اذا لم نستطيع أن نصنع ونبتكر فعلينا أن نقدر ونستفيد من صناعات دول الجوار ونقلدها في بلادنا بدل أستمرارنا بأستيرادها وأستهلاكها ونستفيد من توفير العملة الصعبة وتشغيل عمالنا و مهندسينا وانتشالهم من أفة البطالة والعطالة المستشرية في البلاد .هكذا بدأت الصناعات بالتقليد وبعد ذلك الابتكار والصناعة المتقدمة ... وهكذا كان الأمر قبل التغيير وفي زمن النظام السابق ، كانت الدولة تستورد قطع الغيار لكافة الأجهزة الكهربائية وغيرها ويقوم العمال والمهندسون بشدها و تصبح بذلك صناعة وطنية كالتلفزيونات والثلاجات والطباعات وغيرها كثير. تلفزيون قيثارة ومبردة الهلال كمثال على ذلك .وكانت الغاية تشغيل العمال العاطلين المهندسين وتوفير مصادر رزق لهم ولعوائلهم وعدم تركهم بدون عمل و نهبا للضياع، وكانت هناك صناعات وطنية جيدة منذ ستينات القرن الماضي ، لصناعة السكر والدواء والورقة والبتروكيمياويات والزجاج والتعليب والسجاد في كافة محافظات العراق ! بتشغيل المعامل تخفف من أزمة البطالة وتوفر العملة الصعبة وتكسب صناعة عراقية جيدة بدلاً من الصناعات المستوردة الرديئة القادمة من بلدان لا تحب بلدنا وتتمنى له كل سوء. السؤال المطروح الآن ، من يمنع قيام صناعة وطنية ويضع العراقيل أمامها ؟! هل هو الاحتلال ؟ هل هم الفاسدون ؟ هل هم العملاء ؟ من هو ؟ جل هؤلاء مجتمعون أم ماذا ؟!

سامي حاتم