الحقد والكراهية في الشعر العربي |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : سامي ندا جاسم الدوري الحقد لغةً: قال ابن منظور: الحقد إمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها. واصطلاحاً: طلب الانتقام وتحقيقه. وقيل: هو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة. والحقد شعور إنساني تجاه شخص أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في الانتقام ، والكراهية هي نتيجة نقصنا وضعفنا لشعورنا بقلة أهميتنا في محيطنا ومحاولات يائسة في اخفاء هذه الصفات. وهنا نتحول الى كارهين للآخرين . قال الشاعر / لا يحمل الحقد إلا من به ألمُ وما يحسد الناس الأمن به سقمُ فالحقد يرهق بالخسران صاحبة وما به من صفات النبل والشيمُ الحاقدينا ومافي الحقد من مرضً والمرجفين في قول الله أختصم وينتج الحقد من عدم القدرة على الانتقام أو تفشل النفس في الدفاع عن نفسها مما يحفزها على الانتقام والذي يصبح أسلوبًا في حفظ الكراهية ورغبة الانتقام حتى فترة طويلة ورغم تغير الظروف وتغير الأحداث فينمو في النفس كالحياة في الروح قال عمارة بن عقيل / تُبدي لك العينُ ما في نفس صاحبها من الشَّناءةِ والوُدِّ الذي كانا إنّ البغيضَ له عينٌ يَصُدُ بها لا يستطيع لِما في القلب كِتمانا وعينُ ذي الودِ لا تنفكُّ مقبلةً ترى لها محجرًا بَشًّا وإنسانا والعينُ تنطقُ والأفواهُ صامتةٌ حتى ترى من ضمير القلب تِبيانا وأول ذنب ارتكبه الإنسان على وجه الأرض كان دافعه الحقد، حيث قتل قابيل هابيل في أول جريمة كانت بين الإخوة. والأخوة هي ذاك الرابط المقدس الذي يصل روحين أو أكثر ببعضهما البعض، وهذا يعني أن كل شيء ممكن الحدوث، فلا تستبعد غدر أحدهم، ولا تأمن مكره . والجريمة هي نتيجة الحقد الذي استقر في قلب قابيل، والحقد شعور مخيف للغاية، يقوم بتغذية الإنسان، يملؤه كله، ولكنه كالنار كلما أحرقت شيئا ازدادت ضراوة واشتعالا، لا تشبع أبدا من نفسها، ولكنها لا تُخمد إلا بعد أن تخور قواها وتنفد، أو يطفئها أحد من الخارج. وإن لم يتم تهدئة الغضب يتحول إلى حقد دائم. وهو من أكثر الشرور الظاهرة أو الباطنة، قال الشاعر / قضى الله أنّ البُغضَ يصرعُ أهلَه وإنَّ على البَاغي تَدورُ الدوائرُ إن الكره ليرتجف أمام الحبّ، وإن الحقد ليهتز أمام التسامح، وإن القسوة لترتعش أمام الرقة واللّين. إذا استسلمت للحقد والكراهية فسوف تهزم وتنتهي، سوف تهزم كإنسان، وسوف تنتهي كقضية. فالحياة رحلة جميلة ينبغي ألا نهدرها في الحقد والكراهية . قال ابن الرومي / يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً لقد سلكتَ إليه مسلكاً وَعِثا لن يَقْلِبَ العيب زَيْناً من يُزَيِّنُهُ حتى يَرُدَّ كبيراً عاتياً حدثا يا دافنَ الحقد في ضِعْفَيْ جوانِحِهِ ساء الدفينُ الذي أمستْ له جدثا الحقدُ داءٌ دويٌّ لا دواءَ لهُ يَرِي الصُّدورَ إذا ما جمره حُرثا وإنَّ الحقد الحقيقي إحساس نكتسبه مع مرور الوقت. والذين يحاولون استئصال الحقد، والكراهية من نفوسهم هم الشجعان فقط، أما الذين لا يحاولون فهم الجبناء والعاجزون. إن الإنسان الضعيف قد يصبح وحشاً مفترساً إذا أتيحت له الفرصة، إذا كان يشعر بالحقد على الحياة والمجتمع . قال الشاعر / وما أحبُّ إذا