الأحد 2024/12/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 7.95 مئويـة
جاسم عاصي ... ذاكرة المكان ومواطن الإبداع
جاسم عاصي ... ذاكرة المكان ومواطن الإبداع
الأخيرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

عبدالهادي البابي ـ كربلاء

 

المدينة عند أي أديب أوكاتب أو فنان هي تعني له المكان الأول للتعدد والتنوع ..لإنها بقعة زاخرة بثقافات وعادات وحكايات تعكس فسيفساء روح الإبداع ..فهؤلاء وإن أرتبطوا فيها مكانياً ..إلاّ أن المدينة كمفهوم هي تنزلق وراء إيحاءات تعبيرية ورمزية شديدة الإرتباط بعوالمهم المختلفة...فمنها يأخذون حكاياتهم وقصصهم الطافحة بالخيال المسحور..فلاحديث عن مدينة قد هجرها المبدعون ، ولاخير في إبداع - شعراً كان أو نثراً أو أدباً أو فناً - دون إرتباطه بالمكان الأول والصرخة الأولى  سواء كان مدينة أو قرية أو محلة صغيرة  .. في كتابه الرائع (لكي لاتنكسر مساحة البياض) أعادنا الأديب جاسم عاصي إلى ملهمته ومنبع ثقافته مدينته الحبيبة (الناصرية)..تلك المدينة التي كانت ولازالت تعج بالشعراء والأدباء والكتاب والفنانين والقصاصين وغيرهم حتى باتت من أمهات المدن التي تتنفس الأدب وتفوح بعطر الكتابة والإبداع في كل الإتجاهات.. وفي هذا الكتاب يحكي لنا جاسم عاصي حكايات من ألف ليلة وليلة ..ولكن هو شهريارها الأمين الذي لم يسكت عن الكلام المباح حتى بعد أنبلاج الصباح..!يقع الكتاب ب232 صفحة من النوع المتوسط  وقد صدرت الطبعة الأولى منه سنة 2018 عن دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر وقد أهداني نسخة ممهورة بتوقيعه قبل سنوات..والكتاب أحد منشورات الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ... وقد كتب جاسم عاصي في مقدمته إنه يهدي هذه (المدونة) الى من كتبوا بافعالهم وأستحقوا التخليد وهم ورثة تاريخ مدينة الناصرية  البعيد والقريب من كتاب وأدباء وشعراء وكسبة وملالي وقراء وأساتذة وسياسييون وموظفون ..فهو يعتبركل أولئك هم ورثة الماء والقصب والبردي وهم الإضافة العظيمة لحضارة مدينتهم العريقة ..اليوم وبعد قرائتي حكاية (شنيشل) الشخص البسيط الضعيف الملفت للنظر والذي كان يعمل بالدعايات والبوسترات الخاصة بأفلام سينما الأندلس أيام زمان وكيف كانت معاناته وفقره وفاقته في ذلك الوقت ..ثم نهايته الحزينه ومقتله أيام الإنتفاضة الشعبانية عام 1991 ..بعد القراءة أتصلت بالأستاذ أبي سميح  مستفسراً عن أحواله وصحته حيث أنقطع تواصلنا بسبب وضعنا الصحي نحن أيضاً ..فتفاجأت بإنه يعاني من المرض وهو جليس الدار أيضاً بسبب مرضه وهو لايستطيع الخروج من بيته إلاّ بصعوبة بالغة ..فتأثرت وتألمت جداً لما وصلت إليه الحالة الصحية لواحد من قاماتنا الأدبية العراقية الشامخة الذي كان له الدور الكبير في إثراء الحركة الأدبية والثقافية ..نسأل الله تعالى الشفاء والصحة والعافية لأستاذنا أبي سميح وأن يحفظه لنا ويجعله ذخراً ومناراً للثقافة العراقية الأصيلة ..

 

المشـاهدات 14   تاريخ الإضافـة 21/12/2024   رقم المحتوى 57253
أضف تقييـم