الكاتب والروائي سلمان عبد مهوس يقدم سيرة ذاتية – سياسية- في رواية ( رجال من لگش )-بين جبل قنديل وسيدي عمير- |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : حمدي العطار ما قبل النقد الانطباع الاول عند البدء بقراءة رواية "سلمان عبد مهوس "الصادرة من دار الورشة للطباعة والنشر سنة الاصدار 2024 والتي تقع في 375 صفحة من القطع الكبير، يجد القارئ نفسه امام (رواية سيرة ذاتية) قد تنتمي الى "تيار الوعي" في بعض مفاصلها وهي تتناول التاريخ القديم حضارة (السومرية) طبيعة الحكم والعدالة وليس من بوابة الاكتشاف والحضارة المادية في الكتابة والاثار!" حاضرة سومرية يفور في أرجائها دم ( أوركاجينا) الثائر، كلما جثم الطغاة على صدرها، ( الداوية) الغافية على تلال ( الهبا) وأهوار عوينى والغموكة، تتوسد حقولها الخضراء جزيرة (سيد أحمد الرفاعي) تتشابك الأحداث في هذا المكان، أرض مسكونة بحكايات يستعيدها الليل، تمتد لأجيالا من الفلاحين والكادحين واالثوار، ورثت المدينة وجودها من (لگش) السومرية، سلالة من سلالات الطين والماء والقصب بروح الثورات"ص36 *تقنية السرد السيرة الذاتية جنس ادبي موجود والبعض يقوم بصياغة هذه السيرة روائيا ، لم يلجأ الروائي سلمان الى تقنية الاسترجاع "الفلاش باك "كثيرا ليتجنب امتداد زمن الرواية من الطفولة الى مراحل عمرية متعددة ! لكنه وضع نقطة ارتكاز زمني تمثل بدء للرواية وهو بغداد – ساحة حافظ القاضي..19 آب 1997وثم سرد لنا جزء من حضارة السومريون ، واتجه السرد جزء من الحركة الثورية (الكفاح المسلح) للقيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وقد تماثلت الامكنة بين ثورية سومر مع ثورية حركة الكفاح المسلح " حديثك أستفز ذاكرتي العاجة بأحداث التمرد على السلطات في (الدواية) ، منذ معركة الشيوعيين في هور (الغموكة) ، قريبي حسيب الهدابي أحد الهاربين من نفق سجن الحلة، التحق هناك بقاعدة للكفاح المسلح في اهوار (الدواية) ويسترسل السارد بالحديث عن (إنتفاضة هور الغموكة) ، نحن نشيد بطريقة سلمان في التخلص من الفراغات الزمنية او القفزات التي تتجاوز مراحل واحداث قد يسأل عنها لأنه لم يذكرها في الرواية لذلك اختار واخترع طريقة الاختيار في القص والحديث عما يجده مناسبا لروايته! واهم شيئا بالنسبة لنا هل في هذا السرد شيء جديد لم نقرأ او نسمع عنه؟ *تعدد الامكنة موعد انطلاق الرواية هو بغداد حافظ القاضي لكنه مكان للفراق والرحيل وليس للاحداث لكنه لا يخلو من التأثير "ساحة (حافظ القاضي)- كان بودي ان يتوقف قليلا امام هذه التسمية على الاخص وان الرواية تحمل بعدا من الرحلة الادبية وتنوع الامكنة والمدن- حافظ القاضي تاجر بغدادي توفي عام 1968 وهو من صناع القرار في العهد الملكي كانت محلاته في رأس جسر الاحرار ، وهو أول عراقي حصل على وكالة لتوزيع الراديو ووكالة بيع سيارات فورد الامريكية- ساحة حافظ القاضي على رأس جسر الاحرار في شارع الرشيد، تزدحم بالبنايات الجميلة وقد تسمت بإحداها، تنتشر حولهامحال ووكالات لشركات عالمية كثيرة، ينبض المكان في نكهته وتأريخه وتراثه، ويكتظ بالمسافرين إلى الاردن وسورية، وهم يقفون طوابير أمام شركات السفر"ص8 سيكون هناك مرور في مدينة عمان والخرطوم لقطع الصحراء – طريق الموت- حتى يصل صاحبنا الى ليبيا للعمل كمدرس في معاهدها! وهناك ننتظر كيف يوظف الروائي الاحداث التاريخية السياسية في خدمة ثيمة وكيف يؤثر وجود العراقي بالغربة في بلد يتشابه سياسيا مع العراق في ظل النظام السابق." فأنا قادم من جمهورية الخوف إلى جماهيرية الخوف"ص17 انها رواية المذكرات او السيرة الذاتية ، سنتوقف عند المحاور التي تناولتها الرواية ، وهي تحتوي على مفاصل تاريخية مؤثره ،فالمؤلف يرى ان ( الشجاعة تغلب السطوة) ففي التصدير يقول (الشجعان هم من ينتصر) (يحيلون هزائمهم وانتكاساتهم سلما لأنتصاراتهم القادمة) و(يبثون روح الأمل والتفاؤل في نفوس الفقراء والكادحين) نحو حياة حرة كريمة!!! |
المشـاهدات 72 تاريخ الإضافـة 30/11/2024 رقم المحتوى 56423 |