الأحد 2025/1/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
لنا نجوىً ستبقى
لنا نجوىً ستبقى
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عمار محمد اغضيب

نحن منتصف الطريق ، بريدٌ تعثَّرَ، روايةٌ صمتَتْ ، قصيدةٌ ابتعدتْ فَنسَتْ أبياتُها المستهلَ ، كتابٌ تغيَّرَ عنوانه ، وشمٌ طبعتْه الشمسُ

تحسبنا الحمائمُ نسوراً، ترانا الأطيانُ المعتقة تراباً نديَّاً

سئمنا الفقدَ ، لم يعد لدينا رصيد يكفي لِسدِ العجز

عقاربُ ساعاتنا متسمرةٌ بمكانها، نخشى منها نشاطاً يقضُّ مضجعَ الليل

ضحكٌ بملء أشداقنا ، فرحٌ طاغٍ لمرور نسيمٍ على عجلة من أمره ، استرخاءٌ عابرٌ لأعصابٍ آيلةٍ للسقوط ، بمعيةِ سيجارٍ لعوب تمتهن الربا

نبحث في ركامِ الساحات الخلفية للبيوت عن أشياءٍ رمتْها أيامُ الترف....( وجوه ، أبتساماتٌ ، تمتماتٌ ، أقلامٌ جَفَّ مدادُها، كراريسٌ بأوراقٍ صفراء، مفكرةُ مواعيدٍ أُعرِضَ عنها........ )

كَثُرَ تواردُ الجُباةِ على أبوابنا، لتراكمِ فواتيرٍ زادتْ من جراء هدرِ الماء بسقيِّ حدائقنا ، وأسرافٍ بتشغيل المصابيح في النهار ، فاتورة حسابٍ باهضةٍ لمكالماتٍ مع أشخاصٍ رحلوا إلى الجانب الآخر من الوادي

على عكس من سبقنا ، حين كان يُشبعهم نزيرُ الصحون ولقسوة النهارات، بإجهاد طريقٍ وعرٍ ، اضطراب مواعيد الطعام ،وتناوب الوفرة والشُحٍّ ، غدونا بحاجةِ لما يفوق شَبعَ الفتيان ،

خَفَّ الهِتافُ ، أطلقَ الهمسُ عقيرَته، العيون تثرثرُ بصمتٍ مُذ هَرِمتْ و حَدَّ بصرُها ، حَلَّتْ بديلاً عن الألسن ، أصبحنا نسمع دبيبَ النمل

و لأننا عرفنا سرَّ المطر ، لم يعدْ يأسرنا وقعُه ،ولم نكترثْ لشروطِ السُحب

سائرون ، يدُلُّ أحدنا الآخر ، نلتحق بركبِ أُناسٍ نراهم من بعيد ، يتراهنون حول من سيخطو أولاً

وإلى أن نصلَ ، سنحفظ الطريقَ ، نغرزُ الدلالاتِ ، وإن كانتْ أقدامنا لا مجال للعودة معها ، حتماً أن لنا نجوىً ستبقى ، حتى تُبَلِّغَ الاشجارُ الطيورَ .

المشـاهدات 42   تاريخ الإضافـة 29/12/2024   رقم المحتوى 57580
أضف تقييـم