انطلقت في بغداد قبل أيام اجتماعات الدورة ( ٤٦ ) لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية .. وقد كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي خلالها عن ( وجود حراك كبير في الجامعات العراقية لدعم البحوث العلمية وجعل مخرجاتها قابلة للتنفيذ بما ينسجم مع التطلعات والتطورات الحاصلة في العالم) .!

وكنت قد طرحت عبر هذا الحقل أكثر من مرّة مقترحآ يقضي بتأليف مركز متخصص تناط به مهمة متابعة وتصنيف وتبويب البحوث والدراسات والتوصيات الملحقة بها .. وأن يتحمل المعنيون في هذا المركز مسؤولية رفد الجهات ذات العلاقة بما يعنيها من هذه البحوث والتوصيات ويتابعوا تنفيذها ..

فهناك ندوات علمية وتربوية وحلقات نقاشية يتواصل عقدها في الجامعات والمحافل العلمية والمنتديات الأدبية والثقافية ، تناقش خلالها البحوث والدراسات والتقارير التي يعدها باحثون متخصصون وأساتذة كفوئين ، وتتمخض عن توصيات وتقارير ختامية ذات أهمية كبيرة طالما تكون قابلة للتنفيذ حاضرآ ومستقبلآ ، ولكن نلاحظ أن معظم المشرفين على أعداد هذه الفعاليات لا يبرمجون عدد البحوث بما ينسجم مع الوقت المخصص لعرضها ومناقشتها ، ولا مع الجهد المبذول في إعداداها .. فالباحث في معظم هذه المحافل لا يجد متسعآ من الوقت لعرض كامل فصول البحث أمام المشاركين في النقاش ، لكثرة البحوث المدرجة في البرنامج ، وعدم إتاحة المجال لمناقشتها مما يضطره إلى الاختزال والترشيق ، فتكون المداخلات محصورة بما يطرح ضمن الوقت المحدد الذي حوصر به .. كما أن معظم التوصيات التي تتمخض عن هذه الحلقات لا تعمم على الجهات المعنية التي يفترض أن تفيد منها .. وبالتالي فإنها تظل مجرد جهود ضائعة تركن فوق رفوف النسيان أو سلال المهملات !!

وأكرر هنا فكرة إنجاز المركز المتخصص الذي تناط به مهمة تصنيف وتبويب وتنفيذ البحوث والدراسات والمحاضرات الملحقة بها بما ينسجم مع التطلعات والتطورات المتسارعة في العالم المتقدم .