الإثنين 2025/1/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 9.68 مئويـة
نيوز بار
طفولة من الجور الأسري إلى الإهمال الحكومي
طفولة من الجور الأسري إلى الإهمال الحكومي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
النـص :

في اليوم العالمي للطفولة لابد لنا من وقفة حقيقية أمام الواقع المزري الذي تعيشه شريحة كبيرة من اطفالنا ، وهي تواجه ببراءة من هو مبتدئ في هذه الحياة ، قسوة أسرية ، أو جور ابوي ، أو إهمال حكومي او جراء معاملة لا إنسانية يحرمها القانون الطبيعي وتحرمها بشدة الشرائع السماوية  ، وتحكم على مرتكبيها القوانين الوضعية، ومنها .

تعنيف الاطفال

كثيرا ما يتعرض الطفل في بلادنا للعنف الأسري لاي تصرف يأتي به وكأنه انسان رشيد يراد منه أن يفهم ما يدور حوله وهو لازال رضيعا في عمر الزمن ، وحقيقة الأمر أن نمو الملكات العقلية لأي فرد يتأتى من خلال التجربة ومضي الوقت المطلوب لإدراك الأفعال ونتائجها ، وان اغلب عوائلنا وخاصة في الريف واطراف المدن ترى في الطفل إنسانا مكتمل الإدراك وتطلب منه ما هو خارج عن مديات مدركاته وأحاسيسه ، بالتالي توقيع العقوبات المتلاحقة والمتكررة عليه ، ورب اسباب تقف وراء هذا الجور الأسري منها جهل الأبوين لعوامل نمو الإدراك من ناحية ، أو أن الأبوين كونا أسرة وهم في مقتبل العمر وربما كانا من القاصرين . كما أن الأمية التي انتشرت في بلادنا مؤخرا تعد عاملا من أهم عوامل عدم إدراك أهمية التعامل مع الاطفال على أنهم أطفالا ولسوا كبارا يراد منهم حرق المراحل العمرية وتولي مهاما لا يفهمون خلفياتها ،

تجهيل الاطفال

تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس قد بلغ 3،2 مليون طفل ( بموجب إحصائية الأمم المتحدة ، وحسب اليونيسيف . موقع رصيف 22 ) غير أن وزارة التخطيط  ترى أن عدد غير الملتحقين أقل من ذلك .أن تغافل الحكومات المتعاقبة ومنذ أربعة عقود عن دور الأبنية المدرسية في زيادة أعداد المتسربين ، ما هو إلا دور من تقصد عمليات التجهيل وزيادة مناسيب الأمية ، فالمدارس الطينية أو المدارس الآيلة للسقوط كما حصل مؤخرا في ناحية العظيم ، وغيرها من مناطق العراق تعد واحدة من الأسباب الطاردة للتلاميذ ، كما وان احتشاد التلاميذ بإعداد كبيرة في الصفوف المدرسية كان عاملا هو الآخر لترك التلاميذ لصفوفهم ، كما وان قلة المدارس تدفع بالتلاميذ الصغار لقطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم وهذا عامل اضافي مدمر للطفولة ومستقبلها ، ويمكن إرجاع ترك التلاميذ للدراسة وهم صغارا هو رداءة طرق المواصلات بين دور سكن اؤلئك التلاميذ ومدارسهم البعيدة ، وان موسم الأمطار يقطع الامل بالوصول إلى المدرسة ،  وان التلميذ الذي يغادر صفه دون رجعة ، يكون قد أجبر على أن يكون أول من تقسو عليه الحياة ،

تشغيل الأطفال

كثيرا ما يعاني اطفالنا من ظاهرة استخدامهم في ميادين العمل ، سييما أعمال التحميل والتفريغ ، أعمال خدمات التجارة والصناعة والحدادة والنجارة ، وتصليح السيارات ، وربما في أعمال نقل الطابوق في البناء وغيرها من الأعمال المرهقة والتي لا تتناسب مع أعمارهم واجسامهم وملكاتهم العقلية ، ولأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها الفقر ، أو ربما كان الأهل سببا وفق عقلية تؤشر إلى مقولة ،، ما فائدة الشهادة ، وماذا يجني المتخرجون من المدارس والكليات ، فالبطالة في انتظارهم ،، أن إهمال الحكومات المتعاقبة للدور الاقتصادي في بناء المجتمعات وتحريرها من البطالة كانت وراء ما انتشر مؤخرا وعلى نطاق واسع جدا (  المدارس متوكل خبز) هذا الإهمال وتلك الحجج تعد من أمضى العوامل التي كانت وراء انتشار الأمية المستفحلة اليوم في بلادنا ، ومن وراءها الظلم الذي تعانيه الطفولة وهي تساق اليوم وفق نظام الشركات أو المافيات إلى ميادين التسول سواءا على قارعة الطريق ، أو عند التقاطعات أو إشارات المرور .أن العقوبات الجسدية التي بدأ الإعلام مؤخرا يسلط الضؤ عليها تدمي القلوب وتصيب المطلع على أشكالها وأساليبها قد تفقده ملكاته العقلية لما ينتج عن تلك الممارسات من آثار جسدية على الاطفال أو نتائج تلحق الضرر البليغ على حالاتهم النفسية ، وكثيرا ما نشاهد تساهل حكومي أمام تلك السلوكيات ، ربما يعود ذلك لتركيبة الموظف المسؤول وهو من وسط امي وعشائري او لفساد الذمم وخروج العراقيين عن المألوف سابقا من حب للاطفال وتجنيبهم عوامل خراب المستقبل كما كان ذوينا يسمونه ،  والسير الحثيث نحو انخراطهم في التعليم تحقيقا لمستقبل أفضل .أن الدولة قبل المجتمع بحاجة لإعادة النظر وبجدية الحريص على مستقبل أبنائه ، وان تعد الدراسات الكفيلة بإصدار قوانين ناجعة لحماية الطفولة ، وأبعاد عوامل تنامي الأمية وفق خطة توفر ما لا يقل عن خمسة عشر ألف مدرسة ، تبدأ من القرية وصولا إلى العاصمة ، وإصلاح الطرق المؤدية إليها ، وان يأخذ الإعلام بكل مفاصله الأمر على محمل الجد ، من أن الطفولة المحرومة ستولد أجيالا لا يمكن لاي دولة ولا لاي مجتمع توفير القدرة على تجاوز تعدياتهم أو انحرافاتهم ، خاصة وأن المخدرات باتت منتشرة حتى عند تقاطعات المدارس . وان الاستسلام الحاصل اليوم لمفعول الفساد سيولد في قادم الأيام أجيالا مخدرة لا تعرف اي قانون أو اي التزام ،،، والحليم تكفيه إشارة الإبهام.

المشـاهدات 120   تاريخ الإضافـة 08/12/2024   رقم المحتوى 56775
أضف تقييـم