عيون المدينة وتبقى أرض السواد حُبلى بالآمال والأحلام .. |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب عزالدين المانع |
النـص :
كان العراق مكللا بعطاء تُربته .. زاهياً بخضرتها .. ومطرزاً بشواهق العمران ومعالم الإبداع التي صاغتها أنامل المبدعين من أبنائه .. و ما زالت شاخصة تؤكد عظمة وإبداع إنسان هذه الأرض الطيبة عبر التاريخ .. وتمر الأعوام والحقب الطوال .. ويلفظ ذلك العنفوان النابض بالحياة أنفاسه تحت وطأة الغزو المغولي ، وزحفهم الجذامي الحاقد .. وتتهاوى تلك الصروح خلال الحروب الرعناء المتعاقبة التي فُرِضَتْ على أبناء هذه التربة الطاهرة .. وراح الوباء المتسرب يزحف نحو ما تبقى صامداً من أثر حضاري .. ولم يبق من تلك الشواهد سوى بعض آثارها ، لتُخلّد إنسان هذه الأرض ونضجه خلال تلك الحقب الوارفة .. وتتعاقب العُصور ، ويبقى نبض هذه الأرض متدفقاً بالآمال والأحلام .. ولكن الأفاعي المحيطة حول خاصرتها راحت تطفئها .. والأخطبوط المتشبت بأثدائها بقي متحفزاً لإخماد أية جذوة تحاول إحياء ذلك الوهج السالف والأشراقة الخالدة .. غير ان إرادة أبناء هذه التربة أقوى .. وعزيمتهم أشد .. فلم يستسلموا لليأس .. ولم يقفوا أمام فحيح الأفاعي مهزومين .. فقد هبت سواعد الخيرين من أبناء هذا الوطن المصطبر لتعيد بناء ما أهمل ، وتلاحق الفاسدين وتكشفهم على مسرح الأيام عراة كما هم .. وما برحت سواعد الخير تعيد بناء تلك الصروح البهية ، وتجدد تلك الإشراقة التي أفلت منذ قرون .. ولكن ذوي النزوات الآنية يحاولون تفتيت المكونات النابضة من جديد .. ويمزقون رقعة الأرض إلى اشلاء لا حياة فيها ولا رمق .. وراحوا ينفثون سموم تلك الأعوام العجاف في وجوه الحالمين بوحدة هذا الوطن المفدى والمنتمين اليه أبداً .. فتساقط عن وجهها القناع .. وأدرك الإنسان أن طريق المستقبل لا ينتهي الا بحضرة هذا الوطن .. وهو الطريق الآمن بلا شك !! |
المشـاهدات 23 تاريخ الإضافـة 08/01/2025 رقم المحتوى 57941 |