واقع يلم اللحمة البشرية الواحدة في حياة كريمة. حاول الراوي معالجة " الوعي القائم" كما يقول المفكر الفرنسي لوسيان غولدمان،ذلك المحتوى الضعيف في الوعي العام ذو النكوص والسلبية ،كما كان يعيشه المجتمع المصري في العشرينات من القرن العشرين وبعدها،بنقل ذلك الوعي الى مرحلة التمرد والرفض والثورة ضد( المتخمين بأرزاق الناس) ص١٠٩في جو من الإستغلال الطبقي المكبَّل بالتفاوت الإجتماعي ،وسط سيطرة وإضطهاد ( الفتونة أو اللصوصية وقطع الطرق والمتمثل بالوقف وقصص لللا عدالة التي تدور حوله ،يوم كان الوقف هو المستخوذ على ثروة المجتمع المنهوبة من قِبَل أزلامه الشطّر،بحماية أشرار المجتمع المصري آنذاك،حين فقد الوقف رسالة العدالة الإجتماعية التي توجب( أن توزّع الوقف على الجميع فنال كل حقه وإستثمره حتى يغنيه عن المد فتخلص له الحياة الصافية الغناء) ص١٥٧. الراوي يذكر( الفتوة) كقوة ضاربة تحمي السلطة الدينية تجاه الحركات المطلبية بالحقوق الشرعية،والمشروعة إنسانيا،( الإنتقام في الحارة تقليد مقدس من قديم الزمان) ص٢٠٤ وعندما يغيب الوعي الحقيقي للواقغ المزري يتسيّد الوعي الزائف في تنزيه الفسادوالفقر لا يهم،حيث يظن القادة المتعسّفون بحقوق الناس بأن( حارتهم قلب الدنيا ،وما هي إلا مأوى البلطجية والمتسوّلين) ص٣١٢. إن نجاح رواية( اولاد حارتنا) كان بسبب إن الكاتب نجيب،هو جزء متفاعل إجتماعيا يلتقط مباشرة ما يحدث في مجتمعه ويعتقد جازما " أن المسألة لا تتعلق بمن يسرد الأحداث ،إنما بمن يرى الأحداث) لكن الراوي لم يلتجئ في رصد تجليات الظلم السلطوي الذي كان يتنفسه هو مع الشرائح الإجتماعية المُظطهَدَة ومحاولة التصدي لها وإبدالها الى الأفضل من خلال ( ثورة مجتمعية عامة) وعارمة تهز الكيان التسلطي وتسحب البساط من تحته،فكان يعتمد التحركات الفردية ،وما اضعفها،امام جبروتالأنظمة القمعية المحمية بقوة السلاح والمال،في اي مرحلة قهرية يعيشها المُستَغَلّون ،وإنما إعتمد فردية التحرك مما اطاح بالمساعي الخيّرة نتيجة ضعف الوسيلة وغياب الإرادة الثائرة ضد جبروت متحكّم بآلياته المادية والمجتمعية مما اتاح للأفكار البعيدة عن جودة التحرك( السحر،والإغتيالات) ذالك الدفاع الناجح ضد الطغمة الحاكمة والمتشبثة بمصائر الناس ،الغلبة،( ليست العبرة في المعرفة ولكن في العمل فماذا تستطيع ان تفعل؟* ص٣٠٤. ( إن الروائي العربي الحديث في تعامله مع التاريخ العربي قد كان أكثر امانة وشجاعة وصدقا من التاريخ الرسمي،لأنه ببساطة إنحاز الى تدوين تاريخ الإنسان المهمش والمسحوق في احلامه وصبواته ومعاناته وتوقه الى الحرية والعدالة والجمال وتجنب الإمتثال للتاريخ الرسمي المزور الذي يركز على أفعال السلاطين والملوك والأمراء ،وبذا قدم قراءة منفتحة لما هو مسكوت عنه من انساق مغيبة ومدفونة تحت ركام ثقيل من أكاذيب وتضليلات المدوّنات الرسمية الصفراء)- فاضل ثامر- التاريخي والسردي في الرواية العربية ص١١ |
المشـاهدات 37 تاريخ الإضافـة 24/11/2024 رقم المحتوى 56189 |