فوق المعلق وهم الأيديولوجيا !؟ |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب صباح ناهي |
النـص : شهد التاريخ الحديث نماذج كثيرة من الايديولوجيات التي تعتمد نسق فكري ومنظومة افكار تسعى للسيطرة وفرض الإرادة على البشر متخطية الحدود السيادية للأوطان المختلفة ، والتقسيمات الجغرافية السياسية لتبشر بفكرة او نسق فكري في محاولة فرضه و ان يتبناه الناس شاءوا ام آبو ، لان ذلك مستند إلى فكرة تسلطية جوهرها ، قوة الفرض ومجاميع التوسل ( من وسيلة ) إلى ذلك النسق ، وفي الغالب ، فان المؤمنين بذلك الخيار الفكري النسقي لديهم اهداف معلنة وردية وأخرى مستترة يناقشونها داخل عالم مغلق ، قد يسمونه التيار او العقيدة او الحزب او النهج ، وهذا يتبعه أساليب تتعدى المعقول في كثير من الأحيان لغير الراغبين طوعا ً بذلك المشروع الفكري ومتبنياته ، ولعل الأيديولوجيا بافضل صور طغيانها تجلت في النهج الشيوعي ممثلا بالاتحاد السوفياتي وجمهورياته الستة عشر ! التي انخرطت بالقسوة والعنف وتاريخ مرير من الحياة السياسية زمن ستالين وخروشوف ، وبريجنف ، لمدة خلال الحقبة من 1917-1990 اي بمعدل 73 سنة من الحكم الشمولي القسري ، الذي انتهى وتاكل من الداخل بعد انتصار رغيف الخبز على المدفع ، وتبنت البلدان الخاضعة منهجا آخراً في الاقتصاد والسياسة و الحياة المتفاعلة مع طبيعة ومدركات الوطنية وطموحات مجتمعاتها ، وتخلت تلك المنظومة او كادت عن مشروعها القسري، في فرض القناعات والترويج للفكرة التي صنعها كارل ماركس وأنجلس وطبقها لينين حتى الثورة البلشفية التي أكلت أبناءها وتوارت ، تحت سلطة العم بوتن زعيم روسيا الأوحد، وانتهى عهد فرض الديكتاتورية على يد غورباتشوف مبتكر البيروسترويكا ، التي أعلنت المصالحة والتغير مع الغرب الرأسمالي المنافس وانتصر ادم سميث على كارل ماركس بدعوته ( دعه يعمل دعه يمر ) ، حتى مرت مياه كثيرة تحت جسور العالم الاشتراكي والرأسمالي معا، وبرزت زعامات ومسميات تحكم لثماني سنوات المدة الأقصى لدورة انتخابية فرضها منطق الغرب الرأسمالي ، وتغادر ، لكن الغربي الصانع الأمهر للسياسة والإدارة في الحكم لم يرتضي ان توقف لعبة نهاية عصر الآيديولوجيا ، التي قبلها وفرضها في البلدان التي تدين له بالمذهب والدين ، ليجد في المشروع الأيديولوجي دورة اخرى في العالم الإسلامي بدعم الآيديولوجيا الدينية المنقسمة بين مذهبين ودينين ، متقاتلين يسفك كل واحد فيهم دماء الاخر، تاركين المشتركات والثوابت إلى المتغيرات والأمور الفقهية الخلافية الثانوية ، ليعطوا مبررا للسلطة والحكم وقيادة الرعاع والجهلة والأميين في مشروع الاقتتال حتى تملئ جيوب الساسة المكلفين بتحريك لعبة الصراع الأيديولوجي ، لكي يستمر العمل باثنين ؛ استمرار دوامة العنف والاقتتال الداخلي الذي يخدم المتغير الدولي من اجل النفاذ والسيطرة ، ولكي يستمر غطاء الفساد والسرقة وتحويل موارد الدول إلى افراد هم (سراكيل سياسة) يخدمون سيدهم الذي أتى بهم في مشروع الحكم الجديد ،،وهنا تلعب الأيديولوجيا دور المخدر السحري لايهام البسطاء بان ما يحدث من واقع فاسد جراء الخصم الأيديولوجي المناؤى المحاصص الذي يريد ابتلاع كل الموارد والإمكانات لوحدة ، دون شراكة الحكم وقيادة المجتمع ! الذي يطلقون عليه العامة او ألدهما في مجالسهم الخاصة ، ويتشفون في جراحاته التي ستنشئ جيل من المضللين التابعين ، السؤال الذي يعنّ هنا ؛ هل ثمة خلاص من كل ذلك كما تخلص الغرب من الايديولوجيات وذهبوا لتحسين اداء الحكم بالمواطنة ؟ الاجابة واضحة لكنها معقدة في واقعنا ، لان معادلة الجهل والتجهيل وحساسية الاندفاع نحو الماضي اسرع وأعمق بكثير من قدرة التنوير وطاقة الثقافة التنويرية ، لكن الثابت بان الشعوب تكتشف أخطاءها و خطاياها ولو بعد حين ، |
المشـاهدات 31 تاريخ الإضافـة 07/01/2025 رقم المحتوى 57903 |