بات الاقتصاد العالمي الجديد يعتمد على المنتجات المعلوماتية والبرامج الإلكترونية والألعاب  وكذلك معطيات الذكاء الصناعي التي اخذت بالتوسع ودخلت عالم الاستخدام في شتى ضروب الحياة الأمر الذي جعل الاقتصاد العالميي ينهض على اساسيات  المنجز الرقمي والمعلوماتية. التي باتت اليوم مقياسا لنمو الاقتصاد ات الوطنية ومؤشرا حقيقيا نحو المستقبل القريب

فتحول الاقتصاد العالمي المتسارع في العقود الأخيرة من الاعتماد على الموارد المادية والصناعات الثقيلة  والبترول الخام إلى اقتصاد قائم على المعرفة الرقمية التي اصبحت من الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي، خاصة في الولايات المتحدة  وبعض البلدان التي  اخذت تتجه نحو هذا الاستثمار  وكما تشير الدراسات ان محرك نمو الاقتصاد الذي يعتمد على التحول الرقمي  بات يشكل اليوم  نسبة 15% من الناتج الإجمالي العالمي ومن المتوقع ان يصل إلى 23 ترليون دولار اي بزيادة 9%  في عام 2025

هذا التحول يعكس مرحلة جديدة في تطور الاقتصاد العالمي، تُعرف بـ”اقتصاد المعرفة” أو “الاقتصاد الرقمي

ولعل من أسباب نهوض الاقتصاد المعرفي الذي يستند  على أساس المنجز الرقمي والمعلوماتية  في الولايات المتحدة مثلا والتي تعد الرائدة في هذا المجال يقوم على

1. الابتكار التكنولوجي:

فالولايات المتحدة تضم وادي السيليكون، المركز الأكبر عالميًا للابتكار التكنولوجي والشركات الكبرى مثل آبل، مايكروسوفت، جوجل، وأمازون،هذه الشركات تعتمد على الأبحاث والتطوير لتقديم تقنيات ومنتجات جديدة تُغير وجه الحياة اليومية.

2. الذكاء الاصطناعي (AI):

 أصبح جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الأمريكي، حيث يستخدم في تطوير برامج تعليمية، أنظمة صحية، تطبيقات مصرفية، وحتى الصناعات العسكرية.

كما ان الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي  بات يعزز الكفاءة ويخلق فرص عمل جديدة.

3. صناعة البرمجيات والألعاب الإلكترونية  هي الأخرى أصبحت واحدة من أسرع الصناعات نموًا، حيث تدر مليارات الدولارات سنويًا. فشركات مثل إيبيك غيمز (Epic Games) وأكتيفجن بليزارد (Activision Blizzard) وضعت معايير عالمية جاذبة لصناعة الألعاب، مما جعلها قطاعًا اقتصاديًا حيويًا.

ان هذا  التحول الرقمي بات يسهم في تخفيض التكاليف وزيادة الكفاءة، مما يعزز الإنتاجية عبر مختلف القطاعات الاقتصادية واصبحت التجارة الإلكترونية، التي تقودها شركات مثل أمازون وغيرها ، تشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي ، اما القطاع الأهم  فهو

التعليم والاستثمار في المهارات الرقمية فباتت الجامعات  تقدم أفضل البرامج الأكاديمية في مجالات التكنولوجيا، مما يضمن تدفق المواهب الماهرة إلى سوق العمل. ومن خلال دعم الحكومات والشركات الكبرى لبرامج التدريب المتقدم أسهم في بناء قوة عاملة قادرة على التكيف مع المتغيرات الرقمية. كذلك  يأتي دور البيانات الضخمة (Big Data):

 حيث تستخدمها الشركات بفعالية لتحليل السوق، تحسين المنتجات، وتقديم خدمات مخصصة تبعا للحاجات الداعمة للاقتصاد الرقمي الذي بات مقياسا للتطور والاستقرار والتنمية المستدامة في العصر الحالي، وان الدول التي  لن تواكب  هذا التحول ستظل بعيدة عن النهوض الرقمي والمعلوماتي  كونه ليس مجرد تحول تقني، بل هو إعادة تعريف للاقتصاد العالمي .فهل نستفيد من دروس الآخرين  ونحث الخطى باتجاه دعم اقتصادنا المتذبذب من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة  وتطوير المهارات  البشرية عبرقناة المعرفة والابتكار الرقمي لنحقق اقتصادا مستداما ومعاصرا ؟