الإثنين 2025/12/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 10.95 مئويـة
نيوز بار
المكوث طويلاً في... لؤلؤة الأسود في البلد الازرق دراسة نقدية
المكوث طويلاً في... لؤلؤة الأسود في البلد الازرق دراسة نقدية
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

يوسف عبود جويعد

 

من أدب الرحلات " لؤلؤة الأسود في البلد الأزرق" للرحالة زهير البدري، والذي نكتشف من خلاله، أن لكل رحالة أسلوبه في عملية الترحال ونقل الاستكشافات والمعلومات التي يحصل عليها، وينقلها الى القارئ، واسلوب الرحالة زهير البدري في نقل ما حصل عليه من معلومات وماشاهده وما عاش تجاربه، هو أن قرر الأقامة في مدينة سامسون التركية، لمدة ثلاث اعوام كي يتمكن من تدوين رحلته في هذه المدينة والاستكشافات التي حصل عليها، بطريقة أكثر عمقاً، واكثر معرفة وهو يعيش مع ابناء هذه المدينة ويعرف كل تفاصيل حياتهم، وطقوسهم، والمناطق المهمة فيها، والأثرية والتاريخية، والمعالم البارزة في هذه المدينة، وتفاصيل كثيرة تخص رحلته التي أرسى قواعدها ببقاءه فيها هذه الفترة التي استطاع أن يستفيد منها، وعن هذا يقول الرحالة:

" وسط كل هذا الجمال الأخاذ والتنوع والهدوء والأمن المستتب ووفرة الاحتياجات، وسهولة العيش وتوفر الخدمات، أصبحت هذه المدينة الساحرة الجميلة ملاذاً ووطناً لي على مدى ثلاثة أعوام، أقمت الكثير من العلاقات مع العراقيين المقيمين هناك، وكذلك بعض العرب والأتراك الذين يجيدون التحدث بالانكليزية واعدادهم قليلة جداً." (ص 27 )

والأمر الآخر الذي زاد هذه الرحلة جمالاً وسحراً، هو تعلقه وحبه لهذه المدينة الذي أطلق عليها لؤلؤة الأسود في البلد الأزرق حيث تشرف هذه المدينة على البحر والأسود.

كما يلاحظ القارئ من خلال متابعته وطوافه في هذه المدينة والمدن الأخرى، أن مراسيم واستعدادات ونشاطات ومعالم أعدت لجذب السائح بشكل واضح ومبهر، فهناك إهتمام واضح من قبل السلطة للسائح واعطاءه تسهيلات كثيرة من أجل أن يتمتع برحلته، ويجد فيها الراحة والسرور، ويجد أيضاً ما يسهل مهمته في نقل هذه المعالم التي يروها الى الآخر، بأساليب مختلفة، منها عبر الانترنيت، ووسائل التواصل، حيث ما أن يصل السائح حتى تتوفر له  خدمة الانترنيت، بعد  التأكد من دخوله البلاد شرعياً من خلال الاطلاع على جواز السفر، وكذلك من خلال التقاط الصور أو الكتابة عنها.

ويبدو لنا أن هذه الفترة التي قضاها المؤلف في مدينة سامسون وهي ليست بالقصيرة، منحته فرصة كبيرة للتحرك وتكثيف عملية الاستكشفات والاطلاع على كل التفاصيل الموجودة في المدينة،حيث سنتابع تفاصيل دقيقة ومعلومات غاية في الاهمية عن المدينة، بكل معالمها الحضارية والتاريخية، ورمزها وشخصياتها، وأنه افرد لكل رحلة فصل خاص كي يستطيع أن يزود القارئ برؤية واضحة عن المدينة،وكما اشارت بنية العنونة، لماذا سامسو؟، نبذة عن مدينة سامسونج، سامسونج والتاريخ، سامسون منطلق التعيير، رحلتي الى سامسون، العراقيون والهجرة الى تركيا، المحطة الأولى اتاكوم، الإقامة في تركيا، ليالي سامسون المقمرة، لا تكن شرف سز كما يقول الاتراك. وغيرها الكثير من العناوين التي تخص تفاصيل رحلته لأي معلم من معالم هذه المدينة. فيحدثنا عن طريقة التنقل والوسائط التي تقل الركاب ، وهي الترام (القطار الكهربائي) وكذلك الحافلات الكبيرة وسيارت الميني باص (الدوملج) اضافة الى التاكسي.

وينقل لنا الرحالة الشلالات والبساتين، والمقاهي، والمطاعم، والاكلات المشهورة في هذه المدينة والمدن التركية الاخرى.ويقول الرحالة عن السفر في متن كتابه هذا:

" لذا أقول لمن يسأل عن السفر والترحال ، السفر حياة أخرى، السفر كتاب مفتوح يزودنا بالمعرفة والخبرة أضافة للمتعة والراحة فهل توافقني الرأي ياصاحبي المتلقي الذي بين يديك كتابي الآن؟." (ص 97 )

ولا تخلو هذه الرحلة من جولة في ارياف مدينة سامسون، وجنانها وجمال طبيعتها، وخصوبة أرضها، ويحدثنا عن الجنة المخفية وجمالها، ثم ينتقل لمتحف تكهة كوك، وينقلنا الرحالة الى أجمل أقضية سامسون (قضاء وزير كوبري) ، ثم الى وادي شاهين.

كما اننا نجد أن الرحالة من خلال بقاءه فبي مدينة سامسون، أنه أقام زيارة لبعض مدن الشمال التركي، سينوب مدينة الشلالات، أوردو المدينة الخضراء والمياه الزرقاء، ريزا مدينة الشاي، طرابزون لؤلؤة الشمال التركي، جامع آيه صوفيا في طرابزون، بحيرة أورنجول الرائعة .

ويقول الرحالة زهير البدري، في مقدمته لهذه الكتاب عن مدينة سامسون:

" لقد طفت في بلدان عدة، وعبرت جبالاً وسهولاً وصحارى وبحاراً، وفي كل مرة اكتشف شيئاً جديداً يضيف  لي عمراً جديداً، وبعدما أمضيت كل هذا العمر صرت أبحث عن مدينة تكون محطة استراحة المقاتل قبل الرحيل الى السماء، وللذي يسأل لماذا أخترت سامسون من دون كل المدين لتكون محطة الاستراحة قبل الرحيل."

وهكذا وبعد هذا الطواف في كتاب أدب الرحلات " لؤلؤة الأسود في البلد الأزرق" للرحالة زهير البدري، يتأكد لنا أن المعايشة عن قرب، والمكوث في المدينة المراد الرحلة في أسرارها واكتشافها، هو الأسلوب الاحسن والاجمل والانقى والافضل، لان الرحلة ستكون اكثر  كثافة في جولاتها المعرفية.

المشـاهدات 26   تاريخ الإضافـة 21/12/2025   رقم المحتوى 69174
أضف تقييـم