النـص : بغداد ـ الدستور
مع انحسار إمدادات الغاز المورد من إيران وتذبذب خطوط الكهرباء الإيرانية المجهزة لمناطق ديالى وتراجع ساعات التجهيز إلى مستويات كبيرة، تشهد المناطق الصناعية في المحافظة ومفاصل الحياة الأخرى حالة من الشلل.في الأحياء الصناعية الخاصة بورش صيانة السيارات، والأبواب والشبابيك في مدينتيّ بعقوبة والخالص، تبدو الحركة شبه مشلولة فيما يتكبد أصحابها خسائر إضافية تؤدي لتقليل نسب أرباحهم جراء تأخر أعمالهم أو اعتمادهم على مولدات الديزل وشراء الوقود نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بفعل قلة إنتاج الطاقة وتكرار توقف خط ميرساد الإيراني.وبهذا الصدد يقول أحمد الطائي، صاحب ورشة لصيانة السيارات، لوكالة شفق نيوز، إن "انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يعطل عملنا نتيجة عدم قدرتنا على تشغيل أي جهاز والاعتماد على العمل اليدوي فقط".ويضيف الطائي "انقطاع الكهرباء يجبرنا عن الانتظار لأوقات طويلة والقيام بالأعمال البسيطة فقط وتجنب استلام السيارات التي تحتاج إلى جهد كبير وباستخدام الأجهزة الكهربائية".من جانبه، يبين أمير عباس، وهو حداد، لوكالة شفق نيوز، أن "العمل هذه الفترة بات خسارة بالنسبة لنا فأجهزة اللحام والقطع تحتاج إلى كهرباء ولكن بانقطاعها لساعات لاسيما في فترة الصباح يدفعنا لشراء الكاز وتشغيل المولدات وأحياناً اضطر للعودة إلى المنزل بدون عمل وهو يعني خسارة لأن الباب على سبيل المثال إذا لم يُنجز خلال وقت محدد تكون خسارة على الحداد والعمال".ويشير إلى أن "الكهرباء في المناطق الصناعية يجب أن لا تنقطع خلال أوقات العمل خاصة وأننا ندفع أجوراً شهرية تتمثل بإيجار المحال ورواتب العمال وغيرها، لكن الانقطاع حسب ما أعلنت الدوائر الحكومية سببه قلة الحصة وانقطاع الخطوط الإيرانية".ويطالب عباس بضرورة إيجاد حلول تسهم باستقرار التيار الكهربائي لإنقاذ العاملين في المهن الصناعية لكسب قوت يومهم وجمع مبالغ الإيجار والفواتير.بدوره يؤكد حسن العبادي، وهو عامل في ورشة لصيانة وغسل السيارات، لوكالة شفق نيوز، أن "انقطاع الكهرباء أدى مؤخراً إلى تراجع حركة العمل لدينا بنسبة تفوق الـ%50 وصار يشكل هاجساً لنا ويكبدنا خسائر جسيمة فيما يخص شراء الكاز لتشغيل المولدات بسعر 140-150 ألف دينار للبرميل الواحد".ويوضح أن "قلة العمل اضطرت الكثيرين من أصحاب المصالح لتسريح عدد من العاملين وتقليص طواقمهم هذه الفترة بفعل قلة الربح".إلى ذلك، يقول الخبير الاقتصادي محمد حيدر، لوكالة شفق نيوز، إن "تعثر الحكومات المتعاقبة في استثمار الغاز والاعتماد على المستورد من إيران وغيرها يلقي بأضراره على المهن والأسواق كافة نتيجة انقطاع الكهرباء في ذروة الحاجة إليها خلال موجات الحر في الصيف وموجات البرد في الشتاء".ويتابع أن "تعثر ملف الكهرباء في العراق يرتبط بإرادة إقليمية فهناك جهات سياسية تريد استمرار استيراد الغاز والطاقة لفائدة دول أخرى"، لافتاً إلى أن "العراق بحاجة اليوم إلى الاعتماد على الإنتاج الوطني والاستغناء عن الخارج في ظل توافر المناخ المناسب من حيث وجود حقول الغاز في المنصورية وعكاز والمحافظات الجنوبية وهي بحاجة إلى الاستخراج وتشغيل المحطات بالغاز الوطني".ويدعو حيدر الحكومة العراقية إلى "ضرورة بذل الجهود اللازمة لدعم منظومة الكهرباء وضمان استقرار التيار الكهربائي وإنقاذ المواطنين، وهذا بدوره سينعكس على قطاعات متنوعة لاسيما فيما يخص عمل المصانع وجذب الاستثمار والحد من الخسائر التي تتكبدها الحكومة والمواطنين على حد سواء".
|