أحببتُ مُكتتِمًا يبدي العداوةَ أحيانًا ويخفيها تظلُّ في قلبه البغضاءُ كامنةً فالقلبُ يكتمها والعينُ تبديها والنّفسُ تعرفُ في عيني محدّثها من كان مِن سلمِها أو مِن أعاديها الحقد موجود داخل قلب كل إنسان كوحش نائم فإذا أطعمه مرة طالب بالمزيد ويشتد حتى يلتهم صاحبه. والعقائد التي يبنيها الحقد يهدمها الانتقام والعقائد التي يبنيها الحب يحميها الإحسان . وأقول ان الظلام لا يمكنه أن يبدد الظلام الضوء وحده يمكنه ذلك، والحقد لا يمكنه أن تبدد الحقد، فالحب وحده يمكنه ذلك . قال الشاعر / الحقد داء دفين ليس يحمله إلا جهول ملـيء النفس بالعلل مالي وللحقد يشقيني وأحمله إني إذن لغبي فاقد الحيل سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب لي ومركب المجد أحلى لي من الزلل إن نمت نمت قرير العين ناعمـها وإن صحوت فوجه السعد يبسم لي لكل حريقٍ مطفئ فللنار الماء، وللسمِ الدواء، وللحزن الصبر، وللعشق الفرقةُ، ونار الحقد لا تخبو أبداً ، وقال الإمام علي عن الحقد أشد القلوب غلا قلب الحقود وقال بئس العشير الحقود . فالواجب على المسلم أن يحب الخير لإخوانه، ويكره لهم الشر، ولا يجوز له أن يحقد على أحد بغير الحق، ولا أن يحسده، ولا أن يحب له السوء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) . قال عنترة / لا يحملُ الحقدَ من تعلو به الرُّتبُ ولا ينال العلا من طبعه الغضبُ ومن معاني الحقد الضغن والانطواء على البغضاء وإمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها، أو سوء الظن في القلب على الخلائق. نعم ان الحقد يتولد في بعض الأحيان من عدم القدرة على الحصول على شيء ما وامتلاك الغير له، فتتولد مشاعر الغيرة والحسد التي تؤدي إلى الحقد . قال المدائني / ومن لم يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب ومن يتتبع جاهدًا كل عثرة يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب قد يكون الحقد مكتسباً من الآباء أوالمجتمعات أو المجموعات الاجتماعية الأخرى التي يكون بها الفرد، فطبيعة البيئة التي يكبر ويعيش بها الفرد لها تأثير على شخصيته وطريقة تفكيره ومنظوره تجاه الأمور والأشخاص . قال ابن الرومي / وما الحقدُ إلا توأمُ الشكرِ في الفتى وبعضُ السجايا ينتسبن إلى بعضِ فحيث ترى حقدًا على ذي إساءةٍ فثمَّ ترى شكرًا على حسنِ القرضِ إذا الأرضُ أدَّت ريَع ما أنت زارعٌ مِن البذرِ فيها فهي ناهيك من أرضِ وأسباب الحقد والكراهية منها الحسد والغيرة: يمكن أن ينشأ الحقد نتيجة الشعور بالحسد والغيرة تجاه إنجازات الآخرين، ويؤدي هذا الشعور إلى تكوين مشاعر سلبية ورغبة في إيذاء الشخص الذي يثير الحسد .قال الشاعر / وعينُ البُغضِ تبرزُ كلَّ عيبٍ وعينُ الحبِّ لا تجد العيوبا وكذلك من اسباب الحقد الإحساس بالظلم: عندما يعتقد الشخص أنه يتعرض للظلم أو الإساءة من قبل الآخرين، فإن ذلك قد يثير الحقد ويؤدي إلى التمني بالانتقام أو إيذاء الآخرين ، قال الشاعر هلال بن العلاء/ لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من غم العداوات إني أحيي عدوي حين رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه كأنه قد حشى قلبي مسرات |
المشـاهدات 120 تاريخ الإضافـة 17/12/2024 رقم المحتوى 57116 |