لعل من المفارقات  ان عراق اليوم تفشت فيه الكثير من أمراض المجتمع ونحن في الربع الاول من القرن الحادي والعشرين.

فالشعب العراقي الذي يقف في  مقدمة أذكى شعب بالوطن العربي ويأتي تسلسله بالمرتبة الحادية والستين عالميا وقد أعطى  للإنسانية نماذج كثيرة  ومتميزة من العلماء على مختلف الاصعدة  وصاحب الحضارات الاولى في التاريخ نراه اليوم وقد  كثرت فيه  الممارسات  المرفوضة في المجتمعات المتحضرة  والمتقدمة سيما وإنه شعب أثبت خلال العقود الكثيرة الماضية إنه  شعب يتوق الى التحضر والمدنية والسلوك القويم حيث كانت بغداد مثالا لذلك واصبحت حياة البغداديين   عنوانا لذلك الرقي  فلا زالت الدول العربية تسمي من يسمو بسلوكه ويرتقي به بانه (يتبغدد) لكن هذا التبغدد إنحسر عن بغداد وأهلها نتيجة لما أصاب المجتمع البغدادي من هجرات ريفية متكررة حيث تحولت بغداد الى مجتمع عشائري يؤمن بعادات أكل عليها الدهر وشرب   ومنها ما يعرف بالدكة العشائرية سيئة الصيت فبالرغم من صدور قانون يعتبر الدكة العشائرية  إرهابا ويعاقب عليها القانون بعد أن إنتشرت  المعارك العشائرية  وبكافة الاسلحة خاصة في المحافظات الجنوبية  فإن بغداد كان لها نصيبها  من هذه الدكات أيضا فقد طالعتنا  الاخبار  أن أربع دكات عشائرية حدثت خلال هذا الاسبوع  روعت العوائل والاطفال وعرضت أمن المجتمع الى الخطر في مناطق الشعلة والزعفرانية والمدائن والمحمودية !! 

إن موضوع الدكات العشائرية والفصول التي  ما أنزل الله بها من سلطان هي تحدي لإرادة الدولة  والمجتمع وتسعى لفرض  العشائرية  وسلطتها على المجتمع من قبل عدد من مدعي المشيخة فيما نرى إن شيوخ العشائر الاصلاء يسعون دائما الى تحقيق السلم المجتمعي بحل المشاكل  بالتي هي أحسن بعيد عن لغة السلاح  وعدم تعريض أمن المجتمع الى الخطر.

هي دعوة لرفض كل السلوكيات المدانة فالشعب العراقي هو أذكى شعب بالوطن العربي والمنطقة ولا يمكن أن يستغل البسطاء منه من قبل ضعاف النفوس ممن أصبح لهم نفوذ عشائري  في غفلة من الزمن   وغياب هيبة الدولة أو بدعم بعض الاحزاب والمتنفذين فيها وهنا لابد من حصر السلاح بيد الدولة فكثيرا ما نسمع  إن الدكات العشائرية تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ولم يبقي الا استخدام المدرعات والطائرات .

ولله في  خلقه شؤون.